تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الخطوط الحديدية

حديث الناس
الأربعاء 21/9/2005
هيثم عدره

الاهتمام بواقع النقل بمختلف أشكاله يأخذ حيزاً واسعاً من المحاولات الجادة لإيجاد الأسس اللازمة للارتقاء به ليكون قادراً على مواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية, فحجم الإنتاج وتنوعه وزيادة حجم التبادل التجاري يتصاعد بشكل متسارع, وهذا يتطلب نهوضاً حقيقياً بواقع النقل البري والبحري والجوي والتأكيد على دور السكك الحديدية ودورها المستقبلي في نقل البضائع والمسافرين كونها وسيلة نقل آمنة وقادرة على أن تلعب دوراً كبيراً في مجال النقل إن كان على مستوى الخطوط الداخلية أو الخارجية.

الحديث في هذا المجال, بسبب الدور المنوط أو لنقل المأمول من خلال إيجاد الأسس القادرة للتوسع بشبكة السكك الحديدية وتأمين القطارات المريحة والسريعة لتشكل رافداً حقيقياً ومكملاً لوسائل النقل الأخرى المختلفة.‏

المؤسسة العامة للخطوط الحديدية طبقت مؤخراً تجربة تطوير خدمة العربات على خط حلب - دمشق ولمدة ثلاثة أشهر في إطار خطة المؤسسة لتحسين واقع نقل الركاب على متن قطاراتها وتأمين كل مستلزمات الراحة, وهذا يجعلنا نؤكد على ضرورة تقديم هذه الخدمات على جميع الخطوط الأخرى كونها ظاهرة حضارية تساهم في زيادة معدلات نقل الركاب عندما تتوافر عوامل من أهمها, الأمان والراحة والوقت وخصوصاً في ذروة الموسم السياحي.‏

لا بد من الاستمرار في ربط المحافظات ومختلف المناطق بشبكات السكك الحديدية والاعتماد عليها في نقل الإنتاج الى المواقع القريبة من الأسواق أو أماكن تصنيعه خصوصاً في ظل تنامي الاستثمارات بمختلف أنواعها, إضافة الى نقل المسافرين عبر مناطقنا المترامية الأطراف, واستثمار هذا الجانب للأغراض السياحية وخصوصاً في المناطق الجبلية وعبر غاباتنا التي تستهوي الكثيرين وتستقطب المجموعات السياحية, والتوسع بهذا الإطار يساهم في حل قضايا كثيرة, ويمكن القول إن عامل الوقت بالنسبة لزمن الرحلة يتم التغلب عليه من خلال القطارات الحديثة والتي تتميز بسرعات كبيرة إضافة الى أنها تكون مزودة بأجهزة اتصال متطورة, وكل ذلك يتم على أرضية التوسع والربط المدروس الذي يفي بالغرض ويخدم الأهداف المرادة, وهذا يشكل عاملاً مهماً ومساعداً للاعتماد على القطارات مستقبلاً بشكل واسع كونها وسيلة نقل تتوافر فيها عوامل الأمان وقدرتها الكبيرة على نقل البضائع والسلع بمختلف أنواعها وأحجامها.‏

إن الوصول الى المستوى المأمول والمطلوب في مجال النقل عبر القطارات بحاجة الى مستلزمات أهمها ربط الخطوط مع بعضها البعض لتشمل جميع مناطقنا الداخلية والتوسع في هذا الإطار ليشمل أيضاً مناطقنا ومواقعنا السياحية, وهذا يتطلب في أحيان كثيرة إحداث عدة خطوط على نفس المحور لتصبح حركة الذهاب والإياب آمنة أكثر, إضافة الى الاستمرار في التوسع وربط شبكة السكك الحديدية مع الدول المجاورة وذلك عبر إعادة تأهيلها لتكون صالحة للاستعمال كونها تساهم في زيادة المعدلات من حيث نقل المسافرين أو نقل البضائع بسبب تكلفتها الرخيصة قياساً لوسائط النقل الأخرى, وعلينا أن نؤكد على نقطة تعتبر في غاية الأهمية أنه كلما تم زيادة عدد القطارات المتطورة والحديثة ووضعها في الخدمة الفعلية, ساهمنا في رفد ورفع قدرة الخطوط الحديدية التي يفترض أن تكون قادرة على تغطية المسافات الطويلة وبزمن معقول.‏

ما نتمناه هو الوصول الى الصيغ المتطورة في استخدام القطارات كوسيلة نقل لها أهميتها على المستوى العالمي ويتزايد دورها لتشكل عاملاً مساعداً لقطاعات النقل الأخرى وبشكل تكاملي يساهم في تحقيق الغاية المطلوبة والمرجوة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية