تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ردَّني إلى بلادي

مجتمع
الأحد 10-3-2013
 منال السمّاك

عيشوا بالذل .. عبارة توجه بها أحد العائدين ضمن قافلة الوحدة الوطنية القادمة من لبنان لائماً القابعين في مخيمات الشتات المترددين بالعودة إلى ديارهم .. كم اشتاقوا لرائحة سورية و لدفء حضنها !! كانوا بانتظار من يمسك بيدهم و يُدخل الاطمئنان إلى قلوبهم و يبدد الشكوك و المخاوف ،

بعد أن حاولوا بشتى الوسائل ابتزازهم انسانياً لمنعهم من العودة ليزيدوا من حجم المعاناة كوسيلة للضغط وتضخيم المأساة الإنسانية .. أرادوهم مجرد أرقام في بورصة منظمات اللاجئين، فتزايدهم يبشر من خطط و دبر و حاك ، و كانت معاناتهم على حدود الدول مادة دسمة تتخاطفها الفضائيات السوداء لتبث السم و تدسه في العسل ، و تصويرهم كهاربين من جحيم بلادهم إلى نعيم حي التنك و رفاهية الخيام ، يتلقفون مساعدات الدول المانحة بأفواه جائعة ، و ما زالوا يستجدون المزيد لعدد يتمنونه أن يتجاوز مليون لاجئ أو يزيد ليتاجروا بدموعهم و آلامهم و يتسولوا على جوعهم ..‏

ضللوا و عتموا و ضخموا .. ليجعلوا من عودتهم توازي المستحيل ، تساوي الموت أو الانتحار حرقاً أو قنصاً أو قصفاً أو تفجيراً .. جرفهم الحنين إلى الوطن .. و الغربة أكلت منهم و شربت .. فلم يطل بهم المقام و كانوا السباقين في حملة « سورية كرامتي .. عائدون « قافلة حملت قلوباً عاشقة لسورية و مشاعر وطنية مخلصة ، ربما لا نشعر بطعم حلاوة اللقاء إلا بعد مرارة الفراق .. و كذلك الحال فالكرامة لا نستشعرها إلا بعد تجرع مذاق الذل و الهوان ..‏

قوافل تاق ركابها لتراب سورية الأغلى من الذهب .. تغنوا في رحلة العودة مع السيدة فيروز «ردني إلى بلادي مع نسائم غوادي « حيث الإقامة بكرامة .. و اللقمة غير مغموسة بمنة الغرباء .. اسُتقبلوا رسمياً بتسهيلات مميزة ليدخلوا آمنين مطمئنين إلى بيتهم السوري الكبير الذي يتسع للجميع ، خطوة أولى والقافلة سيتبعها المزيد من القوافل ، و الخيام ستخلو إلا من أوهامهم و أحقادهم التي ستتهاوى أمام العشق السوري .. فلا بديل عن الوطن و الحبل السُّري الذي يربطنا به لا يُّقطع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية