|
ترجمة وفي أعقاب قيام الجيش الاحتلال باجراء مناورات عسكرية واسعة في الجولان المحتل , وبموازاة كثرة الحديث الاسرائيلي حول تعاظم القدرات الدفاعية السورية , والاستعدادات السورية لمواجهة أية اعتداءات محتملة عليها . ونقلت يديعوت احرنوت أن محافل رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي تعتقد بان على الحكومة أن تقرر في موعد قريب الشروع في مفاوضات مع سورية . وبتقديرها , فانه اذا لم تبدأ مفاوضات - يزداد خطر الحرب في الجبهة الشمالية في هذا الصيف . في الجيش الإسرائيلي يفحصون بقلق ما يمكن له أن يفسر كاستعدادات سورية لحرب مع إسرائيل . فقد اشترت سورية مؤخرا من روسيا كميات كبيرة من أنواع مختلفة من الصواريخ وكذا معدات عسكرية . والوحدات العسكرية السورية المرابطة أمام هضبة الجولان تلقت تعزيزا وتقوم بأعمال التمترس . ويفيد المراسل العسكري لهاآرتس (5/6/2007) بان التقديرات : في الجيش الإسرائيلي هو انه اذا اندلعت أعمال عدائية بين اسرائيل وسورية فسيفتح حزب الله على نحو مؤكد جبهة ثانية من لبنان . وبتقدير محافل رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي , فان الزمن لايعمل في صالح اسرائيل . وبالتالي فمن الافضل عدم تأجيل المفاوضات مع سورية . جولة المحادثات الاخيرة التي أجريت مع السوريين عندما كان الرئيس حافظ الأسد رئيسا لسورية وايهود باراك رئيسا للوزراء أوضحت الثمن نهائيا: كل هضبة الجولان . ومع ذلك فقد أبدى السوريون مرونة مفاجئة في مسألة التجريد من السلاح . فقد وافقوا على أن لقاء كل كيلو متر يجرد من السلاح في الأراضي الإسرائيلية تجرد 6 كيلو مترات من الأراضي السورية . ولا أمل في أن تحصل إسرائيل من الأسد الابن على أكثر مما عرضه عليه الأسد الأب ونقلت يديعوت والاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال قوله أمام لجنة الخارجية والأمن : أن جاهزية الجيش السوري واستعداداته للحرب اليوم أكثر من أي وقت مضى , ولكن هذا في نظره لايعني أن سورية مستعدة للحرب غدا , مشددا على أن السوريين يمتلكون منظومات صواريخ بعيدة المدى و,أن تفعيلها لايحتاج إلى تحريك قوات كبيرة . ومع ذلك أفاد أيتمار مراسل يديعوت العسكري بان كل من غابي اشكنازي رئيس الأركان , ورئيس الموساد ورئيس شعبة الاستخبارات قد قالوا أمام لجنة الخارجية والأمن بان سورية لاتريد الحرب مع إسرائيل . وحسب أقوالهم لايوجد أي مؤشر على أن سورية تخطط لشن هجوم مبادر له أو لتنفيذ عملية عسكرية سريعة . اضافة الى ذلك قال رئيس شعبة الاستخبارات عاموس يدلين انه يجب الأخذ بالحسبان انه في ضوء تعاظم قوة سورية من شأن الانتقال من الاستعداد الدفاعي إلى الهجوم أن يكون قصيرا ويأتي دون مؤشرات مبكرة . وذكرت صحيفة هاآرتس أن عددا من مستشاري أولمرت يتحفظون على المبادرة إلى استئناف المفاوضات مع سورية خشية المس بالعلاقات الامريكية - الإسرائيلية ويرتكز هذا الموقف على فرضية عدم رضا الإدارة الامريكية عن إعادة إحياء المسار السوري . ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها : إن تجديد المفاوضات بين سورية وإسرائيل غير مطروح على جدول أعمال اللقاء المرتقب بين أولمرت والرئيس الأمريكي جورج بوش بعد أسبوعين مشيرة إلى أنه يتوقع أن يبحث الرئيسان العملية السياسية مع الفلسطينيين و مبادرة السلام العربية وكبح جماح المشروع النووي الإيراني . وفي الوقت الذي يصرح فيه أولمرت بان حكومته مستعدة لمعاودة المفاوضات مع سورية دون شروط مسبقة موحيا بان هناك قناة سرية أو طرفا ثالثا يتوسط بين الطرفين عاد وطرح ثلاثة شروط اعتبرها ضرورية لاستئناف المفاوضات مع السوريين وهي : عدم التدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية وعدم دعم المنظمات الفلسطينية وفك علاقاتها مع إيران . من جانب اخر يتفق معظم المحللين العسكريين في الكيان الصهيوني بان الهزيمة النكراء الذي مني بها جيش الاحتلال في الحرب العدوانية على لبنان في تموز العام الماضي , لاتزال تداعياتها تتفاعل في الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية , على اعتبار ان تلك الحرب قد أسقطت مقولة الردع الإسرائيلي إلى غير رجعة ويتضح من التقرير الذي نشره اليكس فيشمان المراسل العسكري ليديعوت احرنوت حول السجال المستمر الذي يستحوذ على تلك الأوساط في هذا الإطار : برز تباين واضح بين تقديرات مسؤولي الأجهزة الأمنية وقادة الجيش حول تداعيات الحرب الأخيرة في لبنان اذ يرى رئيس الموساد مئير دغان : أن الردع الإسرائيلي قد تضرر كثيرا في الحرب الأخيرة , ونتيجة لذلك ازدادت الثقة لدى سورية بالخيار العسكري , وهو يرى بأنه حصل في سورية تغير استراتيجي سيرد بموجبه السوريون منذ الان على أي عملية عسكرية يرونها استفزازاً اسرائيلياً, فيما اعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية : أن قدرة إسرائيل الردعية قد تحسنت . ونقلت إذاعة الجيش عن رئيس أركان جيش الاحتلال غابي اشكنازي قوله : انه يرى في التهديد السوري تهديدا ملموساً , لكنه يؤيد في الوقت نفسه القيام بفحص حقيقي لنوايا السوريين ونقلت يديعوت احرنوت عن ضباط كبار في جيش الاحتلال قولهم : إن الجدية التي يبديها اشكنازي في الاجتماعات المغلقة لهيئة الأركان العامة بشأن التهديد السوري تبث لمرؤوسيه الانطباع بأنه يعتبر خيار الحرب مع سورية تهديدا ملموسا . من جهته اعتبر وزير الحرب عمير بيرتس المناورات العسكرية الواسعة التي أجراها جيش الاحتلال في الجولان المحتل قبل فترة وجيزة بأنها : جزء من معادلة ميزان الرعب وان هذا الميزان هو الذي يمنع الحرب . الصحافة الإسرائيلية انقسمت بدورها بين من هو مؤيد لاستئناف المفاوضات مع سورية ومن هو ضد ذلك لكن الملاحظ في تعليقات وتحليلات معظم الصحف الرئيسية بان هناك إجماعاً يقول بان اولمرت يستخدم إطلاق الرسائل حول المفاوضات كغطاء على عمل عسكري على حد قول شلومو غازيت رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق والكاتب الدائم في معاريف : تبدو لي خطوات رئيس الحكومة الدبلوماسية نحو دمشق غامضة , وغير مفهومة بل خطرة . وهي قد تفسر خطأ كخداع من اجل تقديم إجراء عسكري إسرائيلي في مواجهة السوريين فضلا عن أنها لن تفضي الى التحادث والاتفاق . وفي مقال افتتاحي سخرت احرنوت يديعوت بالمبررات التي يطرحها أولمرت حول عدم معاودة المفاوضات مع سورية بقولها : من الصعب المرور مرور الكرام على قائمة الأسباب التي تقدمها حكومة إسرائيل لتبرير حظر التعبير ولو عن مسألة أسهل من السهولة, وهي إمكانية التسوية مع السوريين . ليس من الممكن التقليل من حجم الابتداع المنبعث عن هذه التبريرات : ما الذي يريده بشار الأسد فعلاً , ما الذي سنعطيه وما الذي سنحصل عليه . كل هذا من قبل أن نقترب من طاولة المفاوضات , والأصوات تتعالى عندنا مدعية انه لايوجد من نتفاوض معه . وفي غضون ذلك تتعزز وتشتد رياح الحرب . هذا حدث لنا في السابق . في سنوات 1970 -1972 أصدرت إسرائيل سلسلة مشابهة من التبريرات لرفض المبادرة الدولية والمصرية للتسوية . تلك التسوية التي توصلنا إليها بعد عام 1973 وبعد 2600 قتيل . التاريخ لايكرر نفسه دائما ولكنه يفعلها في بعض الأحيان - ولكن بصورة تقشعر لها الأبدان . اذا يمكن مواصلة تكرار الفعل في حيرة تقاليدنا المعروفة : كلام فارغ وغلواء وصلف وتكبر , وبعد ذلك نتوجه نحو الاتفاق , ولكن من واجبنا أن نجرب بطريقة أخرى . اليمين الصهيوني القومي والديني المتطرف له رأي معروف وواضح حول أي تسوية مع سورية إذ يرون أن تخلي إسرائيل عن الأراضي السورية المحتلة هو بيع وتصفية إذ يتساءل ممثل المستوطنين في يديعوت احرنوت اليكيم هعتسني : هل يعقل أن تتخلى إسرائيل عن ممتلكاتها في الجولان وفي الضفة الغربية ومشروعها العظيم هناك حتى لو كان ذلك مقابل سلام مع السوريين ?!.... المسار السوري وثمنه ( الجولان ) مفتوحان دائما . وعندما تتسلح سورية , فان قيادة الجيش خاصة تخرج إلى الإعلام للتضييق على الحكومة من اجل الخضوع لمطالب العدو , على رغم أن الكشف عن الوهن يقرب الحرب . لكن للجولان (ثمن )وهو عودته للسوريين على حساب ما حققته إسرائيل في الجولان . وفي المحصلةج يبقى قرار الحرب والسلم في الكيان الصهيوني في أيدي المؤسسة العسكرية . وتبقى مقولة شارون الشهيرة : الجولان بدون سلام أفضل لإسرائيل من السلام بدون الجولان (تحكم جميع رؤساء حكومة الكيان الصهيوني السابقين واللاحقين ). |
|