تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تغيُّر المواقف حول سورية...؟!

نقش سياسي
الأربعاء 17-8-2016
أسعد عبّود

كثيرون يربطون شبه الثبات السياسي الذي تعيشه الحالة السورية بالثبات الانتخابي الأميركي.. هذا انطباع عام واستنتاج مسوّق ومدوّر ولا جديد فيه..

طبعاً هو غير باطل بشكل نهائي.. لكنه أيضاً غير دقيق بشكل نهائي.. يعني هو غير دقيق على الأقل فيما يمكن أن يُستنتج منه؟؟ فلو سلّمنا أن الواقع السياسي حول سورية جامد إلى حدّ كبير نتيجة الثبات الانتخابي الأميركي، هذا لا يعني أن قدوم الانتخابات الأميركية والانتهاء منها وقدوم إدارة جديدة للولايات المتحدة، سواء كانت ديمقراطية أم جمهورية ، لا يعني أبداً قدوم الحلول معها.‏

كي لا نكون قفزنا إلى إقرار حقائق قبل مبرراتها، وحيث إن الإعلام نَشطَ كثيراً في الأيام الأخيرة متحدثاً عن تغيّرات طارئة حول المسألة السورية، ولاسيما من ناحية الموقف التركي، نرى: أن ذلك ما هو إلا نشاط إعلامي فقط!! وليس سياسياً فاعلاً أبداً، وكل ما يُقال عن اتفاقات تركية أو أميركية مع روسيا حول سورية إن هو إلا كلام غائم وضبابي!. حتى ذهاب نائب وزير الخارجية الروسية إلى الدوحة للقاء المعارضة السورية بحثاً عن إمكانية حوار في أواخر الشهر الجاري، واجهته معارضة الرياض التي هي حتى اليوم المحاور المفترض الأساسي للحكومة السورية بالرفض والمقاطعة المعلنة بشكل استعراضي.‏

كان ينتظر في تغيّرات محتملة أو ممكنة على الأقل في حالة صدق الموقف التركي الاقتراب ولو قيد أنملة من قيام تركيا بإغلاق حدودها في وجه إدخال الإرهابيين والأسلحة إلى سورية.. هي لم تفعل ولم تَعِد بأنها ستفعل.. بالأمس فقط قُتل في عملية على حدودها 32 إرهابياً عدا عن الجرحى كانوا في طريقهم إلى حلب! أليست إضافة لا تحتاجها الحالة تشير إلى أن كل الإرهابيين المقاتلين في الشمال السوري إنما يأتون من تركيا أويعبرون عن طريقها من أينما كان مصدرهم.‏

كل الحراك التركي القائم اليوم يعمل على محورين.. معالجة الوضع الداخلي في تركيا.. ودرء تطورات الحالة الكردية.. وفقط ...‏

هذا البرود السياسي الواضح حول المسألة السورية يقابله قتال عسكري شديد ونار مستعرة يوقدها الإرهاب ومن وراءه حول سورية، ليس في حلب وحسب.. بل في كل الجنبات السورية، هل ينتظر ذلك كله سباق كلينتون – ترامب فعلاً .. أم إن الحالة تُركت لقدَرها العسكري وحسب.... ليبقى الضمير السوري يتعلق بالجيش السوري وحسب.‏

لو تأملنا بكل الأفكار والمصطلحات والتعابير التي وَردَت حول المسألة السورية خلال الآونة الأخيرة لوجدناها.. هي.. هي.. دون أي جديد.. المسألة بلا جديد سوى ما تخطَّه الحرب في الميدان... ولن ترى جديداً قبل الصحوة السورية، التي لا بد أن تكون، للعودة إلى الوطن وبحث الحكاية بكاملها من قبل السوريين كلهم.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية