تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«طريــق النـــحل».. محفــوف بالألــم والشــوك

فنون
الأربعاء 8-7-2009
فؤاد مسعد

بعد سلسلة من الأفلام التلفزيونية يقدم المخرج أحمد إبراهيم أحمد أولى تجاربه في إخراج المسلسل الطويل عبر عمل درامي كتبه أربعة كتاب

على رأسهم عبد المجيد حيدر وحمل عنوان (طريق النحل) الذي جاء عنواناً نهائياً بعد العنوان المبدئي (دروب) .. ويتناول العمل رحلة (وداد) التي قُتل زوجها فتعرضت لمضايقات أخيه (حمود) الأمر الذي دفعها للهرب مع أولادها إلى دمشق ، وهناك تعمل خادمة في المنازل إلا أن محاولة أحد أصحاب البيوت الاعتداء عليها دفعتها للدفاع عن نفسها وقتله فسُجِنت وتشرد أولادها ، منهم من بقي في الميتم ومنهم رعته أسر وتبنته .. تدور الأيام وتخرج وداد من السجن وتبدأ رحلة البحث عن أولادها الذين فرّق الزمان فيما بينهم .. ولإلقاء مزيد من الأضواء الكاشفة على المسلسل كان لنا هذا اللقاء مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد :‏

ـ ما السبب وراء تغير الاسم من (دروب) إلى (طريق النحل) ؟‏

وجدت أن وقع (طريق النحل) كعنوان للعمل أقوى ، أضف إلى ذلك أنني وضعت أغنية فيروز (طريق النحل) فترة هروب وداد من القرية إلى دمشق فجاءت كتيمة مرافقة لطريق السفر وتمهد لما سيحدث معها لاحقاً من مصاعب ، فقد هربت من حمود في القرية ولكنها ستجد فيما بعد ألف حمود .. لذلك تم اختيار (طريق النحل) لأنه الطريق الشائك الذي ستعيشه وداد فيما بعد .‏

ـ نادراً ما نسمع عن إقامة ورشة عمل لكتابة مسلسل درامي وقد كتب (طريق النحل) أربعة كتاب .. فما سمات هذه الآلية في العمل وهل كانت أفضل بالنسبة إليك ؟‏

بالنسبة إلي كان التعامل مع الكاتب عبد المجيد حيدر وهو الكاتب الرئيسي للعمل ورأس المجموعة وأي حوار كان يجري بيننا يناقشه مع ورشة العمل ، فقد قرأت النص بعد أن كُتِب نصفه تقريباً وتم الاتفاق على تعديل عدة خطوط ومحاور فيه ولقيت تجاوباً من الكتاب وأرى أن وجود أربعة كتاب أمر يصب في خدمة العمل فعندما تطرح أربعة أمزجة وصاحب كل منها يعيش في حالة وبيئة مختلفة عن الآخر سترى وجهات نظر أربع شرائح مختلفة، وبالتالي تلامس شريحة أكبر من المجتمع .‏

ـالعمود الفقري للعمل يعتمد على قصة قريبة من قصة مسلسل (الغدر) تأليف عبد المجيد حيدر إخراج بسام سعد حيث تُسجن الأم ظلماً بتهمة القتل وعندما يُفرج عنها تبدأ البحث عن أولادها .. فما الجديد في هذا العمل ؟..‏

العمل مُقدم كميلودراما ولكنه يضم خطوطاً واقعية جداً ، فالعنوان الضخم هو تلك الأحداث ولكن سنقرأ ضمنه الكثير من التفاصيل والأحداث الواقعية والحياتية المُعالجة بطريقة مختلفة ومنطقية . إنه حكاية موجودة في الحياة .. فالحدث الذي نتناوله لا يجري ضمن بيئة الطبقة الوسطى ولكن يمكن رؤيته إما في القاع أو في الأطراف البعيدة ، لذلك قد تجد أن الحكاية غريبة ولكنها موجودة .‏

ـ كيف تم حل معضلة ظهور (الأختين التوءم) معاً في المشهد ذاته ؟‏

فيما سبق كانوا يستخدمون الكاميرا الثابتة لهذه المشاهد ، أما هنا فقدمنا حلولاً جديدة واستخدمنا الكاميرا المتحركة حتى إن هناك عناقاً وتماساً بين الأختين التوءم ، وقد أنجز الغرافيك بطريقة فنية عالية جداً لتحقيق المصداقية .‏

ـ إلى أي مدى تراهن على قدرة الميلودراما في جذب الجمهور ؟‏

عادة الميلودراما يحتاجها الناس الذين هم دون الوسط وللأسف هم الآن الأغلبية ، فهم من يتفاعل مع القصة . وأراهن بأن هناك مشاهد ستُبكي الكثير من الناس ، ولكني لا أراهن على الطبقة المثقفة والنخبوية فالعمل ليس نخبوياً ولكنه شعبي جماهيري يلامس الناس والبيئة الشعبية .‏

ـ ما الذي دفعك للخوض في غمار الإخراج بعد أن عملت لسنوات عديدة مديراً للتصوير والإضاءة ؟‏

لم آتِ من بيئة مختلفة وإنما أتيت من مهنة فنية للإخراج ، فكنت الأقرب إلى المخرج أثناء التصوير وأقرأ كيف يفكر ، كما أن لدي مخزوناً ثقافياً جيداً ودرست هندسة الإضاءة في بلغاريا وأحمل شهادة جامعية .. وقد عملت مع مجموعة كبيرة من المخرجين الهامين. وباختصار شعرت أن ثوب الإضاءة بات ضيقاً علي وأحتاج لثوب فضفاض أكثر ، فوجدت أن ثوب الإخراج يتسع لما أريد قوله ، وقد استفدت كثيراً من تجربتي مع المخرج حاتم علي ،ولكني لا أعمل فقط من وجهة نظر مدرسة حاتم علي التي أعتبرها من أفضل المدارس الموجودة في سورية ، ولكني استفدت أيضاً من مدارس أخرى ، منها مدرسة هشام شربتجي في رؤيته وحلوله في الأعمال الاجتماعية ، وعلاء الدين كوكش أستاذ الكلاسيكية في الدراما السورية وباسل الخطيب الذي يعتبر أستاذ الرمزية ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية