|
مجتمع هل لأن أحداً لم ينتبه إلى براعة هذا الفن أم لأن هناك أولويات أم أن ناطحات االسحاب، وبناء الأبراج صارا الفن الأكثر رواجاً ودهشة؟؟ لا يهم الجواب لأنه لا مبررات قادرة على الإقناع في عدم وجود مشروع لإبداع أو للحفاظ أو لترميم المشاريع المعمارية التي تعد واجهة للبلد، إلا أن جائزة الآغا خان التي أعلن عنها في عام 1977 لم تكن جائزة تقليدية ونمطية تعنى بجانب معماري واحد بل تثمن نماذج التميز المعماري في مجالات التصميم المعاصر، الإسكان الاجتماعي، تحسين المجتمعات وتطويرها، المحافظة على التراث التاريخي إعادة استخدام المناطق والمحافظة عليها فضلاً عن تصميم هندسة المناظر وتحسين البيئة. ويجري تنظيم الجائزة في دورة تمتد لثلاث سنوات وتبلغ القيمة الإجمالية لجائزة الآغاخان للعمارة التي تعتبر أكبر جائزة لهذا الفن في العالم 500000 دولار أمريكي وقد أتمت الجائزة عشر دورات منذ الإعلان عنها عام 1977. وحتى الآن اختارت لجان التحكيم نحو 1٠١ مشروع لتلقي الجوائز أما الدورة الحادية عشرة للجائزة فقد غطت الفترة الزمنية من 2007 إلى 2010 السوريون فازوا بجائزتين بالرغم من أنه على مدى ثلاثين عاماً لم يفز من سورية سوى مشروعين إلا أنها مؤهلة للفوز بأكثر من ذلك ومهندسوها مدعوون لإعمار هذا الوطن بحرفية وتقنية عالية أما المشاريع السورية التي فازت, فالأول كان مشروع البناء بالحجر الأسود في مدينة السويداد للمهندسين المعماريين رافي وزياد مهنا، والثاني مشروع ترميم قصر العظم (ما يكل اتشو تشارد وشفيق الإمام). وتميز المشروع الأول برفع الأبنية بشكل فعال وسريع وكلفة قليلة واعتمد بشكل أساسي على البازلت المحلي واستند على نظام بناء الأقواس الحجرية ويكمن نجاح هذا العمل بالاعتماد على عمل الأجداد برؤية جديدة تتناسب مع معطيات الحاضر وتحدياته. أما المشروع الثاني فيتمثل في ترميمه باعتباره إحدى روائع العمارة الإسلامية في القرن الثامن عشر إلا أن تدمير قسم واسع منه عام 1925 عندما قصفت القوات الفرنسية الحي القديم في المدينة خلال الثورة تطلب العمل منه بحثاً مكثفاً ومستوى عالياً من الذكاء واتساع المخيلة حيث اعتمد القائمون على عمليات الترميم على كثير من المعطيات التي كان القصر قائماً عليها وتم الاستعانة بأحجار تعود إلى نفس التاريخ. ستبنى سورية بمعمارييها هل تعلمون أن كل كلمة كتبت عن هذه الجائزة رافقتها صورة بيت هدم أو قلعة ضربت أو أثر نهب في سورية، إن كل ما عنته الجائزة يتراءى أمام ناظري صورة لطرق جديدة ستشق وبيوت جميلة ستعمر وحدائق مزدانة هنا وهناك وترميم لآثار وورشات عمل تعمل ليل نهار لتعيد سورية إعماراً يتلوه إعمار. لا يظن أحد أن تراب هذا البلد تراب طبيعي ولتقم المخابر بتحليله ستشاهد أنه مجبول بالدماء دماء الشباب والأطفال والنساء الذين ضحوا بها لتشاد على نجيعهم أبنية جديدة لأجيال لن تنسى هجمات الغدر والخيانة على أرضها وسواء نال مهندسوها جوائز أم لم ينالوا فسيكون لهم الفخر أنهم ساهموا بإعمار سورية الحديثة بأمانة وإخلاص لكن لا ضرر من أن تتنافس العقول والمخيلات لبناء الأجمل. |
|