|
|
الثورة - رصد وتحليل فإذاً ومن منطلق ذلك يلهث اردوغان لتحقيق اوهام «المنطقة الامنة» المزعومة التي تضيف لحلمه العثماني أوهام استعادة عهد اسلافه الذين أنشؤوا إمبراطوريتهم العثمانية على القتل والأشلاء والدماء. اردوغان الذي يفتعل المبررات لمواصلة عدوانه من أجل تحقيق وهم «المنطقة الامنة» المزعومة يرتقي بفكرة المصالح المشتركة بينه وبين الاميركي الذي فضحته خيانته لحلفائه مرات عديدة عبر الزمن انطلاقاً من تأييده سواء بشكل علني او مبطن لذلك العدوان الهمجي، بدءا من الانسحاب الاميركي المفاجئ وتسليم الراية للمجرم اردوغان لانتزاع المناطق ووضع ميليشيا «قسد» وحيدة في مواجهة مصيرها المحتوم. بعيداً عن مصداقية اقواله وتصرفاته المفضوحة، ترامب يجدد تأكيد موقفه المتمسك بانسحاب قوات بلاده المحتلة من سورية، مدعياً إلى أنه ليس من واجب الجنود الأميركيين تأمين الحدود بين سورية وتركيا. وقال ترامب لتكن لهم حدودهم الخاصة بهم، لا أعتقد أن على جنودنا التواجد هناك خلال الـ50 سنة المقبلة لحماية الحدود بين تركيا وسورية، في الوقت الذي لا نستطيع فيه حماية حدودنا الخاصة. وأضاف ترامب أنه توجد الآن هناك منطقة عمقها 30 كيلومترا على طول الحدود التركية، في إشارة إلى «المنطقة الآمنة» المزعومة، التي أعلنت أنقرة عزمها إقامتها من خلال عدوانها الجاري، الامر الذي يشكل تأييداً أميركيا مفضوحاً للعدوان التركي البربري على الاراضي السورية. صحيفة الإندبندنت أونلاين كان لها ذات الرأي عبر ما نشرته في مقال للكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك بعنوان «ترامب وأردوغان لديهما الكثير من القواسم المشتركة، والأكراد سيكونون ضحية حماقتهما». وتطرقت الصحيفة الى العوامل المشتركة التي تربط اردوغان بترامب واوجه التشابه في التعاطي مع الملفات الشائكة في شمال شرق سورية والتي تدل في المحصلة على انطلاق كل منهما من المصالح التي تربط بينهما. وعلى شماعة عودة تنظيم «داعش» الارهابي تعتمد الميليشيات الانفصالية في الوقوف في مواجهة العدوان التركي عبر ما تعلنه ما تسمى «الإدارة الذاتية» أنها بدأت بإخلاء مخيم عين عيسى، أمس إثر فرار عدد من عوائل الارهابيين المنتمين لتنظيم «داعش» بعد القصف تركي. أما أميركا التي تسعى لذر الرماد في العيون بهدف ابعاد تهم الخيانة ولإبعاد صفة المحرض والداعم للعدوان عنها تحذر هي الاخرى من موقعها من عودة «داعش» الارهابي الذي في الاصل هو لم ينته كما يزعم ترامب. في غضون ذلك واصلت قوات النظام التركي عدوانها على الأراضي السورية لليوم الخامس على التوالي واحتلت عدداً من البلدات والقرى بريفي الحسكة والرقة. وافادت مصادر بأن قوات العداون التركي احتلت بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي الشرقي وقرى الدويرة وحروبي ورجعان ومحطة مبروكة للكهرباء بريف رأس العين شمال الحسكة بينما تسللت مجموعات من قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها إلى الطريق الدولي تل تمر-عين عيسى، بينما اشارت معلومات الى استعادة ميليشيا «قسد» لمعظم مناطق رأس العين. على اثر ذلك دعا مركز المصالحة الروسي في سورية في قاعدة حميميم المجتمع الدولي إلى المساعدة في عودة المناطق الشرقية من سورية إلى سيادة الدولة السورية سريعا، من أجل منع حدوث كارثة إنسانية وشيكة. ونقلت قناة روسيا اليوم عن رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية التابع لوزارة الدفاع الروسية اللواء أليكسي باكين قوله إن أكثر من 100 ألف شخص من الذين غادروا مناطقهم بسبب العدوان الجائر تجمعوا في مدينتي القامشلي والحسكة والبلدات القريبة منها. في مجمل الحديث فإن كل ما يجري في الشمال يعطي مؤشرات تفيد بصوابية الرؤية السورية التي أكدت على وجوب سيطرة الدولة السورية على كافة الاراضي السورية ورفع العلم السوري على طول الحدود الامر الذي لن يسمح لا لأردوغان ولا لمرتزقته بالجرأة على التطاول على الاراضي السورية ولا الاعتداء عليها. ودعت سورية مراراً وتكراراً كل ابناء الوطن للوقوف تحت سقف الوطن والابتعاد عن المراهنات والتبعية العمياء للخارج كما رفعت الصوت عالياً للعمل ضد كل ما من شأنه العبث بأمن الوطن والمواطن السوري، عازمة على مجابهة الاعتداءات على اختلاف اشكالها بكل الطرق والاساليب. |
|
