|
هآرتس- بقلم جدعون ليفي دعا به إلى عدم الاكتفاء بالقصف الجوي أو تنفيذ غارات أرضية على غزة, وإنما يتعين على الحكومة الإسرائيلية القيام بتطويقها وتضييق الخناق عليها, بحيث يصار إلى تدمير البنى التحتية من مياه وكهرباء ووقود وهاتف وغيرها ومنع أي جهة أخرى من تزويد تلك الخدمات أو أي منها إلى السكان وذلك عند اطلاق الصاروخ الثامن على الأراضي الإسرائيلية فألا تعني تلك المقولة: قطع سبل الحياة عن مليون ونصف فلسطيني يعيشون في القطاع!.
إن من يدعو لتلك الإجراءات هو (كاسبي) ذلك المحامي المشهور الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع المسؤولين الكبار في الحكم والقضاء, ويتبوأ مركزاً عالياً في المجتمع الإسرائيلي لم تهتز شعرة واحدة في رأسه عندما كتب مقترحاته الشيطانية, فرجل القانون هذا يحرض على انتهاك القانون الدولي دون أن يتلقى لوماً أو مؤاخذة أو تأنيباً من أي جهة كانت. إن كاسبي ليس بالشخص الوحيد الذي يحمل توجهات تحاكي توجهات متطرفة, فقد اقترح القضاء على إسرائيل إذ إننا نجد في إسرائيل من يدعون إلى إبادة القرى وتجويع لكامل السكان الأمر الذي يعني قتل أولئك البشر, وبذلك ليس هناك خلاف إذ يلاحظ أن الفلسفة التي تقوم على الإرهاب والتمييز العنصري التي ينتهجها وزير الشؤون الاستراتيجية افغيدور ليبرمان اطلقت العنان لتلك الأفكار لتأخذ مداها في المجتمع, أما الذين طرحوا اقتراحات معتدلة أمثال يركاهان فقد ابعدوا عن موقع اتخاذ القرار, وتابعت الحكومة تلقي النصح والارشاد من كاسبي باعتباره ضليعاً في الأمور القانونية. إن تلك الظاهرة المروعة والمقيتة أخذت مسارها منذ بداية الصيف الماضي إبان حرب لبنان الثانية, حيث قال وزير العدل حايم رامون: من حقنا القيام بكفر قانا ثانية, ويحق لنا تدمير كل شيء, وتلاه في قول مماثل وزير الصناعة والتجارة ايلي يشاعي ممثل الحزب الديني الذي يملك القيادة ( الروحية) بقوله: اقترح استهداف البنى التحتية في لبنان وتدمير القرى. إن هذين القولين صادران عن مسؤولين كبار, والذين يدعون به بشكل سافر إلى ارتكاب جرائم حرب ,لم يخرج من أفواه ممثلين عن اليمين المتطرف وعلى الرغم من أقوالهما المقيتة بقيا في موقعيهما باعتبارهما المتحدثين الرسميين باسم الحكومة, أما جنرالات الجيش فلم يبقوا على صمتهم حيث قال قائد الجبهة الشمالية البريجادي جنرال رافي نوي: علينا تدمير لبنان لكي لايتحول إلى مقر يحتضن الارهاب. إن استمرار سقوط صواريخ القسام على سديروت اثارت ردود فعل عبر عنها الشاعر ايان ستفليد ونشرت مؤخراً قال بها: دمروا البنى التحتية وهاجموا لبنان وغزة بالجرافة والملح, ودمروها حتى لايبقى ساكن فيها, حولوها إلى صحراء قاحلة وركام من المباني المدمرة, اقتلوهم, واهدروا دماءهم وبثوا الرعب في نفوسهم. أما الحبر الأعظم السابق مردخاي ألياهو فدعا إلى قصف المنازل, وتبعه وزير الشؤون السابق رافي اتيان بالقول بضرورة قيام اسرائيل بالرد على صواريخ القسام وضرب غزة, أما وزير الأمن آفي ديشتر فقال: إن عمليات الاغتيال غير كافية بينما شعر يوفال ديسكن الذي يرأس جهاز الشن بيت بالأسى لأن سكان بيت لاهيا وبين حانون يعيشون بسلام. ويرى ليبرمان ضرورة تدمير المواقع الاقتصادية في غزة مقابل كل ضربة على سديروت, ودعا المايجور جنرال أميرام ليفن إلى تقسيم قطاع غزة إلى ربعات بحيث يدمر واحد أمنها عند كل صاروخ يطلق على سديروت وأيده في ذلك كل من وزير العدل السابق يوسف لابد ورئيس هيئة الأركان موشيه بالون الذي اقترح اجراء تطهير عرقي في المنطقة, أما رئيس بلدية سديروت فقد صرح بأنه يفضل موت طفل في غزة مقابل كل طفل يموت في سديروت. ودعا أمي شرير إلى ضرورة تدمير حي في غزة مقابل كل صاروخ قسام يطلق منها. كل تلك الأقوال لم يلق أصحابها أي محاسبة أو تسريب عما أدلوا به من أقوال ولم يقص أي منهم عن الموقع الذي يشغله. فهل هذه صورتنا الحقيقية, وهل هذه أخلاقنا الإسرائيلية? |
|