تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«عثمان أرطغرل»والمكتوبجية

رؤيـــــة
الأحد 10-3-2013
 فادية مصارع

«غرائب المكتوبجي»كتاب أصدرته دار المدى ضمن سلسلة الكتاب للجميع, ووزع مع صحيفة الثورة قبل أعوام،وهو من فترة التنوير العربي عام1896,الكتاب يقدم بالدليل الواضح والأمثلة الساطعة العسف والتضييق على حرية التعبير والكتابة وسلطة «المكتوبجي»

الذي كان يجهل اللغة العربية ويصيبه العصبي إذا ما طالع كلمة تنسب إلى الناس العاديين ألفاظاً أو مصطلحات تتعارض مع تعليمات مولانا السلطان الأعظم «عبد الحميد» وقد أهداه الكاتب والصحفي اللبناني «سليم سركيس» الكتاب وبجرأة المثقف في تصديه للمشكلات وتأكيده على قيم الحرية رفض أن يكون عبداً لصاحب الجلالة إذ يفترض أن يكون العكس هو الصحيح. ويقدم سركيس فيه «غرائب وعجائب» عن الرقيب العثملي الذي كان يكره مثلاً كلمة «المدرسة» ربما لأنها تعني التعليم والتنوير والوعي، لذلك اقتضت المصلحة والتعليمات أن تغير وتحور لتصبح «مكتب» بدلاً من مدرسة والأمثلة كثيرة تجمع بين التعنت والغباء والجهل والسطوة السلطانية، ولن نستغرب أو تصيبنا الدهشة إذا عرفنا أن عقل وعقلية «المكتوبجي» لا تزال تعيش وتعشعش في السلطنة العثمانية الجديدة، وإن علمنا وذاك وفقاً لمسؤولين أن هناك أكثر من 1000 قضية معروضة على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن قيام الحكومة التركية بسحق حرية التعبير، كما أنه يوجد 56 صحفياً في السجن، وفوق كل ذلك فإن الشرطة التركية اقتحمت مقر صحيفة «راديكال» وعملت على تفتيش أجهزة الكمبيوتر المملوكة لها للحصول على أدلة حول كتاب «جيش الإمام» لمصادرته، وبعد حظره وجد طريقه للنشر عبر «الأنترنت».. إذاً تركيا وحسب لجنة حماية الصحفيين تعتقل صحفيين أكثر من أي بلد في العالم، وكل ذلك بجهود حامي الحمى وراعي الحرية والديمقراطية رئيس الوزراء «رجب أردوغان» الذي يصم آذانه عن صيحات المظلومين ويلتفت إلى تثبيت أقدامه، ويسكت كل نزوع للإصلاح والتغيير، ويعتقل ويقتل كل من يحاول أن يزعزع عرشه المترنح أصلاً وينصب «الباتريوت» لحماية اسرائيل ويحارب السوريين ليقتلع حجر المقاومة السوري، أفبعد كل هذا هل يستحق رجل الـ «ون مينيت» _كما يطلق عليه في تركيا _الدكتوراه الفخرية التي نالها من جامعة القدس التي تاجر بها في مؤتمر دافوس، وأفلا يستحق أن تسحب منه الدكتوراه الفخرية التي منحته إياها أيضاً جامعة حلب  المدينة التي يقتل إرهابيوه أهلها ويسرق هو مقدراتها ويدفن اقتصادها، وينهب لصوصه آثارها.‏

fadiamsr@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية