|
متابعات سياسية ففي حرب تموز 2006 اكتشف الأميركي والصهيوني والسعودي وبعد 33 يوما أنهم لن يستطيعوا استيلاد شرق أوسط جديد فأنهوا الحرب وعندئذ أطلقوا الحرب الإرهابية التكفيرية على سورية والعراق ولبنان. منذ بداية العدوان الإرهابي الاطلسي على سورية، عمل شيوخ الوهابية السعودية على بث خطاب كراهية مقيت بين المجتمعات العربية ومنها سورية، من خلال وسائل إعلامهم المباشرة التي بدأت تطلق أحكاماً بالتكفير على كل من يتصدى للمشاريع الغربية والصهيونية، ونشر الغرب عن طريق تركيا والاردن نحو 400 ألف إرهابي ومرتزقة أجانب في سورية وسموهم معارضة وانضم إليهم بضعة آلاف إرهابي من الإخوان المسلمين «من نفس طينة إرهابيي الثمانينيات وذات الاساليب بارتكاب الجرائم»»، ونجد بينهم أسماء مئات القادة الإرهابيين الاجانب منهم الليبي والتونسي والشيشاني والاردني والفرنسي والتركي والافغاني والسعودي ولعل ابرزهم الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني والسوري أبو محمد الجولاني والعراقي أبو بكر البغدادي الذين يطالبون بالحرية المزعومة في سورية ، وقاموا منذ اللحظات الاولى لبدء العدوان عام 2011بجرائم قتل وتمثيل وتعذيب بحق مواطنين سوريين بناءً على تعليمات الموساد والاستخبارات الاميركية والبريطانية والفرنسية والتركية والسعودية، وقامت قنوات الفتنة نفسها بنسب جرائم المجموعات الإرهابية إلى الدولة السورية وزعمت أن ثمة حرباً أهلية في سورية، ولم تتوان داعش عن نشر جرائم خاصة بها على شكل مقاطع فيديو، وباعتها لقنوات عربية وغربية كفيديوهات مسربة كي تحصل دول الغرب على الذريعة للتدخل باسم محاربتها. وكل التفجيرات والأعمال الإرهابية التي تنفذ في الغرب نسبت إلى داعش وخططها التي رسمتها انطلاقاً من المنطقة لتقوية تلك الذريعة. صحفيون غربيون كثر يعرفون لعبة الغرب ومنهم الكاتب الصحفي الأميركي سيمور هيرش الذي جزم بأن ما يسميها الغرب معارضة معتدلة في سورية غير موجودة، مشيراً إلى أن الإرهابيين من مختلف دول العالم يدخلون إلى سورية عبر الحدود المفتوحة أمامهم في تركيا. الآلاف من تصريحات دبلوماسيات الغرب والراغبة في الإطاحة بالدولة السورية وحكومتها لإيصال طغمة موالية للغرب إلى رأس السلطة وإراحة إسرائيل من محور المقاومة وآخر هذه التصريحات البحصة التي بقها وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون منذ أيام ليبطن فيه تأييداً واضحاً لجماعات الإرهاب الأجنبية، محركاً فزاعة الأزمة الإنسانية وتعريض الملايين من السوريين إلى مزيد من المعاناة، متناسياً أن إرهابييه هم الذي يتسببون بمعاناة السوريين، وأن مستشاريه العسكريين ومستشاري دول العدوان يجعلون الإرهابيين يضغطون على الدولة من خلال استهداف المدنيين بالصواريخ والقذائف واستهداف كل اسباب معيشتهم من مرافق وماء وكهرباء واتخاذهم دروعاً بشرية. لا بل ذهب إلى اتهام روسيا باستهداف المدنيين في سورية، كل ذلك لأن الضربات الروسية والانجازات التي حققها الجيش العربي السوري مؤخراً آلمت داعش وجبهة النصرة الإرهابيتين في الأيام الاخيرة. ما حصل وما سيحصل على الصعيد الميداني ولا سيما ما حققه جيشنا من انجازات في ريف حلب الشمالي ومحاصرته الاحياء الشرقية للمدينة، من شأنه ان يسرع الحل السياسي إذا تم تنظيف الاحياء الشرقية في حلب من المجموعات الإرهابية، لكن ليس حسبما يهوى الوزير البريطاني الذي لطالما كانت بلاده عبر التاريخ في أصل الويلات والحروب على الشعوب. والملاحظ إن ما يرشح عن تفاهم روسي اميركي لإعادة إنعاش مفاوضات جنيف يثير تساؤلات محللين هل سيكون هذا التفاهم بداية انطلاق الحل السياسي أو إن الحل سيبقى مؤجلاً الى ما بعد الانتخابات الاميركية؟ معركة تحرير حلب من رجس الإرهاب أظهرت انكفاء تركياً ربما ظاهرياً ولكن صحيفة «إيزفيستيا» الروسية أشارت إلى أن موسكو طرحت أثناء المباحثات مع الجانب التركي مسألة إغلاق الحدود التركية- السورية لمنع تدفق الأسلحة، لكن المحللين نفسهم رأوا ان هناك اكثر من مؤشر لا يشجع على احتمال حلول خرق في الازمة قبل الانتخابات الاميركية، مثل استمرار السعودية في دعم الإرهاب خلافاً لقرارات مجلس الأمن. إذاً يبدو أن أطراف العدوان لن تبدي رغبتها في الاشهر التي تسبق الانتخابات الاميركية أي رغبة بالتقهقر عن دعم الإرهاب لأن مفاتيح الميدان في يد محور المقاومة ولن تترك السوريين للذهاب إلى حوار جدي في جنيف يؤشر لبداية الحل السياسي، ووحدها انتصارات جيشنا على الإرهابيين الاجانب ستحدد التوازنات الإقليمية التي ستحدد بالتالي ما تبقى من عمر العدوان. فإرهابيو حلب يترنحون وحرب المعنويات التي يخوضونها تفشل مقابل إنجازات الجيش العربي السوري، وبروباغندا الغرب تحطمت أمام عمليات الجيش العربي السوري، ولم تفدهم الاشاعات التي تنشرها المجموعات الإرهابية للتغطية على الخسائر الضخمة للمسلحين في معارك حلب. وأميركا بعد توقفها عن فكرة التدخل العسكري المباشر في سورية كل ما تريده في الشرق والشمال الشرقي، هو تقسيم سورية ولكن الدولة السورية ومؤسسة الجيش سيكسران لها هذا الحلم. |
|