تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في عيدها الذهبي.. السينما السورية اهتمام بالقضايا الوطنية والقومية..

ثقافة
السبت 22-3-2014
اعداد: عمار النعمة

من يتابع السينما السورية عبر سنواتها, يجد أنها قدمت إبداعات كثيرة إنتاجاً وتوزيعاً وعروضاً وندوات ومطبوعات ومهرجانات وفنانين لازالت أسماؤهم دامغة في الفن السوري..

فهي منذ البدايات اهتمت بالقضايا الوطنية والقومية وتطرقت لمواضيع حساسة وجوهرية وابتعدت عن كل ماهو استهلاكي وترفيهي, وبحثت وناقشت هموم الإنسان العربي بكافة جوانبها.. كما استقبلت فنانين عرباً لتكون الرائدة في الوطن العربي.‏

وبمناسبة العيد الذهبي لتأسيس المؤسسة العامة للسينما نحاول هنا تقديم صورة بانورامية عن السينما التي عرفتها سورية منذ العام 1908، في عروض سينمائية لرحالة أتراك في مدينة حلب، ثم كانت البداية المغامرة في ثلاثينيات القرن العشرين، مع مجموعة من المغامرين والمحبين لفن السينما، والذين أسسوا في سورية لهذا الفن وتلك الصناعة.‏

خطوة متقدمة ومنعطف كبير‏

ومن الإنجازات التي حققتها ثورة الثامن من آذار في مجال النهوض الثقافي، كان تأسيس المؤسسة العامة للسينما، وهي خطوة متقدمة ومنعطف كبير في مسيرة السينما السورية... ففي عام 1963، صدر عن المجلس الوطني لقيادة الثورة مرسوم تأسيسي للمؤسسة العامة للسينما هدفها النهوض بالصناعة السينمائية في الجمهورية العربية السورية. دعم الإنتاج السينمائي السليم في القطاع الخاص توجيه الإنتاج السينمائي في خدمة الثقافة والعلم والقضايا القومية...الخ.‏

بدأت المؤسسة بإنتاج العديد من الأفلام الروائية الطويلة الذي كان من جلّ اهتماماتها، نذكر بعضها: عام 1967 أنتج فيلم (سائق الشاحنة) الذي كتب قصته المحامي والكاتب نجاة قصاب حسن وأخرجه المخرج اليوغسلافي وقد مثل فيه عدد من الممثلين السوريين منهم: خالد تاجا وهالة شوكت وعبد اللطيف فتحي وثناء دبسي وغيرهم.. يروي الفيلم قصة شاب مكافح يعمل مساعدا لسائق شاحنة، ومن خلال قصته نرى الصراع الذي يحتدم بين سائقي الشاحنات المطالبين بزيادة الأجور من جهة وبين رب العمل من جهة أخرى.‏

فيلم (السكين) (1971) وقد أخرجه خالد حمادة عن قصة غسان كنفاني (ماتبقى لكم) وهو يعالج جانبا من القضية الفلسطينية بشكل غير مباشر. فيلم (الفهد) من إخراج نبيل المالح عن قصة بالاسم نفسه لحيدر حيدر وقد نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان دمشق الدولي لسينما الشباب عام 1972...‏

أيضاً من الأفلام الهامة في مرحلة السبعينيات نذكر فيلم (حبيبتي ياحب التوت) لمروان حداد عن رواية للكاتب أحمد داود وهو يدور حول شاب ريفي ينتقل بحكم عمله إلى المدينة لكنه لا يتحمل إغراءات المدينة فيتعرض للسقوط... فيلم (المصيدة) لوديع يوسف عن قصة وسيناريو علي عقلة عرسان ويتحدث عن شابة فقيرة تبحث عن عمل لتعيل نفسها وأمها المريضة فتتعرض خلال بحثها هذا لتجارب مريرة... وفيلم (بقايا صور) لنبيل المالح عن رواية حنا مينه وهو يقدم صورة بانورامية متنوعة عن حياة الفلاحين في نهاية العشرينيات من هذا القرن ومواجهاتهم المستمرة مع ممثلي الإقطاع...‏

جيل جديد‏

في بداية الثمانينات ظهر جيل جديد في السينما السورية... وقد كان لكل منهم بصمته الخاصة وأسلوبه المتميز, فكان منهم: سمير ذكرى - محمد ملص - عبد اللطيف عبد الحميد - ريمون بطرس- ماهر كدو... وآنذاك توالت الأفلام التي أنتجتها المؤسسة فكان فيلم (أحلام المدينة) عام 1984 وفيلم (نجوم النهار)1988 (ليالي ابن آوى)1989 (رسائل شفهية)1991 (صعود المطر)1995 (نسيم الروح) 1998 (قمران وزيتونة)2001 (مايطلبه المستمعون) 2003, (خارج التغطية) 2006, (أيام الضجر) 2008، (العاشق) 2012 ولاتزال المؤسسة العامة للسينما حتى يومنا هذا مواظبة ومخرجوها وكوادرها على تقديم أحدث الأفلام السينمائية, كما لاتزال ترصد إبداعات كبار كتّاب السينما العرب وتستقبلها في مجلتها الحياة السينمائية وفي سلسلة الفن السابع, وبالتأكيد هذه الكتابات والدراسات أغنت المكتبة العربية بالكثير من الفائدة للسينما ومتابعيها...‏

غدا دولياً..‏

أما التجربة الأكثر نضجا وثباتا التي قامت بها المؤسسة العامة للسينما، هي مهرجان دمشق السينمائي الذي انطلق عام 1979 ومازال مستمراً, وقد غدا دولياً منذ دورته الثانية عشرة وكان من أهدافه: تطوير السينما الوطنية العربية والنهوض بها - دعم اتجاه السينما الشابة الملتصقة بواقع الجماهير والمعبرة عن قضاياها وتطلعاتها الأساسية خلق علاقة متجددة مشتركة بين السينما والسينمائيين من جهة، والجمهور من جهة أخرى بناء جسور ثقافية وفكرية بين السينمائيين العرب، وبينهم وبين السينمائيين في بلدان العالم الثالث والعالم من جهة أخرى.‏

ويمكن القول إن هذا المهرجان قد نجح في وضع اسمه بين أفضل المهرجانات العربية.‏

ammaralnameh@hotmial.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية