|
بيئة ويتكون المركز من قاعة للمحاضرات ومكتب ويشغل جزءاً من الطابق الثاني لمقر الجمعية الذي هو عبارة عن منزل دمشقي قديم يحوي أكثر من عشرة غرف ويقع في جادة الحمراوي جانب قصر العظم.. لم يمنع موقع المركز الذي يصعب الوصول إليه بالسيارة كونه في قلب دمشق القديمة من وصول المدعوين إليه للمشاركة في حفل الافتتاح سواء من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية أو ممثلي المنظمات الدولية والمانحة أو الفعاليات الصناعية والإعلامية.
تخضير الصناعة د. بشار المفتي محافظ مدينة دمشق ممثل راعي الاحتفال وزير الإدارة المحلية والبيئة قال في حفل الافتتاح:لقد تغير مفهوم الصناعة من المفهوم التقليدي إلى المفهوم الذي أصبح مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بقضايا البيئة وسمي (النظام الصناعي الايكولوجي ) أو ( عملية تخضير الصناعة) إشارة إلى الخضرة أو الحياة حيث يتم الاستخدام الأمثل للطاقة والموارد والتقليل إلى أقصى حد من توليد النفايات بإعادة تدويرها والاستفادة منها واستخدام التقنيات والتكنولوجيا الصناعية الأكثر نظافة. وأشار إلى أن محافظة دمشق قامت بنقل العديد من الصناعات الخطرة والمضرة بالبيئة حيث تم إحداث مناطق خاصة لإصلاح السيارات وصنع الرخام ومواد البناء في كل من حوش بلاس والقدم والسلمية وتم نقل صناعة التريكو من دمشق القديمة إلى منطقة الزبلطاني للمحافظة على طبيعة دمشق القديمة التراثية. وتمت إقامة المدينة الصناعية في عدرا كمشروع حيوي واستراتيجي لخدمة التنمية والاقتصاد الوطني ويؤمن حماية البيئة ويخلق فرص عمل جديدة وتبلغ مساحتها7000هكتار تستوعب الصناعات بمختلف أنواعها ونسبة المساحة الخضراء فيها 25%, وشكلت لجنة لوضع أولويات لنقل الصناعات الخطرة والمضرة بالبيئة وتم تخصيص منطقة خاصة منها لصناعة الدباغة بدلاً من مكانها الحالي في الزبلطاني وسيتم استخدام المياه في دارات مغلقة.. وأكد إن محافظة دمشق تسعى لتقديم الدعم الممكن للجمعيات الأهلية العاملة في المجال البيئي لمساعدتها على القيام بدورها على أكمل وجه نظراً لدورها الهام وانطلاقاً من مبدأ المشاركة في اتخاذ القرار,مشيداً بدور الجمعية السورية للبيئة على نشاطاتها التي تساهم في خلق سلوكيات ومسؤوليات وأخلاقيات لدى كافة فئات المجتمع ومن بينها إحداث المركز الوطني للحد من التلوث الصناعي الذي يساعد الصناعيين وأشاد بدور منظمة الاسكوا وغرفةصناعة دمشق لدعمهما هذا المشروع الحيوي. أحد أهداف التنمية الألفية د. ورقاء برمداء رئيسة الجمعية السورية للبيئة قالت :جاءت فكرة إقامة هذا المركز في توصيات ورشات العمل التي أقامتها الجمعية في دمشق تحت عنوان (إنتاج أنظف بتكلفة أقل) بالتعاون مع منظمة (الاسكوا ) والتي حضرها ممثلون عن مختلف قطاعات الصناعة وعن وزارة الإدارة المحلية والبيئة. ورداً على سؤال حول مبررات إقامة مثل هذا المركز المتخصص تحت مظلة منظمة بيئية غير حكومية, تستشهد د. ورقاء في إجابتها بقول كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة (يحتل المجتمع المدني مساحة فريدة حيث تتولد الأفكار وتتغير العقول وحيث لانتوقف عند حد التكلم فقط عن التنمية المستدامة بل تتركز على الإنجاز) وقد كانت القوة المتنامية لمنظمات المجتمع المدني واضحة في قمة الأرض للتنمية المستدامة في جوهانسبورغ عام .2001 وتؤكد وثائق القمة بأنه مع أن دور الحكومات في عملية التنمية المستدامة لايمكن إنكاره إلا أن التحديات التي يواجهها العالم اليوم تحتم علينا تبني مبدأ الشراكة بين الحكومات ومختلف قاعات المجتمع المدني من قطاع خاص ومنظمات غير حكومية وحتى كل مواطن. وقالت: ولكن مثل هذا المبدأ يحتاج إلى تأطير يمكننا من قياس نجاح هذه الشراكة مع أهداف محددة ومجدولة زمنياً ومن هنا أتت أهداف التنمية الألفية التي أقرت من رؤساء الدول والحكومات في قمة جوهانسبورغ. ومركز الحد من التلوث الصناعي الذي نحتفل بافتتاحه اليوم هو نموذج لما يمكن أن تكون عليه الشراكة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني متمثلة بالجمعية السورية للبيئة والقطاع الخاص متمثلاً بغرفة الصناعة والصناعيين. كما أنه يأتي كمساهمة متواضعة في سبيل تحقيق أحد أهداف التنمية الألفية وهو الهدف التاسع ضمانة بيئية مستدامة وقد جاء ضمن توصيات التقرير الوطني في سورية لعام 2005فيما يخص هذا الهدف ما يؤكد على تطبيق مبادئ وإجراءات الإنتاج الأنظف وتعزيز دور القطاع الخاص في الممارسة والترويج لهذه المفاهيم في الصناعة أو غيرها. الحس الوطني للصناعي واعتبر د. أحمد جمال عطاالله من الاسكوا أن المركز بداية مشجعة على طريق الفكر البيئي والتنمية المستدامة والحد من التلوث الصناعي ضمن نظرة متكاملة وبمشاركة خاصة وأهلية وحكومية ودولية وتعزز مفاهيم جديدة ومن بينها أن المخلفات الصناعية هي مواد أولية دفع ثمنها, وهدرها هو خسارة لجزء من رأس المال ولذلك لابد من الاستفادة منها بأشكال مختلفة. وتحدث عن أهداف المركز ونشاطاته د. جمال قنبرية مدير المركز والذي يشغل عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق
وقال: يهدف المركز إلى نشر الوعي بين الصناعيين ورفع كفاءتهم في معالجة مشكلة التلوث الصناعي , ويسعى إلى تدريبهم على ترشيد استخدام الموارد في الطاقة الكهربائية والوقود الأحفوري والبخار واستخدام الطاقة البديلة ما أمكن ( طاقة الشمس ) وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية. ويهدف أيضاً إلى مساعدة الصناعيين عن طريق التدريب في الحد من التلوث الصناعي الذي تشترك به كافة فروع الصناعة أو الذي تتميز به كل صناعة على حده, لأن مشاكل تلوث الصناعات النسيجية مثلاً تختلف عن نظيرتها في الصناعات الغذائية.. ويتيح المركز الفرصة للتدريب على تطبيق الإجراءات الوقائية للحد من التلوث في المواد الأولية وخلال العملية الإنتاجية, ويسعى وبالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة لتطبيق دليل المراجعة البيئية وذلك لفائدة المنشآت الصناعية وتأهيلها لتتوافق أوضاعها مع متطلبات قانون حماية البيئة رقم 50/لعام 2002 وذلك وفق منهجية عملية تساعد في التدقيق البيئي للمنشآت الصناعية. ولفت د. قنبرية إلى أن كل ذلك النشاط طوعي يتم عن طريق الحوار الودي وأسلوب الإقناع وإبراز دور الصناعي في مكافحة التلوث الصناعي واستنفار إحساسه الوطني والاجتماعي وتنمية شعوره بإنجاز واجباته بطريقة ذاتية. ولهذا كله سيجتمع تحت سقف المركز المتدربون والمدربون وسيكون ملاذاً لكل مؤسسة صناعية ترغب بتأهيل وضعها البيئي بأسلوب بعيد عن التعقيد التي سيجنيها جراء التزامه بالاشتراطات البيئية ولاسيما إذا ارتبطت بتحقيق مبدأ إنتاج أفضل وتكلفة أقل.. ترتكز خطة المركز على التعاون مع كافة الجهات المحلية التي تتوفر فيها خبرات التدريب للحد من التلوث الصناعي سواء في النفايات الصلبة أو المياه الصناعية, وهو مفتوح إلى كافة المخلصين الراغبين بوضع كفاءتهم وجهودهم في خدمة هذا البلد وليكونوا إيجابيين وفاعلين. وقال: إن أمامنا خطة طموحة وأهدافاً كبيرة سنساهم بالجهد والعمل المشترك على تحقيقها وأما الجهات الإقليمية والدولية فستجد في هذا المركز مكاناً لإقامة الندوات وورشات العمل للحد من التلوث الصناعي.. AL-barid @ mail.sy |
|