|
التايمز والذي أصبح معظمهم ينتمي إلى تنظيم القاعدة وكانوا في يوم من الأيام أسماء مطلوبة وبقوة لدى الغرب لقيامهم بأعمال إرهابية لم تسلم منها كثير من العواصم الغربية وعلى رأسها بريطانيا فمن منا لا يذكر حادثة لو كربي والتي نسبت إلى النظام الليبي السابق والى مساعدي معمر القذافي آنذاك ولنفرض أن من يهيمن على ليبيا الآن ليس لهم علاقة بتلك الحادثة لا من قريب ولا من بعيد ولنتذكر فقط أن الانكليز كوتهم نار الإرهاب والإرهابيين عندما تم استهدافهم في عقر دارهم والغريب أن انكلترا أصبحت تساعد منشقين عن نظام معمر القذافي والذين تدربوا في معسكرات القاعدة وعلى رأس هؤلاء عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري الليبي والذي أطاح بنظام معمر القذافي وبمساعدة دولية من قبل قوات الناتو، بلحاج الذي عرف وتميز بلباسه العسكري فجأة يخلع بزته العسكرية ويصبح زعيماً لحزب ينافس على مقاعد البرلمان الليبي المقبل متناسيا انه قائد عسكري تزعم الحركة الانقلابية ضد الرئيس الراحل معمر القذافي عبد الحكيم بلحاج وسامي السعيد، الرجلان الأبرز في الثورة الليبية ينفيان نفياً قاطعاً صلتهما بالقاعدة وهما ينكران ارتكابهما جرائم وصفت بأنها ضد الإنسانية أثناء قيادتهما العمليات العسكرية ضد النظام الليبي السابق وضد القذافي نفسه عندما قاموا بتصفيته وقتله بدم بارد وهو الذي ظهر حيا على شاشات التلفزة وهو يتحدث للثوار الليبيين ويتمنى عليهم أن يتركوه وشأنه أو على الأقل أن يعاملوه معاملة أسرى الحرب ولكن قوات بلحاج لم تحترم القوانين والمواثيق الدولية التي تضمن حياة أسرى الحرب وقامت بتعذيب القذافي وقتله بأبشع الطرق وترك جثته هكذا في العراء عرضة لعدسات المصورين بل هواة التصوير حتى أصبح كل من هب ودب يأخذ صورة تذكارية مع جثة الرئيس الراحل وكأنه لم يكن يوما رئيسا لليبيا والمؤسف أن الذين انتقدوا سياسة القذافي واعتبروه ديكتاتورا هم الآن أكثر ديكتاتورية منه وما يحدث في ليبيا الآن هو فشل ذريع للمجلس الانتقالي الليبي وللمجلس العسكري حيث يحاول كثير من القبائل الليبية الانفصال عن الدولة الأم وهم يتهمون المجلس الانتقالي الحاكم بالالتفاف عليهم وعلى قضيتهم التي ناضلوا من اجلها وان حالة الانفلات الأمني والفوضى التي يعاني منها المجتمع الليبي أصبحت سمة بارزة من سمات الحياة اليومية لليبيين ناهيك عن غلاء المعيشة وانتشار البطالة خاصة بين فئة الشباب بالرغم من غنى ليبيا بمواردها وثرواتها الباطنية وخاصة البترول ليبيا المدمرة والمبعثرة تعيش اليوم أصعب أيامها والليبيون الذين توقعوا أن يحققوا أشياء كثيرة بعد رحيل القذافي كما وعدهم ساستهم الجدد وهذا لم يحدث على ارض الواقع إطلاقاً ومازال الليبي غير آمن على نفسه وبالكاد يخرج من بيته إلا للضرورة فالعصابات المسلحة تنتشر في كل مكان وتحاول فرض شروطها على الأرض وها هو المجلس الانتقالي الليبي يتنصل من وعوده ويدير ظهره للشعب الليبي وعلى ما يبدو أن الأوضاع في ليبيا لم ولن تستقر فقد بات مستقبل البلاد على كف عفريت حتى أصبح كثير من الليبيين يترحمون على أيام معمر القذافي . بقلم ديبارا هاينز |
|