|
مجتمع عند الشهيد تلاقى الله ...والبشر لكل أيقونة من شهدائنا قصة تقدم ومضة في عشق الوطن ..والايثار والتضحية. وهذه قصة الشهيد العميد الركن الشرف عمار أحمد شريفي..الذي استشهد صبيحة الاثنين 23\9\2013 في حي برزة بدمشق بعد أن طهر عدة مبانٍ في قطاعه المسؤول عنه .
يقول أخوه الأديب والكاتب عادل شريفي باسم عائلة الشهيد:لنا الفخر أن يقدم عمار روحه قرباناً لسورية.وشهادته وسام شرف سترافقنا مدى الدهر. قبل استشهاده بثلاثة أسابيع كان يعاني من مشكلة مؤلمة في قدمه و عرضها على عدة أطباء و أجروا له عدة صور و بعدها أعطوه حقنة في مفصل إحدى الأصابع و لكن بقي الألم شديداً بحيث لم يستطع التحرك بسرعة إن لزم الأمر. و طلبنا منه أن يطلب استراحة مرضية وهذا حق . كان جوابه في كل مرة ( بخجل أطلب استراحة مشان هيك، في زملاء بيتصاوبو و بيرجعو تاني يوم بكملومهمتن) .هل لعب ألمك دورا في إصابتك أثناء تنقلك . ما أعظم شهادتك و شهادة كل من ضحوا لتبقى سورية. لن أنسى في حياتي جملة قلتها قبل أشهرمن استشهادك: إن ما يعطينا القوة لنقاتل هؤلاء الوحوش الهائجة هو مستقبل أولادنا فكيف يمكن أن يعيشوا بينهم و أي مستقبل ينتظرهم إن لم ندافع عن حاضرهم. بدمائك ودماء كل شهداء سورية و بعون الله سيزهر مستقبلهم. ولد العميد الشهيد عمار أحمد شريفي في مدينة حمص في 15/8/1971 لأب ضابط متميز في الجيش العربي السوري، حيث تعلم أبجدية الرجولة والنضال على يديه، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الغسانية بحمص ونال درجة رائد طليعي على مستوى القطر بمادة العزف على العود في العام 1980 وشارك بالرغم من صغر سنه في عدة مهرجانات شبابية حول العالم، ونال أيضاً بطولة الجمهورية في رياضة الجودو عن فئة الشباب وحاز على الحزام الأسود بجدارة، أنهى دراسته الثانوية والتحق بكلية الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب وتخرّج منها عام 1992 أولاً على دفعته، في هذه الأثناء برع في الرياضة وكذلك بالخطّ العربي والموسيقا، إذ أجاد العزف على آلة القانون رغم صعوبة العزف عليها فكان عضواً أساسياً في عدّة فرق موسيقية في مدينة حمص ( فرقة دوحة الميماس وفرقة موسيقا الشرق ) . عن خدمته في الجيش العربي السوري يتابع شقيقه الشاعر عادل شريفي: في العام 1993 التحق بخدمة العلم وقرر بعدها أن يتطوع في الجيش العربي السوري فكان في عداد الطلاب الضباط المهندسين القياديين، تخرج من الدورة برتبة ملازم أول مهندس ومن ثم التحق بعدّة دورات تدريبية من أهمها دورة الأركان حيث تخرّج منها برتبة نقيب ركن كأصغر ضابط في الجيش العربي السوري. كانت رسالة تخرجه بعنوان (حرب العصابات )، إذ كانت نظريته في نقل الحرب مع العدو الإسرائيلي من حرب تقليدية إلى حرب عصابات ترهقه وتكبده خسائر فادحة وتعطل تفوقه التكنولوجي والجوي وذلك في العام 2000، بقي في سلاح المدرعات حتى العام 2010 كما حصل خلال هذه المدة أيضا على درجة الماجسيتر بالتخطيط الإداري رغم صعوبة الخدمة ووضعه الميداني، من ثم رُفع إلى رتبة عقيد ونقل إلى إدارة المخابرات العامة حيث طلب من القيادة إعادته إلى وحدته كونه ضابط عملياتي ولايجيد الأعمال الأمنية إلا أن القيادة لم تستجب له، ومع بدء الأحداث في سورية وجد الشهيد فرصته لتنفيذ ما تدرب عليه وتنفيذ نظريته القتالية في حرب العصابات فخاض أكثر من 163 اشتباكاً على مساحة الوطن الغالي إلا أن أبرزها كان في ريف دمشق إذ كان مجرد ذكر اسمه يرعب المسلحين في تلك المناطق ، خاض معارك شرسة في داريّا معقل جبهة النصرة حتى تم تطهير أكثر من 90% من مساحتها . لم يأخذ إجازة طيلة فترة الأحداث بل كان يتبرع بالمناوبة عن غيره ممن كانوا يضطرون للنزول إلى عائلاتهم ، في صباح يوم الاثنين الثالث والعشرين من أيلول جاء الأمر بالتحرك نحو بساتين برزة في ريف دمشق وهناك تعرض لوابل من النيران في أشد المناطق خطورة إذ كان كعادته متقدما على جنوده وعناصره واستشهد في ساحة المعركة مع ثلاثة شهداء من رفاق السلاح..واستلزم سحب جثمانه أربعاً وعشرين ساعة وثلاثة شهداء نظراً لخطورة المكان الذي وصل إليه,وقد ترك طفله ياسر الذي سيكمل مشوار أبيه في حب الوطن مجتهدا متفوقا ذكيا متواضعا هكذا من قدر له أن تعانق روحه الطاهرة سماء الوطن فصون الأمانة التي أعطاها لنجله ياسر سيحفظها إن شاء الله . رُفع إلى رتبة عميد شرف عقب استشهاده مباشرةً .. كانت سيرته مليئة بالمناقب العالية وكانت إسرائيل وأذنابها هاجسه الوحيد والجهاد في سبيل الله غايته كما كان زاهداً ورعاً حافظاً لكتاب الله .. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والنصر لسورية . |
|