|
أروقة محلية بمعنى أنها غالباً ما تحمل لنا غلاء مادة من المواد التي نحتاج إليها، بل لنقل زيادة في مادة أساسية في حياتنا، حيث كان آخرها زيادة سعر ليتر البنزين مع تقديم المبررات اللازمة لهذه الزيادة، طبعاً ربما يقول قائل نحن عامة الناس لا تعنينا زيادة سعر البنزين متناسين أن هذه الزيادة تنعكس على أشياء كثيرة لسنا بصدد ذكرها في هذه العجال، لكن بكل تأكيد أن هذه الزيادة لها مساس بحياتنا خاصة ونحن نعيش أزمة خانقة ليس فقط فيمن يعيش داخل العاصمة أو مراكز المدن، إنما بالنسبة للغالبية العظمى التي تعيش خارج العاصمة، وخارج مراكز المدن. المسألة ليست بزيادة عشر ليرات لليتر الواحد من البنزين إنما الزيادة الحاصلة في مواد تموينية كثيرة وهي أساسية بالنسبة لكل بيت ثم تخرج الوزارة علينا بالقول: إن «الحكومة ممسكة بالاقتصاد ولديها من المواد الرئيسية ما يكفي للخروج من الأزمة ومن ضمنها المحروقات بكافة أنواعها» ثم تخلط الأمور بأن أحد أسباب الأزمات التي نعيشها فيما يتعلق بزيادة الأسعار هو الفساد الذي يطلق عليه مسمى «الفساد الكبير» وهنا يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي: من المسؤول عن تنامي الفساد الكبير وبالتالي من هي الجهة الحكومية التي يفترض أن تحول دون تناميه..؟! طبعاً معالجة مسألة الغلاء لم تكن بالطريقة التي يتحدث بها النائب الاقتصادي الذي أشار أن قصة التصريحات هي خارج صحن العلم كما قاله بالحرف الواحد على شاشة التلفزة وهو يرد على أحد السائلين، ونحن هنا نقول: إذا كانت مسألة التصريحات التي يطل بها علينا لا تدخل صحن العلم بمعنى أو قد لا تدخل مطبخ الحكومة، إذاً ما مبرر إطلاقها. وخاصة أنها تحمل بين طياتها تناقضات عديدة فهو الذي قال بداية الأزمة وبالحرف الواحد «إذا استمرت الأزمة ثلاثة أشهر سيصاب الاقتصاد السوري بالسكتة»، أما الآن وبعد مضي قرابة السنتين على هذه الأزمة خرج ليقول «لدينا ما يكفينا من مواد حتى خروجنا من الأزمة» ويستطرد قائلاً: «الحكومة متماسكة اقتصادياً» ونحن هنا نقول إن تماسك الحكومة ليس فقط اقتصادياً إنما سياسياً أيضاً يعود فضله لأبناء شعبنا الذين يشدون الأحزمة على البطون حتى تخرج سورية منتصرة على المؤامرة الكونية هذا أولاً. وثانياً لدينا جيش أبيّ قوي مقدام يدافع بكل شرف عن بقاء سورية عزيزة وقوية وهذا أيضاً داعم رئيسي وأساسي لبقاء الحكومة متماسكة.. نعود ونقول: إن مراقبة السوق وإنهاء حالة «الفلتان» الحاصلة فيه لا تعالج من خلال رفع الأسعار أو لنقل من خلال تعويمها المسألة بحاجة لقرارات جريئة بعيدة عن التصريحات الطنانة الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هناك شريحة واسعة تنظر إلى الدولة على أنها الأم الحنون على أبنائها الذين هم بأمس الحاجة إلى خدماتها بعيداً عن التنظير. |
|