تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هؤلاء هم أطفالنا

مجتمع
الأحد 10-3-2013
غصون سليمان

سورية أرض لن تبور.. عبارة قالها طفل عربي سوري يرتدي زياً بألوان علم الوطن.. قالها وهو يقدم لوحة فنية ترافقها أبيات من الشعر الذي يمجد البطولة وأهلها من الشهداء..

طفل آخر قال يعدُ الوطن أن يكون التفوق شعارنا الدائم لأن سورية لاتستحق إلا الأفضل.‏

طفلة في السابعة من العمر تمنت أن تعود سورية كما كانت وكما كانت تراها وهي تلعب في حدائقها ورياض أطفالها.‏

يافع سوري هجرته أفعال الإرهاب من مدينته وحيّه حلمه أن يعود إلى مدرسته إلى مقعده إلى مسامرة رفاقه وزملائه إلى صوت معلميه ومعلماته سورية بلد العلم والمعرفة، لن تتخلى عن عشقنا لبلدنا سنتابع دراستنا وحل وظائفنا ولو في الهواء الطلق.‏

في كل يوم يكبر أطفالنا مع هم الوطن يرون جراحاته يرصدون بطولاته يتابعون تضحياته..‏

أطفال وأبناء لم يعودوا وكما هم.. لقد اتسعت مساحة وعيهم وإدراكهم، ازداد نشاطهم.. ازداد اجتهادهم.. ازداد ولاؤهم ومحبتهم لهذا الوطن الذي أعلى شأن الطفولة بكل مراحلها ووفرّ لها الكثير الكثير مما تحتاجه وتتطلبه.‏

أطفال سورية يكبرون كل يوم وبعيونهم وآمالهم وأحلامهم يرسمون ملامح المستقبل.. مستقبل يعززطاقاته وقدراته وإمكاناته.‏

عتبة استشرافية يخطون حروفها بقلمهم وكتابهم ودموعهم ودمائهم التي نزفت من أجساد آبائهم وأخواتهم وأصدقائهم وأبناء وطنهم.‏

في الجانب الآخر‏

بالجانب الآخر هناك أطفال سوريون وغير سوريين عاشوا على هذه الأرض وتنعموا بخيراتها لكن جهل أهليهم وتعصب وتطرف ذويهم أفقدتهم براءتهم وحتى إنسانيتهم في عالم التكفير الغارق بالجهل والدماء والوحشية.‏

فكم من طفل رأيناه في شوارع مدننا يُستغل من قبل عصابات الإرهاب فيكونون الدرع البشري الأول للتظاهرات المغرضة.. يرشقون رجال الجيش والأمن بالحجارة.. ينفوهون بألفاظ أبناء الشوارع الشاردين.. كم هو محزن أن يقوم طفل سوري ينتمي إلى عائلة سورية بالاسم.. بحرق مركز ثقافي في إحدى مدن المحافظات مقابل 250 ل.س صحيح أنه لايدرك أبعاد مايفعل من بشاعة وفظاعة، لكن بالمقابل سوف يكبر هذا الطفل وهذا الابن وفي تلافيف دماغه صورة الحرق والتخريب والبلطجة كم هو محزن أن نرى أطفالاً يضعون عصاب جبهة النصرة على جباههم يلوحون بالسيف والساطور ويتبارون لقطع رأس أحد رجالات الدولة السورية..‏

كما هو كارثة أن يتوعد صغار من تقمص الفكر التكفيري قبل كبارهم بذبح السوريين والتفنن بتقطيع الأوصال.‏

ومن منّا لم يشاهد ذاك المشعوذ المغني الصغير خريج مدرسة الجهل والتعصب والتخلف التي أول ماتعتمد على هؤلاء الصغار.. من شرائح وبيئات مختلفة تم تصديها واستغلالها وتجنيدها خدمة لأغراضها الدنيئة في إحلال الفوضى والرذيلة وانفلات المجتمع من عقاله ليتسنى للأعداء السيطرة والهيمنة على مقدرات السوريين الذين صنعوا انجازات ومعجزات الانتصارات عبر التاريخ فأي لغة وثقافة وأنشودة يتوعدنا بها ذاك اليافع خريج مدرسة القاعدة وهو يردد متباهياً بالذبح جيناكم دعوة إلهية، بالذبح جيناكم لا اتفاقية ومايتبعها من أفعال الترهيب والوعيد فأي ثقافة وأي مستقبل ينتظر أمة يتوعدها بعض أهلها الجهلاء من داخل الحدود وخارجها وهم يكذبون حتى على الله وحاشى لله العلي القدير فتاواهم التكفيرية إلهية وشرعية بعرفهم لايسعون إلى البناء والاتفاق ورأب الصدع بل هم قوّاد الخراب في هذا الكون الذي أصاب شظايا هذا الفكر كل أركانه.‏

شتان بالنهاية مابين طفل بل أطفال أصبحوا عباقرة في تجسيد محبتهم لوطنهم وعلمهم وأرضهم ومدرستهم وبين آخرين يخرجون للتومن أنفاق الظلام مدرسة الإرهاب والترهيب مدرسة المرض والوباء والتلوث الفكري الذي يغزو عقول الصغار من أجيال الأمة.. لتعاني في الكبر من نقش أفعالهم التدميرية.. والتي لاتنتمي إلى مقومات الحضارة البشرية والإنسانية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية