تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاستثمار بالإرهاب

نافذة على حدث
الخميس 2-1-2014
حسن حسن

لم يعد خافياً مع تراجع سياسة التفرد الأميركية بالقرار الدولي، وذلك بالصعود المتنامي للعالم متعدد الأقطاب الذي تشكل روسيا قطب الرحى فيه، أن الإدارة الأميركية الحالية بدأت الاستثمار فيما يعرف السياسة الناعمة التي يشكل الإرهاب بمختلف أنواعه وأدواته أحد أهم عناصرها.

وتقضي الواقعية السياسية التي تشير بأصابع الاتهام إلى التبني الفاضح لسياسات واشنطن في مسألة الاستثمار بالإرهاب مع تظاهرها المعلن بإدانته بحيث تضع على قوائم سوداء منظمات إرهابية تختلف معها بالشكل في حين تتفق معها بالمضمون بيد أن السؤال الواجب طرحه اليوم، ولاسيما على المجتمع الأميركي هو: لماذا لم تشأ لوبيات أميركية رسمية وأهلية محاربة الإرهاب ومكافحة داعميه ومموليه وتنظيماته، على الرغم من الضرر الكبير الذي أصاب المواطن الأميركي من جرائه، على حين شكلت مثل هذه «اللوبيات» دفاعاً عن الكيان الصهيوني وعنصريته واحتلاله واغتصابه لحقوق الآخرين من العرب والفلسطينيين من ضمنهم؟! والمقصود هنا ليس المقارنة بل الإشارة إلى أن «الإرهاب» سلعة تستخدمها السياسة الأميركية في حين يشكل الكيان الصهيوني أهم عناصر السياسة الاستراتيجية الأميركية.‏

وما من شك بأنه لكي يتم توفير سبل النجاح لمؤتمر جنيف 2، يكمن في إسقاط أقنعة الإرهاب التي اتخذت أشكالاً متعددة وتقف وراءها دول وجهات عدة، فإسقاط الإرهاب المقنّع، والمطعّم بالمخابرات الأميركية والأوروبية هو أولوية لابد منها لدفع الإرهاب بكل أشكاله العدوانية بعيداً عن حاضر السوريين و مستقبلهم، وبالوقت نفسه تقطع الطريق من بدايته على مثل أولئك المجندين لخدمة ماتبقى من أطماع وأجندات أسقطها السوريون بشجاعتهم وصمودهم وبسالة قواتهم المسلحة، وخاصة أن أقنعتهم التي تلطوا وراءها وتمترسوا خلف رهانات أصحاب المال والنفط تشهد سقوطاً متلاحقاً لم تعد تفيد في محاولات إعادة الحياة إليه وانعاشه والمساعي الحقيقية التي يبذلونها بهدف التعطيل أو التأجيل أو تشويه مؤتمرجنيف2.‏

وحري بنا التذكير بأن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وقد اختارت مواجهة الإرهاب الذي دعمته وتدافع عنه دول بعضها يبحث له عن مكان على طاولة جنيف2.‏

إنما هي تؤكد حضورها على طاولة المؤتمر من دون شروط مسبقة، تجدأن الالتزام بجنيف2. يتطلب إيجاد صيغة تضع في مقدمة اعتباراتها محاربة الإرهاب ومنع تمويله وإلزام الدول والجماعات الساعية إليه العمل على إسقاط رهانات صانعيه، وإلا فإن عقدة المواعيد لمؤتمر جنيف2، ستبقى هي المستحكمة، وهي عقدة يجب حسمها لأنها الأشد إضراراً والأكثر خطراً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية