|
موقع : voltaire -net وقد كال انتقادات شديدة للإدارة الأميركية في مقاربتها للملف الشرق أوسطي، وفي مقابلة أجرتها معه وكالة اي.بي.سي عرض بير وجهة نظره حول الصراع القائم بين واشنطن وطهران ودور تل أبيب في تكوين صورة مشوهة عن تلك المنطقة. وفي رده على سؤال حول إمكانية توجيه إسرائيل ضربة للمواقع النووية الإيرانية بعدما مهدت لذلك من خلال حربها على غزة الأخيرة التي جاءت عقب مرور عامين على حربها على لبنان عام 2006، يؤكد بير على وجود فيتو من القيادة العسكرية ضد توجيه أي ضربة إلى إيران، لأن ذلك من المستحيل وهذا المستحيل ليس نابعاً من معرفتنا أن ثمة رداً قاسياً إيرانياً تحتفظ به في منطقة الخليج العربي، بل لأن إيران وفي حال تعرضها لضربة لن تكتفي بالرد على المستوى المحلي، على غرار حماس على سبيل المثال بل سيكون ردها على المستوى العالي وليس لديها من خيار آخر.. وهنا تكمن قوتها الردعية، فحين نجري مقاربة إيرانية نتأنى كمن يمشي على البيض، وأمامنا دروس لاستيعابها. لقد استقى الحرس الثوري الإيراني دروساً من حربهم مع العراق وكانت تلك حرب استنزاف لا يمكن تحقيق انتصار جلي فيها وبشكل خاص ضد الولايات المتحدة، ولذلك فقد وضعوا خطة استراتيجية بديلة وغير متماثلة، ولكنها مجدية، إنها حرب العصابات، والحرس الثوري الإيراني هو حرس وطني ويتمتع بقدرات ومهارات وذكاء كبير يتفوق في ذلك حتى على إسرائيل، ويعرفون تماماً ما هم مقدمون عليه إضافة إلى ذلك ليس لهم وجود في الحياة السياسية الإيرانية. وحول إمكانية توجيه إسرائيل ضربة محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية، كما طالب بذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية خلال عهد الرئيس بوش، وجاءت به صحيفة نيويورك تايمز يؤكد بير أن الرئيس بوش رفض فكرة شن حرب على إيران، لسبب بسيط وهو أن ثمة توازناً في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران، وهذا التوازن ليس من حيث عدد الدبابات والأسلحة ونوعيتها، وإنما يعني التوازن في العنف، هنا نجد ثمة تعادلاً، إذ يمكن لواشنطن ضرب إيران ولكن ماذا بعد؟ لاشيء كما فعلت إسرائيل في غزة، ماذا حققت هذه الحرب الإسرائيلية؟ بالتأكيد لاشيء، نعم لقد دمروا وقتلوا ولكن ظلت حماس موجودة في موقعها وقوتها، يمكن ضرب جميع المواقع العسكرية الإيرانية لمدة أسبوعين ولكن إيران ستبقى موجودة وتمتلك كافة قدراتها وإرادتها للخروج أقوى مما كانت عليه قبل الحرب، وتتجاوز قدرة إيران العسكرية مسألة أسعار النفط ولا يهمها انخفاض أسعار النفط بالنسبة لدفاعها. ويرد بير عن سؤال حول رغبة الرئيس أوباما بالحديث مع مسؤولين إيرانيين وكذلك رغبته في إجراء تغييرات في السياسة الخارجية الأميركية وإن كان تعيين دنيس روس مستشاراً في الشأن الإيراني قد يسهم في تحقيق وعوده؟ يقول: إن النقطة الأساسية في تعيين روس هي أن إسرائيل ترتاح له وبهذا فإن جرى حوار مع إيران يطمئن الإسرائيلي أنه لن يخدعهم ويخونهم وكانت أمامه سنوات وسنوات لاختياره فهو يهودي وكان صادقاً ومخلصاً مع الإسرائيليين، وقد واكب جميع مشاريعهم حتى الجنونية منها وبالتالي لن يتفاجؤوا بأي شيء في الحوار الأميركي الإيراني، وفي حال اختار أوباما مستشاراً يجهله الإسرائيليون، سوف يستبعدونه في الحال ويجمدونه ويضعون العصي في الدواليب، واختيار أوباما له كان بسبب حاجته إلى دعم الحزب الجمهوري لتمرير هكذا أمور على المستوى السياسي. وكذلك كان اختياره دنيس بلير، مدير الاستخبارات القومية ولا يمكنه استدعاء شخصيات لايتسلحون بالبراهين ومدججين بالحجج ويتركهم في مواجهة الحزب الجمهوري. وفي الواقع إن كان ثمة انفتاح اميركي في الاتجاه الإيراني، فهذا يتم بالإتفاق مع إسرائيل، اتفاق صامت، لأنه وببساطة ليس أمام الإسرائيليين إلا القبول بذلك في الحياة السياسية الأميركية لا يمكن الإقدام على أي شيء في الشرق الأوسط دون ضوء أخضر إسرائيلي. وأعترف أنني لم أعرف في التاريخ دولة (إضافة إلى أنها قوة عظمى) مقيدة اليدين والرجلين أمام دولة صغرى مثل إسرائيل، والسبب في ذلك يكفي أن نفتح كبريات الصحف الأميركية في مدينة مثل نيويورك سنرى أن لديها أجندة صهيونية، أنا لست يهودياً ولذلك لست مهماً عند إسرائيل، ولست معادياً للسامية وقد اقترحت على أحد الناشرين كتاباً جديداً عن إسرائيل، فأجابني (الأفضل لك أن تتخلى عن الفكرة). لا أحد يستطيع قول الحقيقة في موضوع إسرائيل. هناك في إسرائيل يحدثونك أموراً لا تسمعها في الولايات المتحدة. ومنها مثلاً لماذا الشعب في غزة يعيش حياة بائسة؟ وهل يمكن أن يكون الإنسان سعيداً إن عاش حياته كلها في سجن؟ أشياء لا يمكن أن تقرأها في صحف مثل نيويورك تايمز، وعندما تفتح الصحيفة فهي بالكامل امتداد لإسرائيل. وينفي بير أن تكون الحرب على غزة قد أضعفت حماس لأن حماس هي مفهوم، هي ايديولوجيا وليست منظمة، إنها فكرة، وفي أقل تقدير لم يدخل الإسرائيليون إلى غزة، ولم يرغموا سكانها المليون ونصف المليون على الهروب إلى مصر، ولم يستطيعوا السيطرة على القطاع، يمكنهم تنفيذ عملية برية وقتل كل زعماء حماس وزج آلاف الأشخاص في السجن، ولن تخرج حماس إلا أقوى من السابق. وحسب رأيه لقد أعاد حزب الله وحماس التعريف بمفهوم إدراج الحرب ضمن بقعة جغرافية محدودة وزعيم حزب الله، حسن نصر الله، أعاد تعريف السياسة الإسلامية من خلال عقده تحالفاً مع المسيحيين، أي أنه يعتبر المسيحيين حلفاء له، هذا بكل بساطة خلافه مع البقية. |
|