تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التخطيط والمتابعة ..

الكنز
الأحد 10-3-2013
قاسم البريدي

أمر مثير للدهشة هو غياب الرؤية الاستراتيجة الموحدة للاقتصاد السوري ..فلماذا إذن وجود هيئة للتخطيط ..ولماذا يوجد نائب للشؤون الاقتصادية .

.ولماذا توجد حكومة ..أليس الفريق الاقتصادي واحد ويعمل ضمن مؤشرات وخطط قصيرة الأجل تتفرع من خطط متوسطة والتي بدورها تتفرع من خطط خمسية ضمن رؤية استراتيجية متكاملة ؟‏

لكن يبدو ..أن التخطيط فاشل بامتياز ومعه أيضا المتابعة وهذا ماشاهدناه خلال أمثلة عديدة داخل الوزارات أنفسها وبين وزارة وأخرى وكأن كل جهة تعمل بجزر مستقلة أو بتعبير شعبي ( دكاكين ) وليس بعقلية المؤسسات واستخدام التكنولوجيا الحديثة وبنوك المعلومات ..‏

ولهذا ليس غريبا أن تتناقض القرارات والإجراءات الإدارية وغيرها مع بعضها وليس غريبا إعادة تكرارها أو وضع مشاريع لقرارات جديدة لم يمضي على إصدارها بضع سنوات وأحيانا أشهر ..‏

وكذلك بوجود هيئات ومديريات أعمالها متشابهة أو متناقضة وهذا مانراه من خلال مثال صارخ في المقال المجاور عن المشروعات الصغيرة حيث توجد هيئة تنمية وتشغيل المشروعات منذ عام 2006 وتتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حين توجد مديرية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن وزارة الاقتصاد واستكملت فيها خلال سنوات طويلة مسودة لمشاريع قرارات لإحداث هيئة لتنمية وتشغيل المشروعات الصغيرة ومسودة ثانية لمرسوم تمويل هذه المشاريع وثالثة لتعديل الاستراتيجية الخاصة بها .‏

والسؤال :من يتحمل المسؤولية عن هذه الازدواجية لتكون النتيجة صفرا لعمل استمر سنوات لتشجيع وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة خصوصا في ظل أزمة تفترض اعتماد رؤية متكاملة ووجود جهة واحدة لتنظيم وإدارة هذا القطاع المهم للغاية ليكون لها حضورها القوي على الأرض وتمتلك الإحصاءات والمسوحات الواقعية اللازمة لرسم الخطط الإستراتيجية من جهة ولمعالجة الخلل في التوزيع الجغرافي لهذه المشاريع من جهة ثانية وللإسراع بإدماج جزء كبير من هذا القطاع في الاقتصاد الوطني من جهة ثالثة يتمثل باقتصاد الظل الذي يشكل أكثر من 45% من إجمالي هذه المشروعات .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية