تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حــــرب «البــروبـــاغنــدا» ضـــد إيـــران

موقع: World Socialist Web Site
ترجمة
الأربعاء 8-7-2009
ترجمة : رنده القاسم

تستمر وسائل الإعلام الأميركية ، بقيادة جريدة نيويورك تايمز حملة البروباغاندا المدبرة ضد إيران و المتعلقة باتهام الحكومة بسرقة الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران.

ولم يظهر ولا حتى مقدار ضئيل من الموضوعية في تغطية وسائل الإعلام التي كانت كما الببغاء تردد اتهامات المعارضة ، بقيادة الخاسر في الانتخابات الرئاسية «مير حسين موسوي » ،وكأنها حقائق و تعتبر كلام الحكومة أكاذيب.و تمجد المعارضة على أنها ديمقراطية و إصلاحية، بينما يصور الرئيس محمود أحمدي نجاد و مؤيدوه كفاشيين فعليين .و بصعوبة يستطيع المرء تخيل أن الرجلين يمثلان زمرتين متنافستين ضمن المؤسسة الحاكمة ذاتها.‏

وألقيت المسؤولية عن العنف في شوارع طهران بالكامل على كاهل الحكومة و قواتها الأمنية.و لم يرسم أي رابط بين هذه الأحداث و الحالة الأوسع في المنطقة ، حيث تشن الولايات المتحدة حربين على حدود إيران الشرقية و الغربية و كلتاهما تهدفان إلى إقامة هيمنة أميركية على المنطقة الغنية بالنفط.‏

و اعُتبرت الافتراضات بأن الولايات المتحدة و وكالاتها الاستخبارية متورطة في اضطراب إيران سخيفة و مفبركة من قبل الحكومة الإيرانية في محاولة لتحويل الرأي العام.هذا في دولة أطاحت واشنطن بحكومتها المنتخبة ديمقراطيا عام 1953، وساندت الدكتاتور الشاه على مدار أكثر من ربع قرن ، و قامت CIA بعمليات سرية في العهد الحديث تتضمن استخدام قوات عمليات خاصة على تراب إيران.‏

كل ما ذكر يبدو مألوفا ، فقبل أكثر من سبع سنوات قادت أيضا نيويورك تايمز حملة إعلامية مشابهة ضد حكومة الرئيس أوغو شافيز في فنزويلا.‏

حينها كما الحال الآن ألقيت معايير الصحافة الموضوعية من النافذة , و تعرض شافيز للذم بينما صور منافسوه كالمدافعين عن الديمقراطية . و عرضت تصاريح المعارضة كحقائق و عوملت بأكبر قدر من الاحترام ، بينما كانت مناقشات الحكومة عرضة للتهكم.‏

و عندما أطلق رجال مسلحون مجهولون النار خلال تظاهرة معارضة كبيرة عند قصر ميرافلوريس الرئاسي(في حشد يشبه في الحجم و التركيب الطبقي ذاك الذي كان في شوارع إيران) القي باللوم على قوات الأمن الحكومية و مؤيدي شافيز المسلحين فيما يتعلق بموت تسعة عشر شخصا . و فيما بعد تبين أن الأموات كانوا من بين الحشود التي اجتمعت للدفاع عن شافيز و معظم النيران أتت من قوات شرطة كاراكاس الموالية لعمدة المدينة «ألفريدو بينيا» و هو معارض شرس للرئيس يتمتع بدعم الولايات المتحدة.و في تغطيتها للصدام سعت تايمز للحديث مع «بينيا» الذي و من غير المفاجئ حمل شافيز المسؤولية.‏

إن حكومة تخلق عبر إسقاط حكومة منتخبة تعتبر ديمقراطية طالما هي سهلة الانقياد للمصالح الأميركية ، ففي فنزويلا التي تزود 15 بالمئة من النفط الأميركي المستورد تبدو هذه المصالح واضحة.‏

و بالعودة إلى موضوع إيران نسأل من «روبيرت دريفوس» مراسل مجلة The Nation في إيران؟ و «دريفوس» يقدم نفسه كصوت السياسات التقدمية في أميركا. و ألف كتابا تحت عنوان” رهينة للخميني” عام 1981، يدعو فيه حكومة ريغان لتنظيم انقلاب على جمهورية إيران الإسلامية و يشجب كارتر لخيانته للشاه.‏

في ذاك الوقت كان “ دريفوس” عضوا في منظمة فاشية تخدم كموجه للاستخبارات في الشرق الأوسط . هذا هو الرجل الذي تعتمد عليه مجلة Nation في تعليقاتها الأساسية على السياسات و الأمن القومي والذي أرسل لإيران لتغطية الانتخابات .‏

و أي مقارنة بين ما كتب بالماضي و ما يكتب الآن تجعل من الملح أن توضح Nation سبب استخدام هذا الشخص كمحرر.و هذا التساؤل يرتبط بشكل رئيسي بواحد من مصادر « دريفوس» الرئيسية خلال رحلته الحالية إلى إيران و هو ابراهيم يازدي وزير خارجية إيران السابق و من يسمى المنشق. و قد نشر مقالا في The Nation في الثالث عشر من حزيران تحت عنوان “ وزير خارجية إيران السابق يازدي : انه انقلاب» و هو يضم مقابلة مع هذا الرجل الذي قال : إن الانتخابات تعرضت للتلاعب وهي غير شرعية .‏

ولكن في كتابه « رهينة للخميني» قال دريفوس :إن يازدي كان جزءا من شلة تضم عملاء استخبارات مدربين من الغرب”و قال إن طريق “يازدي” من واشنطن إلى لندن مر عبر رجال بروفيسورات مثل بروفيسور ريتشارد كوتام من جامعة بيتسبورغ الذي وصفه بالضابط الميداني السابق للـ CIA وهو مرتبط بالسفارة الأميركية في طهران.و كتب دريفوس بأن زوجة يازدي وصفت كوتام مرة بالصديق المقرب جدا لزوجها الذي يعرف عنه أكثر مما تعرف هي. و في مكان آخر من كتابه أشار دريفوس الى يازدي بالمدرب من قبل الموساد.‏

و السؤال هو :أي دريفوس علينا أن نصدق ذاك الذي كشف عن يازدي كعميل استخبارات لدى الولايات المتحدة و بريطانيا و إسرائيل أو الآخر الذي يعيد كلمات يازدي كواحد من المخلصين للديمقراطية و الإصلاح؟‏

دريفوس لم ينكر علنا ما كتبه عام 1981 ،فهل كان يكذب حينها أم إنه يكذب الآن؟ مجلة The Nation ملزمة بالإجابة ، فقراؤها يستحقون أن يعرفوا ماذا يفعل «دريفوس » في المجلة.‏

- بقلم بيل فان اوكين و هو سياسي و ناشط في حزب المساواة الاشتراكية و رشح للانتخابات الأميركية عام 2004.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية