|
شؤون سياسية الزيارة تأتي ضمن توجهات سورية لتفعيل النشاط الدبلوماسي في اتجاهات عدة، واعتماد سياسة المصالح المشتركة والاستفادة من القاعدة الاقتصادية المتينة، التي من خلالها يمكن إيجاد توليفة من شبكات الاتصال والحوار والتلاقي والتفاعل وصولاً إلى الاستثمارات المشتركة والمنفعة المتبادلة، وبالتالي الاستقرار الذي ينعكس على السياسة بالبحث الجدي والمطالب الحثيثة لتحقيق السلام والازدهار. الانطلاقة السورية باتجاه دول في آسيا، وتحديداً في منطقة بحر قزوين، يعني إدراكاً سورياً واثقاً لأهمية تلك المنطقة حيث تحضر في أروقة المراكز السياسية الفاعلة عالمياً السيناريوهات والخطط للتوجه نحوها. والتي بدأ الكثير يتحدث عنها بصفتها «مكمورة الطاقة العالمية». هذا من جانب ومن جانب آخر، تأتي أهمية الموقع الاستراتيجي لهذه المنطقة وما يمكن أن تشكله من ممر إجباري وعقدة جيواستراتيجية من خلال تموضعها بجوار روسيا وإيران وفي قلب آسيا الوسطى وعلى تخوم تركيا والشرق الأوسط. أما الأهم فهو أن تلك المناطق ظلت بعيدة عن اهتمامات العمل السياسي والاقتصادي من قبل الجانب العربي أو من الجانب الآخر، وتركز الاهتمام حول روسيا باعتبارها الوريث الشرعي والقانوني للاتحاد السوفييتي وفي هذه الأثناء وجدت اسرائيل ملعباً خاوياً، وفراغاً يمكن حجز مكان مناسب فيه، فكانت العلاقات في تحسن والنشاط الاقتصادي في ازدياد وغدت المنطقة قبلة للاستثمار الإسرائيلي، وظهر الاختراق الواضح لمنطقة بحر قزوين، وبدا الحديث عن تغلغل اسرائيلي كبير، مقابل غياب عربي واضح جداً. ومن هنا تأتي الأهمية الاستثنائية واللافتة في توجهات القيادة السورية لمواجهة الدور الاسرائيلي الهدام، بدور عربي أو سوري أو شرق أوسطي فاعل، بناء يحقق مصالح مشتركة للطرفين ويحد من مطبات واستهدافات السياسة الإسرائيلية. وبهذا المعنى، رسم السيد الرئيس بشار الأسد لوحة استراتيجية تحدث عنها مؤخراً خلال لقائه مع الرئيس التركي عبد الله غل مفادها ربط البحار الاستراتيجية العالمية مع بعضها البعض «الأسود- المتوسط- الخليج العربي- قزوين». وأعاد التذكير بالخطوات اللازمة لهذا الربط سواء من خلال تفعيل خطوط النقل البحري والجوي والبري وإقامة الاستثمارات وإصدار التشريعات اللازمة لضمان ذلك وصولاً إلى معاهدات واتفاقات تجعل المنطقة المشار إليها تبحر على سفينة واحدة تجوب بحار العالم وتحط في موانئها وتحمل المنفعة والمصلحة للجميع. وبما أن بحر قزوين منطقة مغلقة فهي بحاجة إلى ممرات برية للوصول إلى البحار المفتوحة وأهم هذه الممرات تحتاجها جمهورية أذربيجان عبر الدول المجاورة لها «أرمينيا- روسيا- ايران- جورجيا- تركيا». ومن خلالها يتم التواصل أو متابعة الابحار إلى البحر الأسود والمتوسط والخليج العربي. وهنا تشكل سورية العقدة التالية بعد تركيا حيث يبدو المشهد على شكل سلسلة متصلة من قزوين إلى البحر الأسود (تركيا) إلى (الخليج العربي عبر سورية والمتوسط ومن ثم إلى أوروبا). *** أذربيجان 86ألف كم2 و 8.5 ملايين نسمة المساحة 86،600 كم- عدد السكان حوالي 8،5 ملايين نسمة- العاصمة باكو - اللغة الرسمية الأذرية والروسية ،والأرمينية لغات ثانية- الديانات: الاسلام 87٪، الارثوذكس 7،6٪ . التقسيمات الإدارية: 54 منطقة. إضافة إلى منطقتي حكم ذاتي هما ناغورينو كاراباخ- ناخيفتشيفان. العيد الوطني 28/5 كل عام وهو تاريخ إنشاء أول جمهورية أذرية عام 1918. عضو في الأمم المتحدة منذ عام 1992. استقلت عن الاتحاد السوفييتي 1991. الصادرات الرئيسية النفط والغاز والكيماويات ومعدات.التنقيب عن النفط والمنسوجات والقطن. حجم احتياطي النفط الحقيقي يزيد على 7 مليارات برميل ما يعادل 0،6 من الاحتياطي العالمي. وحجم احتياطي الغاز 4،4 تريليونات قدم مكعب وبلغ حجم الانتاج اليومي عام 2008 حوالي 800 ألف برميل من النفط الخام. تعتمد أذربيجان على خط نقل النفط باكو تبليسي -جيهان الذي ينطلق من أذربيجان مروراً بجورجيا وتركيا إلى البحر المتوسط بطول حوالي 1700 كم وذلك لنقل ما يزيد على مليون برميل نفط يومياً في السنوات القادمة. تشير التقديرات إلى أن إجمالي إنتاج بحر قزوين من النفط سيصل عام 2015 إلى ما يزيد على 4 ملايين برميل يومياً ستكون الحصة الأكبر منها لأذربيجان. الحكم في أذربيجان رئاسي جمهوري قائم على التعددية السياسية يحكمها رئيس منتخب وبرلمان مكون من 125 عضواً- المجلس الوطني ينتخب المجلس كل 4 سنوات، يحكم أذربيجان الهام علييف منذ 2003 وفاز في الانتخابات الأخيرة التي جرت هذا العام . مدة الولاية الرئاسية 5 سنوات يجوز تجديدها . الناتج القومي لاذربيجان 7،627 ملايين دولار. دخل الفرد 1460 دولاراً سنوياً. العملة الرئيسية: المانه تتحدث التقارير الاقتصادية عن تطور في حجم الصادرات النفطية لاذربيجان حيث سيصل في نهاية عام 2009 وعام 2010 أذربيجان ما يزيد 1،200 مليون برميل نفط أو 1100 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً. وذلك بفضل سياسة الشراكة والتفاعل الايجابي مع الجوار التركي الأوروبي والتطلعات إلى شراكة مع المنطقة العربية ،الأمر الذي تعلق عليه الأوساط السياسية أهمية خاصة لدور سوري فاعل في الشراكة الاذربيجانية- العربية أو المتوسطية وأن يكون لاذربيجان مكان مرموق في تلك المنطقة مايشكل رئة استراتيجية في الجسد العالمي. كما يعول الساسة الاذريبجانيون على الدور السوري في تسوية مشكلة كاراباخ مع أرمينيا من خلال العلاقات الطيبة مع الطرفين الأمر الذي ستظهره مباحثات الأسد -علييف في باكو. |
|