تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تعددت همومهم...والحلول في غياهب المجهول

شباب
الأربعاء 8-7-2009
هند دمر حمودي

من الجدير بالذكر أن يعتمد الشباب على أنفسهم في وقت أضحت فيه ظروف الحياة المعيشية أقسى مما نتصور..

ولكن غالباً تكون هناك إخفاقات تحول دون وصول الشباب إلى الهدف المنشود لتتحول حياة معظمهم عندئذ إلى حزمة من الهموم والتعقيدات تحتاج إلى صبر وجهد وإرادة لتجاوزها.‏

ووفقاً لمركز الدراسات والبحوث في اتحاد شبيبة الثورة، وحسب المشكلات التي تشغل بال الشباب فقد احتلت البطالة المركز الأول من هموم الشباب ذكوراً وإناثاً بنسبة93.5٪ كما جاءت في المرتبة الثانية مشكلة التفكك الأسري بـ62.5٪ ليحتل هم التعليم المرتبة الثالثة بنسبة26.5٪ أما في المرتبة الرابعة فجاءت مشكلة السكن وذلك بنسبة 14.5٪ وأخيراً هم الزواج الذي احتل المرتبة الخامسة بنسبة12.1٪... وبين أروقة الهموم السابقة والخوف من عدم تأمين المرغوب تركنا الشباب يسردون حكايتهم مع همومهم التي لاتستطيع جبال حملها كما يرون.‏

محمد ترافقه سلسلة هموم تؤرق تفكيره يومياً وتبدأ باختيار الدراسة الجامعية المناسبة وخاصة أن نتائج الثانوية أضحت على الأبواب والبحث عن العمل لتأمين مصروفه الشخصي لأن ظروف عائلته المادية لاتشجع بإعالته بعد الثانوية ومن ثم التفكير بمرحلة الخدمة العسكرية وبعدها تكاليف الزواج والبحث عن السكن وغير ذلك من الهموم المتفرقة التي لاتنتهي ابداً.. ويضيف محمد:جميع الهموم السابقة مرتبطة أولاً واخيراً بالظروف المادية فإن وجد المال تحل الأمور بأبسط مايمكن وإلا تحولت حياة الشباب إلى كابوس مزعج من الصعب التخلص منه... همُّ الراتب ويسانده في الرأي لؤي الذي أكد أن همه بالدرجة الأولى الراتب وأن كل أموره تبدأ من هنا فيقول: نحن كشباب ماذا نعرف عن الدنيا غير العمل وهمومه وماذا نعرف بالأحرى عن حياة الشباب.‏

بصراحة لا شيء.. حتى الأحلام ليست لنا وعلينا أن ننحت الصخر لتأمين لقمة العيش ورغم ذلك لايكفي مانجنيه فلا يكاد يصل الشهر إلى منتصفه حتى يبدأ شد الأحزمة أكثر مما هي مشدودة ولتبدأ حينها عجلة الدين بالدوران...‏

أين التفاؤل؟‏

إلا أن مازن تجاوز هموم الحاضر إلى المستقبل بنظرة ليست تفاؤلية، يتحكم بها ماسيقدمه لعائلته إن تزوج في ظل الأوضاع المادية المتفاقمة صعوبة ويضيف: حقاً نحن شباب ولكن للأسف لا نعرف معنى أن نعيش هذه المرحلة ودائماً أتساءل هنا: ياترى كيف يقضي شباب الطبقة المترفة مرحلتهم هذه وهل حقاً لديهم هموم.. وإن كان لديهم فهل هي مشابهة لهمومنا والتي تعتبر مشتركة وسط شريحة واسعة من الشباب سواء في ما يتعلق بالسكن أم الزواج أم الدراسة وغيرها؟.‏

التفكك الآسري‏

ورغم أن وضع سلمى أفضل من وضع قريناتها من بنات جيلها من ناحية الراتب الممتاز لكونها تعمل في شركة تجارية كبيرة إلا أن الاحباط الذي يلف حياتها جراء التفكك الأسري الذي تعيشه سبب لها هماً كبيراً لأنها تعيش في أسرة متفككة، والداها مطلقان وكل منهما لديه عائلته الخاصة... وتضيف سلمى: بصراحة لم أشعر يوماً بالاستقرار.. الجميع لديهم أحلام فالبعض يحلم بسيارة والآخر بالوظيفة، أما أنا فحلمي أن اعيش بين والدي كأي اسرة عادية أخرى ولكن بقي هذا الإمر على مدار سنوات عدة حلماً وهماً اتمنى التخلص منه .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية