تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتابة التاريخ

حصاد الورق
الأحد 10-3-2013
 يمن سليمان عباس

من يكتب التاريخ: العباقرة أم الرؤوس الحامية الحمقى؟..

سؤال لايبدو مستهجناً أمام ماجرى ويجري في عالم شاؤوا تسميته متحضراً، ولاأقصد بالتاريخ زمنه لياليه ونهاراته زلازله وبراكينه، وذلك فعل الطبيعة... ماأقصده تاريخ الإنسان الفاعل دائماً والمفعول به غالباً وماتبقى فليس إلاّ فتات في جدلية الحياة.‏

ويضيف محمد رجب في الأسبوع الأدبي العدد/1333/ أنه في التاريخ المدون للبشرية يبرز عاملان متناقضان متوتران: أولهما البناء والآخر الفناء وإذا ماتعددت في الأول وجوهه وأشكاله فللآخر أيضاً تنوعه وأساليبه، إذ مامن حضارة كرس الإنسان لها طاقاته وإبداعاته إلا وجاء من يضعها على قائمة الهدم والتخريب والإفناء... وفي المعاصرة سجل ماصنعت أميركا بناغازاكي وهيروشيما وفيتنام والعراق وبأفغانستان وليبيا واليمن والسودان وتونس ومصر وسورية والصومال وأيضا مافعلته الصهيونية وتفعله في فلسطين الشعب والأرض والتاريخ والحبل على الجرار.‏

وإذا كان المقام يقصر عن الإحاطة فحريّ بنا ألا نطوي كشحاً عّما يكتبه التاريخ - الساعة - في سورية بأظافر من قطعوا حبل سرتهم مع قانونهم الدولي وحقوق انسانيتهم التي يتشدقون بها، إنما ودونما تجاوز من أولموا أيضاً من الآخرين فكان ماكان ويكون وسوف يكون.‏

المؤامرة تفصح عن نفسها كونية أن مايجري من وحشية في سورية هو وياللعار بأيد محلية وعربية مؤزرة بقوى تكفيرية مرتزقة مشروعها مع من يدفع لها تتخذ الدين شعاراً لفتكها ومن الاسلام راية لفظائعها وهو مايبعث على الحسرة والأسى لكنه أيضاً يحفز على اليقظة والتأهب والحذر.‏

بدهياً أصبح القول إن سورية الحضارة والموقع الجيوسياسي الاستراتيجي وماإليها من فعل مقاوم عنيد عوامل جميعها أغرت بالمؤامرة أن تطل برأسها وتنفث سمها، قدر سورية إذن أنها: الجار اللدود لربيبة أرباب المؤامرة - إسرائيل- وذلك مايؤرق المشروع الصهيوأميركي فيري بها حجر عثرة همه إزاحتها وتفكيك عرى بنيانها.‏

حضارة فخر العالم بانتمائه لها... ما ولّد مركب نقص عند أولئك مغموري النسب من الخزر والتتار وتابعيهم.‏

لحمة وبنيان مرصوص استعصى على الحاقدين فلا بدّ من ثغرة في جداره إذن.‏

جيش منظم عقائدي درع الأرض والأمن والإنسان فكيف لايجهد المستعربون وأسيادهم للنيل من قلعته والسعي إلى اقتتاله؟‏

غيض من فيض أرق عقل المؤامرة ففتحت أبواب جهنم على سورية الدولة والحضارة والنظام فنرى مانرى من وحوش بشرية تتقاطر إلينا من أصقاع الأرض تنهش لحومنا تدمر منشأتنا تسرق رغيف خبزنا والنور من عقول أجيالنا... إنها تقتل وتقتل وتقتل ويعجز التاريخ أن يأتي بمثل هؤلاء لعقة الدماء قاطعي رؤوس أكلة لحوم بشر يساقون قطعاناً لقتل أبناء جلدتهم ودينهم ثم في النهاية لموتهم المجاني حيث بهم يتحقق هدف المتآمرين بزجهم في أتون معركة لاناقة لهم فيها ولا جمل، لكن بهم يتحقق استنزاف الوطن السوري أما مصيرهم فغير مأسوف عليه.. فيالذكاء التلموديين وغباء المستعربين المتغربين.‏

Yomn.abbas@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية