تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مراوغة ونفاق

حدث وتعليق
الأربعاء 17-8-2016
ناصر منذر

بعد فشلهم في تحقيق أوهامهم، يحاول بعض أركان المنظومة العدوانية الإيحاء بأنهم بصدد الاستدارة والجنوح نحو العمل على الحل السياسي،

وعينهم على كسب وقت إضافي يعيدون خلاله ترميم ما تكسر من أذرعهم الإرهابية، للانقضاض مجددا على أي تفاهمات جديدة محتملة، وتصعيد وتيرة هجماتهم الإرهابية، وكل التجارب السابقة تؤكد ذلك.‏

نظام أردوغان رأس الحربة في الحرب الإرهابية على سورية، يتحدث مسؤولوه اليوم عن سعيهم لإعادة تصحيح العلاقات مع سورية، ويرسمون صورة وردية للقادم من الأيام، والأنكى أنهم يضعون الخطوط العريضة التي تمهد للحل السياسي وانتهاء الأزمة، وأبرز تلك الخطوط حماية الحدود وإغلاقها، إضافة إلى منع التقسيم، وإعادة اللاجئين كما قال رئيس وزراء أردوغان، ومع التأكيد على أن تنفيذ ذلك من شأنه أن يعجل في نهاية الإرهابيين، إلا أن الواضح حتى الآن بأن تركيا لم تصل بعد إلى المرحلة التي تتوقف فيها عن دعم الإرهاب في سورية، بحكم العقلية الإخوانية التي يرتكز عليها حزب العدالة والتنمية، الذي يجهد لإعادة البلاد إلى عهد الامبراطورية العثمانية وسلاطينها السفاحين.‏

ارتداد الإرهاب إلى حضن راعيه التركي، هو ما يدفع نظام أردوغان اليوم إلى المراوغة والمناورة، فلا نعتقد أن ذاك النظام بوارده إغلاق حدوده بوجه الإرهابيين، أو إيقاف تدريبهم وإغلاق معسكراتهم، والكف عن تزويدهم بالمال والسلاح، وليس بوارده أيضا الاستغناء عن النفط المسروق، وفض الشراكة مع داعش، أو حتى إعادة آلاف المصانع التي سرقها من حلب، ولكن جملة التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها ذاك النظام، وتعاظم مشكلاته مع دول الجوار نتيجة سياساته الداعمة للإرهاب تدفعه للرقص على الحبال، ريثما يستعيد قواه المنهارة.‏

سلسلة التصريحات والمواقف التركية الجديدة، لا تعني بأي شكل أن الأفعى لن تغير جلدها مجددا، لا سيما وأن الإرهاب بات شريان أردوغان ومتنفسه السياسي، فاستمراره في السلطة مرهون باستكمال تنفيذ الأجندات الأميركية والغربية، وصلاحيته الأميركية يبدو أنها لم تنته بعد رغم التعثر الكبير في مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي يشرف على تنفيذه أميركا وإسرائيل انطلاقا من البوابة السورية، ويعتبر أردوغان من أكبر المساهمين فيه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية