تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نائب الرئيس الهندي للثورة:علاقاتنا مع سورية راسخة ونسعى لإرساء السلام في المنطقة ... السلام العادل يكون عبر القرارات الدولية

نيودلهي
شؤون سياسية
الأربعاء 8-7-2009
أمل سليمان معروف

على مر الزمان كنت لا أحب استخدام مصطلح الشرق الأوسط. ونحن في الهند نشير الى المنطقة بموقعها الجغرافي وهو غرب آسيا وشمال إفريقيا

وتمتد من المغرب الى منطقة الخليج. و تربطنا بها علاقات وثيقة تعود الى الماضي البعيد وهي علاقات ليست قابلة للجدل.‏

هذا ما بدأ به حديثه نائب الرئيس الهندي السيد شريف حميد أنصاري لمجموعة الإعلاميين العرب الذين تمت دعوتهم لزيارة الهند مباشرة بعد الانتخابات هناك. وأكد السيد الأنصاري على العلاقة المتميزة بين الهند والعالم العربي.‏

 كيف تقيمون العلاقات العربية الهندية؟‏

العلاقات العربية الهندية موغلة في القدم. إذا ذهبتم الى مكة ستجدون جبلاً يدعى الجبل الهندي وهذه التسمية تعبير عن عراقة العلاقات بين الجانبين.‏

أما العلاقات السورية الهندية فهناك رغبة قوية من كلا الجانبين بتطويرها من خلال استكشاف مجالات جديدة للتعاون من أجل الحاضر والمستقبل .‏

 ما أولويات الحكومة الهندية بعد الانتخابات الأخيرة ؟‏

تركز بشكل أساسي على العناصر : التنمية الاقتصادية ، التمكين الاجتماعي وتنمية جو خارجي حيث يمكن القيام ببعض الأمور. بتعبير آخر، أجندة السلام والجوار الطيب.‏

 ما تحضيراتكم لقمة عدم الانحياز التي ستعقد قريبا؟‏

هناك تفاهم عام بين دول عدم الانحياز حول بعض القضايا. وكما تعلمون، الهند كانت من بين الأعضاء المؤسسين للحركة. وتبقى الأجندة الأساسية نفسها. نحتاج مزيداً من العلاقة المنصفة بين الدول النامية والدول المتقدمة. إن قضايا الخمسينات والستينات من القرن الماضي ليست القضايا التي نتحدث عنها اليوم ولكن تتكرر المبادىء نفسها. مزيد من النظام العالمي المنصف حيث ليست هي حالة البعض كقوى عظمى وقوى صغرى . وذلك هو الموضوع الاساسي بين الأعضاء في حركة عدم الانحياز.‏

كيف تنظرون لعملية السلام وما هو دور الهند فيها؟‏

هناك نقطتان. عندما لا يكون هناك سلام، لا يكون هناك تنمية في أي مكان في العالم لذا: السلام مطلب ضروري للتنمية. الاستقرار مطلب اساسي للتنمية. وبالنسبة للسلام في غرب آسيا فقد كانت آسيا بدون سلام لزمن طويل. وعلينا العمل لبناء سلام متين. هناك مبدأ واحد بحل عادل.‏

لذا، تحتاجون حلا عادلا. قضى العالم منذ 1967 الكثير من الوقت والجهد لإيجاد حل عادل. وإطار الحل معروف تماما. والسؤال هو في كيفية تنفيذه. ودور الهند في هذه القضية ليس دوراً مركزيا. لدينا دور داعم لأننا لسنا في موقع نقول فيه عليكم فعل هذا أو ذاك. هناك دول أخرى في العالم لديها تلك الامكانية كأعضاء مجلس الأمن مثلاً. ولكن لدينا رؤية واضحة تماما ودعمنا لمبادىء التسوية جلية، الحل العادل في قرارات الأمم المتحدة.‏

 كيف تعرفون الإرهاب؟‏

الإرهاب لا عقل له ولا توجه. يمكن ان يطال اي شخص في أي وقت. لذا، تتفق كافة بلدان العالم على ان الارهاب فعل سيئ ويجب مكافحته. الارهاب موضوع موصوف في كل اجندة للهند مع اي بلد في العالم.‏

عندما كنت سفير الهند الى الامم المتحدة، قضينا مئات الساعات في محاولة للاتفاق على تعريف الإرهاب . وحتى الآن وبعد مضي 15-20 سنة، ليس هناك اتفاق على تعريفه ولكننا جميعا نعلم ما هو الإرهاب.‏

إذا كنت أسير في الطريق وبدأ أحدهم باطلاق النار وأصبت بأذى فإن ذلك إرهاب .‏

لذا فالإرهاب حقيقة ولكن مناظرة الإرهاب لا تنتهي . كما أن الاحتلال مثبت أنه إرهاب في ميثاق الأمم المتحدة . هناك طريق واحد فقط لمقاومة الإرهاب وهي بالتعاون والعمل بجدية حياله. علينا أن نكون حريصين في الحرب ضده. الإرهاب مثل المرض بدون بصيرة لذا يجب التعامل معه بذكاء.‏

 الهند هي الاقتصاد الثالث أو الرابع في العالم، في نفس الوقت لا تزال الهند مركزا للفقر في العالم، كيف يمكن فهم ذلك؟‏

ملامح الصورة اثنتان. اقتصاد الهند يتطور بمعدل جيد حسب توصيف البنك الدولي والأمم المتحدة، من المتوقع أن تصبح الهند في السنوات العشرين القادمة، إحدى ثلاث أكبر اقتصاديات في العالم.‏

في نفس الوقت، فإن ثمار التنمية لا توزع بشكل عادل في الهند. لذا، لدينا عدد كبير من الشعب ممن هم لا يزالون فقراء.‏

لا تحتاجون الى سؤال أحد عن المسألة فهي موجودة في تقاريرنا. تصريحات قيادتنا تقول بوضوح أن علينا القيام بالمزيد في هذا الصدد. هذا هو التحدي الحقيقي أمامنا. ولهذا نريد تنمية سريعة. لذلك، نريد ثمار التنمية وهي أولوية ملحة أمام الحكومة.‏

 ماذا عن المسلمين بالهند ؟‏

الحرب ضد الإسلام في الغرب وليس في الهند. أؤكد لكم أن الإسلام جزء من تركيبة الهند. كل دين في العالم ممثل في الهند. تاريخيا وثقافيا، لقد ارتقينا الى التسامح الديني وأيضا تشجيع الديانات الأخرى. هذه هي الطريقة الهندية. ولا يعني هذا أن الجميع سعداء وأنه ليس هناك تمييز. مؤخرا، زرت بقعة من الهند حيث الأغلبية مسلمة واستقبلت وفدا هندوسيا يعاني من تمييز الأكثرية. في الهند، لدينا صورة معقدة. ولكن النظرة الهندية واضحة تماما: جميع الأديان متساوية. جميع المواطنين لديهم الحق في ممارسة دياناتهم وتتعامل الدولة مع الجميع بالتساوي.‏

من جهة أخرى، لا يتناسب عدد الأعضاء المسلمين في البرلمان مع عدد المسلمين في الهند وهي مسألة قيد النقاش بين الأحزاب السياسية. إننا كمسلمين نمثل أقلية في الهند ولكن عددنا 160 مليون نسمة مما يجعل الهند ثاني أكبر دولة تضم مسلمين في العالم بعد إندونيسيا . بالطبع لدينا مشاكل ولكن طريقنا واضح فكل حزب سياسي يؤمن أن المواطنين جميعا متساوون.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية