|
فضاءات ثقافية المجلة المصورة تحمل اسم «شارلستون» تذكر وجودها أبناء أخي فرجينيا وولف، كوينتين وجوليان بل حين كانا صغاراً سنة 1923، وهي سلسلة من المقالات القصيرة التي لم تنشر من قبل مصحوبة برسوم مصورة، حيث كان كوينتين بل في عمر المراهقة آنذاك، وهو ابن كليف بل وشقيقة وولف فانيسا بل الذي أصبح مؤرخاً شهيراً لتاريخ الفن وكاتباً متخصصاً لسيرة خالته، وحين كان في سن المراهقة كان من حين إلى آخر يلح على وولف الكتابة في أوراقه، معلقاً بقوله:»منتهى الغباء أن يعيش بقربك روائي حقيقي دون أن تستثمر ذلك»، وبالفعل وافقته فرجينيا على مشروعه الصغير، وشاركته بالكتابة كما قامت بإملائه التعليقات التي كتبها في الملاحق المصورة التي رسمها كوينتين للمجلة في الفترة بين عامي 1923 و 1927، تلك الملاحق تصف مغامرات وتصرفات وشخصيات عائلة بل وولف، كذلك الخدم وأعضاء جماعة بلومزبري، فلم يسلم أحد من السخرية اللاذعة وروح الدعابة التي يتمتع بها كل من الابن وخالته، والتي ظهرت من خلالها روح الفكاهة والمرح التي تتمتع بها إحدى أهم أديبات القرن العشرين. في أحد تلك الاسكتشات تسخر فرجينيا وولف من أخيها غير الشقيق قائلة: «قد يكون مفهوماً أن يثبت «كليف بل» وجوده دون منازع في عالم الفن والأدب مستغلاً مهارته في الفروسية وخبثه في عرض حماسه الأدبي وإلمامه بكلاسيكيات لغتنا، إلا أن القليل أو عدم التمتع بالجاذبية لا يقدر بثمن» مع صورة والده ممتطياً جواداً، أو يمشي حاملاً تحت إبطه أحد مؤلفات كيتز، وتحت رسم آخر لشخصية «تريستي» التي يبدو من مظهرها أنها لطباخ العائلة كتبت:»حين يكون مزاجه معتدلاً وفي حالة من المرح، يقتنص دستة من البيض وكمية كبيرة من الدقيق ويحجز حليب البقرة كاملاً، ويخلطهم سوياً، ثم يقذفهم عالياً عشرين مرة، من أجل عشرات وعشرات من فطائر البانكيك.... أما الحساء فكان له شأن مختلف تماماً فهو متماسك ويابس مثل الآيس كريم ملتصق بالوعاء الأسود، يتطلب التخلص منه مجهوداً جبارا ً. ومن المنتظر أن تطرح المكتبة البريطانية ملاحق «شارلستون» لأول مرة في حزيران القادم. |
|