تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البابا فرنسيس لمروجي الحروب: ارفعوا أيديكم عن السلاح و كفى حروباً.. واقتربوا من الآخرين بالغفران والمصالحة

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الخميس 2-1-2014
لمن يزرعون العنف والموت، ارفعوا ايديكم عن السلاح وتخلوا عنه، واقتربوا من الآخرين بالحوار والغفران والمصالحة.

كلمات وجهها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى المسؤولين عن ترويج الحروب على مستوى العالم داعياً اياهم إلى أن يستمعوا إلى «صرخة البشرية المتألمة»، وأن يضعوا حداً للحروب وأن يوقفوا انتهاكات حقوق الانسان.‏

البابا فرنسيس وفي رسالته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي السابع والاربعين للسلام الذي يصادف الاول من كانون الثاني من كل عام دعا لاعادة بناء العدالة والثقة والامل ولـيكتشفوا مجددا في من يعتبرونه عدوا... اخا لهم.‏

واختار البابا فرنسيس عنوان الاخوة.. الاساس والطريق للسلام لرسالته ليدعو عبر هذا العنوان الانساني إلى الاخوة بين ابناء الجنس البشري على اختلاف اقاليمهم وقومياتهم واديانهم والوانهم ومستوياتهم الاقتصادية والمعرفية معتبرا ان ذلك يشكل الطريق إلى تحقيق سلام البشرية جمعاء والتخفيف من معاناتها والامها والارتقاء بها اخلاقيا وماديا متمنيا حياة مليئة بالفرح والامل لكل رجل وامراة في هذا العالم.‏

وانتقد قداسة البابا الثقافة الراسمالية المعاصرة التي تتخذ من العولمة غطاء لها معتبرا ان هذه الثقافة تتميز بالفردانية والانانية والقيمة الاستهلاكية المادية التي تضعف الروابط الاجتماعية وتعزز ثقافة الاقصاء واحتقار الضعفاء.‏

وعبر البابا فرنسيس في رسالته التي وجهها لشعوب وحكومات العالم عن القلق من الاذى الكبير الذي يطول الحقوق البشرية الاساسية وخاصة حق الحياة وحق الحرية الدينية مشيرا إلى ان غياب قيمة الاخوة البشرية يتسبب بالكثير من الحروب والنزاعات المسلحة والحروب الاقتصادية التي تستخدم فيها ادوات مدمرة للحياة والعائلات والاعمال.‏

ودعا البابا فرنسيس إلى صياغة سياسات فاعلة تعزز مبدأ الاخوة وتضمن للاشخاص المتساوين في كرامتهم وحقوقهم الاساسية الحصول على رؤوس الاموال والخدمات والموارد التربوية والصحية والتكنولوجية كي يتاح لكل فرد التعبير عن مشروع حياته وتحقيقه مطالبا بذات الوقت بان تصاغ هذه السياسات بهدف التخفيف من التباين المفرط في المداخيل.‏

وارجع البابا فرنسيس سبب الازمة المالية والاقتصادية المعاصرة إلى بحث الانسان الجشع عن المادة و فقر العلاقات الشخصية والجماعية والبعد التدريجي عن القيم السماوية حيث بات الانسان مخلوقا استهلاكيا يسعى للربح بشكل يتخطى منطق الاقتصاد السليم معتبرا ان توالي الازمات الاقتصادية ينبغي ان يدفع لاعادة التفكير بنماذج النمو الاقتصادي وتبديل انماط الحياة واستعادة فضائل الحذر وضبط النفس والعدالة والقوة الداخلية واعادة اكتشاف الروابط الاخوية.‏

ووصف البابا فرنسيس الحروب التي تشهدها مناطق متعددة من العالم بانها جرح عميق يصيب البشرية معبرا عن تعاطفه وقربه الشخصي وقرب الكنيسة من كل اولئك الذين يعيشون في اراض تزرع فيها الاسلحة والدمار والرعب داعيا للصلاة على نية السلام وعودة الامن للجرحى والجياع والمهجرين واللاجئين والخائفين.‏

وحذر البابا فرنسيس من ان الحروب والصراعات المسلحة تخلق انقسامات عميقة وجراحا مؤلمة تحتاج إلى سنوات طويلة لتلتئم وتشكل عائقا امام بلوغ الاهداف الاقتصادية والاجتماعية العظيمة التي تطمح اليها المجموعة الدولية.‏

كما دعا البابا للحد من انتشار الاسلحة ونزع السلاح على المستوى الدولي بدءا بالسلاح النووي والكيميائي منبها إلى انه طالما بقيت هناك كميات كبيرة من الاسلحة قيد التداول فسيكون هناك دائما ذرائع للقيام باعمال عدائية.‏

وحث البابا فرنسيس على تكريس قيم الاخوة البشرية لبناء مستقبل البشرية المشترك مشيرا إلى ان قيم الاخوة تظهر في ابعاد ثلاثة تتمثل في الواجبات البشرية لتحقيق التضامن والعدالة الاجتماعية والمحبة الكونية بحيث تساعد الامم المتقدمة الامم الاقل تقدما وتتم اعادة بناء العلاقات الاجتماعية بشكل اكثر عدالة وان يصبح العالم مبنيا على القيم الانسانية بالنسبة للجميع.‏

واعتبر البابا ان السلام عمل تضامني ولذلك فان المحبة تشكل ركيزته الاساسية مطالبا باحترام الانسان لقيمته والا ينظر احد للاخر فردا كان ام مجموعة على انه مجرد اداة تستغل قدرتها على العمل... ثم تهمل عندما لا تعود تصلح للخدمة.‏

واشار البابا فرنسيس إلى ان غياب الاخوة يعد سببا رئيسيا للفقر اذ ان غياب العلاقات الوطيدة بين الشعوب والافراد يؤدي إلى نمو انواع من الاستياء والتهميش والوحدة واشكال متنوعة من التبعية المرضية.‏

وفي لفتة مميزة اعتبر البابا ان الاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية وحدها لا تكفي لحماية البشرية بل لا بد من ارتداد القلوب بما يسمح لكل شخص ان يرى الاخر اخا يعتني به ويعمل معه لبناء حياة افضل للجميع.‏

ودعا البابا إلى محاربة الجوع والفقر والفساد والجريمة وتجارة المخدرات والدعارة والاتجار بالبشر واستغلال المهاجرين وانتهاكات حقوق القاصرين والعبودية والتلوث البيئي والاستخدام غير المتوازن لموارد الطبيعة وتحسين الظروف التي يعيشها السجناء معتبرا ان كل ذلك من شأنه ان يمنع الاخوة التي تولد السلام عبر التوازن بين الحرية والعدالة والمسؤولية داعيا لبذل جهود اضافية في هذه المجالات.‏

وشدد البابا فرنسيس على الاهتمام بالقطاع الزراعي بشكل خاص كونه القطاع الانتاجي الاول المطالب بتنمية وحماية الموارد الطبيعية لاطعام البشرية متسائلا.. باي طريقة نستخدم موارد الارض حتى يبقى هناك هذا الجوع المخزي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية