تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قبل أن يسبق السيف..... العذل

مجتمع
الخميس 2-1-2014
فاطمة حسين

رغم كل هذا التدمير والتخريب والقتل الذي غزا بلدنا الحبيب بكل وحشية من الخارج ومن الداخل وهذا ما يحز بنفس كل سوري شريف ....لا يزال بعضهم إلى الآن يعيشون بوهم خلقوه ..

وعاشوا بداخله ثلاث سنوات تقريبا وكل ما يفكرون إنهم يعيشون في نعيم هذه المجموعات المسلحة التي اتخذت من أماكن متعددة في مختلف مناطق الوطن أوكارا لها ...إلى الآن يحلمون بالعيش الرغيد التي كانت تصوره لهم تلك العصابات التكفيرية يأكلون عقولهم بأكاذيب وخيالات لا توجد إلا في رؤوسهم الفارغة وعقولهم السوداء بكل ما تحمله من أفكار و تعصب أعمى ...‏

هذا هو حال المواطن السوري المغلوب على أمره ومن الذين قبلوا العيش معهم في نفس المنطقة أو الحي ظنا منهم إنهم سيعيشون ألف ليلة وليلة في العديد من مناطق سورية ومابيت سحم إلا واحدة من من هذه المناطق التي حلم أهلها بالعيش الرغيد وخاصة من صدق كذب ودجل وخيانة هؤلاء المجرمين الذين لم يستيقظوا من حلمهم الوردي إلا بعد ان وصل السكين لذقونهم ..فأصبحوا يصبون لعناتهم على تلك العصابات المسلحة التي صدقوا وامنوا فيها كما غيرهم الكثير..‏

كان يصرخ بأعلى صوته ( كيلو الأرز في خارج هذه المنطقة قد يصل إلى مئتي ليرة سورية إلا عندنا فان المسلحين يبيعون الكيلو بألفي ليرة سورية لعنهم الله لقد موتونا من الجوع ولم تكن هي المادة الوحيدة التي يشتريها بغلاء فاحش فكان هناك الكثير من المواد الأساسية التي يستغلها المجرمون وعلى رأسها الخبز التي يبيعونها للناس بخمسمائة ليرة ..‏

هذه هي الحقيقة المرة كما رواها المواطنون في تلك المنطقة..فبعد أن صمموا على تسليم أنفسهم للسلطات المختصة حسب مرسوم العفو الرئاسي الأخير وبينما هم في طريقهم ...كان وابل من الرصاص قد بدا يسقط عليهم قتل البعض منهم وجرح آخرون وبينهم نساء وأطفال...هي مثال للمناطق التي يسيطر عليها المجرمون، فتلك العصابات تملك كل شيء وتقوم باستغلال الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة ... إنهم يستغلون الناس ...يسرقون ... يضعون يدهم على كل ما تقع عينهم عليه ويبدؤون ببيعه بأعلى الأسعار ...... ولكن السؤال الذي يلح في رأس كل مواطن سوري شريف ...أين كانت عقولهم حين قاموا بإدخال المسلحين وحمايتهم ..؟ أين كان الوعي الذي طالما تغنينا به نحن السوريين عندما قام الأغراب من كل أنحاء العالم وبتغطية من السعودية بتدمير وحرق واغتصاب وتخريب سورية ...‏

أين هذا الوعي عندما يصوب بندقيته إلى صدر الجندي السوري الذي يقوم بحماية كل السوريين (هو منا وفينا).... ماذا يريدون بعد كل هذا ؟...فعلوا كل ما يخطر بالبال من أقذر وأشنع الأفعال ..الم يرتووا بعد من دماء السوريين التي تسيل يوميا وفي كل لحظة من مدنيين وعسكريين .... استيقظوا أيها السوريون قبل أن يسبق السيف العذل وتنبهوا ..فانتم مازلتم ترفعون السيف في وجه إخوتكم وأبنائكم من السوريين ...توقفوا عن القتل والتدمير ..عن الذبح وسفك الدماء ...فسورية هي لنا جميعا ويجب علينا حمايتها بدل أن نساعد في القضاء عليها ...لتعود لنا بالخير العميم كما كانت قبل ثلاث سنوات خلت ...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية