تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


للعقل أظافر أحياناً

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 8-7-2009م
نبيه البرجي

لا منطق الصومعة, ولا منطق الخندق, ولا منطق الكرنتينا, ولا منطق القوقعة, ولا منطق الكوليرا, هو المنطق المثالي لعلاقات منطقية بين لبنان وسورية...

أيضا لا منطق الموعظة, وقد مللنا الكلام,‏

وبماذا يختلف حملة الأبواق عن حملة المناجل؟ فالوقت وقت الفعل, وسواء لمواجهة الأسوأ حين نرى كيف أن الهمجية, وبالذريعة الاستراتيجية أو الايديولوجية, تضع كل مخالبها في وجهنا, أم لبناء رؤية مستقبلية لابد أن تنأى عن ثقافة الضغينة أيضا وأيضا عن ثقافة القناصل...‏

حين تقتنع الدنيا (بمن فيهم أصحاب السعادة القناصل) بأن التشابك هنا, بين البلدين, هو واقع فذ بقدر ما هو ضرورة فذة إن لأن طبيعة الأشياء تأخذ هذا المنحى, ومنذ الأزل, أو لأن الخطر الجاثم عند الباب, وقد أصبح التوطين على الطاولة, وبالصوت العالي, يلوح بأن يضرب هنا كما يضرب هناك...‏

لن ننزلق إلى يوميات المهزلة, وقد سئمنا الناس الذين لهم احتياجاتهم, وأوجاعهم, وصرخاتهم, فحين يكون بلد ما في نقطة التقاطع بين التصدع الداخلي والهيستيريا الخارجية, لا يعود مسموحا لحفار القبور أو للمهرج, أو للراقص أن يتقدم الصفوف.‏

ولنقل إنه وقت العقل والتعقل لقد تغيرت أشياء كثيرة, ولم يعد ممكنا الرهان الغبي على الاستراتيجيات الغبية, وقد راحت تتساقط الواحدة تلو الأخرى, من دون إغفال أن مفعولها مازال يفعل في هذا الرأس أو ذاك, إلا إذا كانت الغاية في تلك الكلمات الفضفاضة, والفارغة, إبقاء البلاد عالقة هكذا على ظهر الاحتمال...‏

نستعيد عبارة لشارل ديغول: (السياسة, في أوقات الشدة, لا تتقبل ما هو أقل من القداسة) هذا ما يقتضيه الوضع وأكثر بعدما أنهك الصراخ حتى أرواح الناس الذين عليهم أن يمضوا في ذلك اللهاث العبثي مادام يخدم حفار القبور أو المهرج....‏

للعقل أظافر أحياناً!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية