تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوسلو بعد عشرين عاماً .. ماذا حققت ؟

شؤون سياسية
الخميس 2-1-2014
بقلم: نواف أبو الهيجاء

أبرمت اتفاقية أوسلو في العاصمة الأمريكية بتاريخ 13 أيلول من عام 1993.واليوم بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على التوقيع عليها بشهادة موسكو وواشنطن وبتوقيع السيد محمود عباس عن الطرف الفلسطيني وشيمون بيريز عن الطرف الصهيوني ،

يجوز لنا أن نبحث في كل ماتم وما لم يتم إنفاذه منها في ضوء ما يجري من مفاوضات ثنائية برعاية الإدارة الأمريكية وإشرافها وبشخص وزير الخارجية جون كيري .‏

تقول الاتفاقية: إن هدف المفاوضات هو إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية والمجلس المنتخب ( أي المجلس التشريعي ) .وحددت الاتفاقية أن الفترة الانتقالية في الضفة الغربية والقطاع لاتتجاوز خمس سنوات حيث ستؤدي إلى مفاوضات الوضع الدائم على أرضية قراري مجلس الأمن 242 و 338 . والمرحلة الأولى تبدأ في 13 تشرين الأول من العام نفسه وفي غضون شهرين تنسحب قوات الاحتلال من الضفة والقطاع. أي إنه في مدة غايتها نهاية 1998 يجب أن تكون السلطة كاملة في الضفة الغربية باستثناء المسؤولية الأمنية التي ستكون مشتركة وفق ترتيبات خاصة بينهما .‏

أما مفاوضات الوضع النهائي كما جاء في المادة (5 ) من الفقرة الرابعة فتبدأ في (أقرب وقت ممكن ولكن بما لايتعدى ذلك بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية ).‏

كما تنص المادة ( 5 ) من الفقرة ذاتها أن من المفهوم أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا الباقية بما فيها ( القدس ، اللاجئون، المستوطنات ، الترتيبات الأمنية ، الحدود ، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين والمسائل ذات الاهتمام المشترك ).‏

نظرة إلى واقع المفاوضات اليوم وبعد مرور العشرين عاماً على أوسلو ترينا أن الموضوعات ذات البحث هي ذاتها ( القدس واللاجئون والحدود والأمن والمستوطنات ) . أي إن ما تم تنفيذه صهيونياً وبصورة عملية من اتفاقية أوسلو لم يتجاوز ( التعاون الأمني المشترك ) بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية ، وكما تم أخيراً إبرام اتفاق ثلاثي فلسطيني أردني (اسرائيلي) بشأن أنبوب الربط بين البحرين الأحمر والميت وهو ما كان ورد ذكره في اتفاقية أوسلو - من حيث إحياء ( البحر الميت ) والمشاريع المشتركة مع أطراف أخرى .‏

بحسبة بسيطة تقول النتائج إن اوسلو دفنت تماماً وكأنها لم تكن بدليل أن الاحتلال مازال كما هو في الضفة الغربية جميعها ودون استثناء المدن السبع التي قالت الاتفاقية في ملاحقها وبالذات ( أوسلو 2 - في 28 أيلول عام 1995) أنها ستكون بيد السلطة الفلسطينية . الاحتلال باق والعدو يهود والمستوطنات تتغول والأسرلة تطول الأقصى والقدس والاعتقالات وعمليات القتل مستمرة في المدن الفلسطينية كلها في الضفة الغربية . أما في القطاع فالعدو انسحب منها من طرف واحد وطوقها وأعاد نشر قواته بحيث يقطع عن القطاع كل سبل الحياة .‏

أما ما نصت عليه (أوسلو) من انسحاب القوات المحتلة من المدن الفلسطينية والقطاع والتي يجب أن تتم في مدة أقصاها نهاية عام 1998 فهي عملية لم تتم أيضاً .‏

وتمسكت حكومة الاحتلال بما جاء في اتفاقية أوسلو من أن الأمن الخارجي والعلاقات الخارجية والمستوطنات لن تكون من مهام الشرطة الفلسطينية.‏

وأن الأمن الداخلي فقط من مهام الشرطة الفلسطينية مع وجود لجنة مشتركة للتعاون .‏

انطوت عشرون سنة عبثاً فالاحتلال باق كما كان قبل وبعد إبرام أوسلو ( 1 ) وبعد إبرام (أوسلو 2 ).‏

واليوم تعود المفاوضات إلى نقطة الصفر أو إلى المربع الأول : الأمن والمستوطنات والحدود واللاجئون والأسرى والمياه والثروات والمعابر وما إلى ذلك من فقرات لها بداية ولا نهاية محددة . والفرق اليوم هو إغفال كل ما يتعلق بالقرارات الدولية على جورها من مثل 242\و 338 . فما يجري اليوم كان يجب أن يحدث قبل خمسة عشر عاماً في المدى الأقرب .. وليس على مشارف العام الحادي والعشرين من تاريخ إبرام اتفاقية أوسلو . ويستغرب المعنيون الفلسطينيون بعد هذا كله أن توصف المفاوضات بالعبثية .‏

Nawaf.m.abulhaija@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية