تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعضٌ من شجون

الخميس 2-1-2014
شهناز صبحي فاكوش

كنت قد أعددت مادة للنشر ولكن قدوم العام الجديد أثار فيّ شجوناً، فيها الكثير من الأضداد. ليست المرة الأولى التي أرجئ فيها مادة لضرورة الإضاءة على أحداث مستجدة وما أكثرها في أيامنا هذه.

أمنياتنا أن العام المنقضي يغادرنا بكل الثقل الذي انحشر في كل مواقيته، مفسداً لحظات وساعات وأياماً، كنا الأولى بأفراحها.‏

أمنياتنا أن تشرق شمس النصر قريباً فتخضرّ صحراء القلوب، وتمتلئ الرئات بهواء نقي لا تلوثه رائحة الأجساد الغريبة التي أصبحت ولائم للكلاب الشاردة.‏

نستقبل عاماً نأمل فيه من الخير الكثير، فيه ردة عقلانية لأبناء الوطن، فيه وقف تسريب للإرهابيين (عبر حدودهم) إلى سورية لتخريبها.‏

هذا المطلب لابد أن يكون الهدف الأساس من جنيف/ 2/ القادم، وإلا فما حاجتنا لجنيف وغيرها. والباقي جميعه وجمعه شأن سوري بحت يخصّ السوريين وحدهم وإن كانت طاولته خارج حدودها.‏

قبل الأزمة بأشهر قليلة شاء القدر أن يلبسني ثوب الحداد، وقتها اعتصرني الألم الذي جعلني مع إطلالة كل فجر وفي كل صلاة أتضرع لله تعالى ألا يفجع أم في أولادها. وألا يؤلم قلب أم على ولد.‏

ولكن يشاء القدر أن تتشح قلوب يزداد تعدادها بتوالي الأيام بالسواد على أبناء وأحبة. والمسبب الهدايا التي يرسلها التكفيريون الذين اقتحموا الأرض السورية بتسهيل دول الجوار. إن بقتلة انتحاريين، أو بقذائف تنال من المدارس أو الحافلات بغير رحمة، والبعض منها سيارات ناحرة أو متفجرات مزروعة في المرافق الحيوية أو العسكرية، ولعل الأكثر بعداً عن الإنسانية، تلك المجازر التي نالت من أسر بكاملها تجلت الهمجية في فاعليها. والبشاعة النكراء في الأفعال.‏

عام رسخ في ذاكرتنا صوراً للإرهاب لا تنسى. ومواقف عربية ودولية. أزمات ضاغطة لولا حكمة القيادة والقائد لكانت آثارها أشبه ما نال العراق في بعض الزمن. لكنه في المقلب الآخر أفعم قلوبنا بملاحم بطولية للصناديد أبناء قواتنا المسلحة.‏

في المشهد البشري، نقى الساحة من النفوس المخذولة المرتجفة، تلك المهزوزة التي لم تستطع التصالح مع ذاتها، فكيف لها أن تحسم الموقف لمصلحة الوطن.‏

المؤسف في الأمر أن بعضاً من هؤلاء المخذولين، يلعبون بنار الفتنة بالفتاوى البعيدة عن جوهر الدين والأخلاق. وبعضهم الآخر يحاول بكذب مفبرك زرع الفتنة بين الأهل والأصدقاء، مما قد يترك خدشاً لأننا في النهاية بشر، وهم يضربون بقذارة نفوسهم وتفاهة أسلوبهم على هذا الوتر. لكن حكمة الخالق حسمت الأمر بصفع وجوههم في الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).‏

أهم ما في الأمر هو ما يترتب على المواطن السوري وقيامه بواجبه في كل موقع وعلى كل شبر من أرض الوطن، لأن الأماني التي لا تقترن بالأفعال مآلها الفشل. والهروب إلى الأمام فيه مقتل.‏

علينا استقبال العام الجديد بيقين النصر. وعزيمة الصبر. وقوة الشكيمة. والإصرار على إعادة الإعمار. وقبل هذا وذاك التصميم على إزالة الإرهاب وتطهير الأرض السورية. وتحصين ظهير أبناء الجيش العربي السوري.‏

نحن السوريين من الموت تنهض لدينا الحياة، ومن الشدة ينبثق فينا الأمل، ومن الأزمة الخانقة غيرنا بأسطورية صمودنا معالم السياسات العالمية.‏

لابد أن نغير نظرة العالم في أننا شعب لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم وإن فهم لا يفكّر؟!.. إنها مقولة من ألد الأعداء تبناها الحاقدون الكارهون.‏

بإيماننا بقدراتنا نغير نظرة العالم.‏

لابد أن ينهض التنين العملاق وطائر العنقاء.‏

هذا نحن.. كل عام والنصر يكلل جبين الوطن، والياسمين وإن أصبح مشوباً بحمرة دم الخالدين لكنه يليق بجيد الوطن.‏

هي بعض من شجوني ... اعذروني ...‏

كل عام يا وطني أنت وشعبك وقائدنا العظيم المحفوف بحب الشعب بخير وعافية. أبناء جيشنا الأبي أنتم الخير منكم النصر، من يساوم على واحد من أزرار بزة الشرف التي ترتدون لا يستحق عرفان بطولاتكم.‏

كل عام وأنت بألف خير يا جيشنا المغوار.‏

النصر القريب بإذن الله نهديه للأغلى أبناؤنا الشهداء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية