تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بالقطع السوري.. عودة المطّاط ..!

مصارف وتأمين
الأحد 10-3-2013
علي محمود جديد

حتى وإن اعتلى فوق حاجز المائة ليرة، فلن نرى هذا الدولار إلا على حقيقته، إنه ليس أكثر من أداة سياسية، توهم البعض أن الوهم قد غدا حقيقة، ولكن الوهم هو الوهم، وسيبقى كذلك فعلياً،

ولن تفيده بالنهاية هذه القفزات التي يمارسها على أوتار مطّاطية تتيح له الظروف اليوم الاعتلاء عليها، فنحن ندرك الحقيقة بأنه لا يعتلي بفعل قوّته الكامنة، وإنما بفعل هذا المطّاط الذي يقذف به إلى الأعلى، غير أن هذا بالنهاية لن يفيد، فمصير هذا المطّاط أن يعود إلى طبيعته المستقرّة دون شطٍّ ولا مَط.‏

أما الليرة التي يستميتون – بمحاولات معاكسة – لأن يضغطوها ، ويقلّصوها، ويشدون بها من هنا ومن هناك كي يوهموا الناس بأنها تصغر وتضمحل محاولين بذلك إفراغها من مضمونها، ونحن ندرك الحقيقة هنا أيضاً بأن قوتها الكامنة صلبة ومتينة، وتقف على أرض فولاذية لا تتعاطى مع الأوهام ولا مع المطّاط، ولذلك وباختصار ستبقى هي القوية، والأيام القادمة لابد وأن تثبت كيف استطاعت هذه الليرة بقيمتها الحقيقية أن تهزم ذاك الدولار بقيمته الوهمية المصطنعة.‏

أدرك جيداً أن العديد من المتابعين والمحللين والناقدين يضحكون الآن من مثل هذا الكلام وقد يعتبرونه في أحسن الأحوال بأنه لا يعدو أكثر من سذاجة في الطرح، وبساطة في الرؤية، وغض طرف عن الحقائق، فها قد سهّلتُ عليهم التقييم وبكامل الرضى، ولكنني أنصحهم بأن لا يُسرفوا في قهقهات ضحكاتهم، فعودة المطاط لم تعد بعيدة، واليقظة من الأوهام بدأت ملامحها بالظهور، وما أن تكتمل الصورة حتى نجد أنَّ كل شيء سيظهر بحجمه دون مكياج ولا مونتاج، فسورية التي أشعَّتْ بحضارتها على العالم قادرة على أن تصحح معادلة صغيرة تقوم على الدّجل والكذب والتزوير، فبلاد الشمس التي تحتضن السطوع كي تظهر الحقائق على ما هي عليه، والأشياء بحجمها وشكلها ولونها، علينا أن لا ننسى بأنها متخصصة في تبخير الأكاذيب وكشف التزوير وتلاشي تلك القفزات المطاطية السخيفة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية