تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جولة في المركز الطب النووي بدمشق...الوسطات ونقص الدواء والازدحام الشديد عناوين بارزة

مراسلون وتحقيقا ت
الاربعاء 19/1/ 2005م
تحقيق: سمر رقية

الازدحام والفوضى وانتظار رحمة الله وعناية المسؤولين عناوين بارزة لعمل مركز الطب النووي بدمشق,

ولأنه المركز الوحيد في سورية صار كل شيء فيه مبررا لدرجة أن الاجابات تأتيك جاهزة موجهة اللوم تارة الى المرضى وذويهم لعدم تمثلهم بالصبر وحسن الانتظار, وتارة على ضغط العمل الذي يواجه كادر المركز المحدود.‏

ولأننا لا نريد أن نشارك في الملامة لا بد من انصاف الجهود والخدمات الكثيرة التي يقدمها المركز لآلاف المواطنين, اضافة لكونه مركزا تعليميا وحيدا.‏

مشاهدتنا في المركز..وأسئلة كثيرة حول عمله, تجدونها معنا في تفاصيل التحقيق التالي:‏

مع المرضى والمراجعين‏

وسط حشود المواطنين والمراجعين الذين تجمعوا في أروقة المركز وعياداته التقينا عددا من هؤلاء, وكثير منهم رجونا عدم ذكر الاسم خوفا من أن يطول انتظارهم أكثر.‏

فإحدى السيدات أتت من ريف حلب لمعالجة طفلها البالغ من العمر سبع سنوات بعد أن نصحها أطباء حلب مراجعة مركز الطب النووي بدمشق,وهي الآن في المركز منذ أكثر من أسبوع وكل يوم تعاني من ذات المشكلة (الانتظار الممل والازدحام الخانق) رغم أنها تأتي باكرا لكن هذا لم ينفعها بشيء..!‏

السيد أ-م يراجع المركز منذ ثلاثة أشهر فقط لإجراء صورة لزوجته وتحتاج الى إبرة بقيمة 3500 ل.س ولأنه لا يملك ثمن هذه الابرة كان عليه مراجعة المركز وما زال في قائمة الانتظار رغم تحديد العديد من المواعيد له..!‏

السيدة ف-ع امرأة متوسطة العمر جاءت من السلمية وهي تنتظر دورها منذ أسبوع, واصفة التعامل مع المريض بأنه سيىء جدا, وتبدأ المعاملة السيئة من الممرضات ومزاجيتهن لتنتهي بالأطباء, وتتساءل هل لكونه المركز الوحيد في القطر لذا يتحكمون بالمرضى وبوقتهم دون النظر لحالتهم النفسية!!‏

في تلك الأثناء لفت نظري حالة طفل اسعافي حالته تبدو للعيان سيئة وتسير نحو الأسوأ, لكن لا بأس ما عليه إلا الانتظار..?!!.‏

مرافقة احدى المريضات تقول: النظافة هنا معدومة حيث لا تستطيعين المرور من أمام الحمامات إلا اذا وضعت يدك على أنفك بسبب قوة الروائح في ذلك المكان.‏

سيدة أخرى تندب حظها لأنه لو كان لديها واسطة لما انتظرت كل تلك المدة..!!.‏

هذا غيض من فيض ولو كنا بصدد سرد حالة كل مريض أو مراجع لاحتاج الأمر الى صفحات جرائد بأكملها.‏

مع الأطباء‏

للاطلاع على حال المركز ومعرفة رأي الأطباء حول ملاحظات المرضى قمت بزيارة ميدانية الى المركز‏

وكانت المحطة الأولى مع الدكتور مروان بشور رئيس قسم المعالجة الكيميائىة وعن واقع قسمه تحدث قائلا:‏

أول ما يأتينا المريض نقوم بفتح اضبارة له بمكتب القبول, وهذا بدوره يحولها الى العيادة المشتركة التي تمثل طبيبا من قسم الجراحة وطبيبا من قسم المعالجة الكيميائىة وطبيبا من قسم المعالجة الشعاعية.‏

وباتفاق هذه العيادة تقرر حالة المريض ونوعية معالجته.‏

والقسم يستقبل المرضى الذين يحتاجون للمعالجة ويقوم القسم بالمهام التالية(الحقن النهاري-الاستشارات-المعالجة الكيميائىة التي تستمر لعدة أيام) وقد تكون قبل العمل الجراحي وأحيانا قبل المعالجة الشعاعية, وأحيانا أخرى تتم المعالجة الكيميائىة بعد العمل الجراحي, لكن يبقى الدور الأول للأمراض الخبيثة هو للجراحة, وعندما نقوم بالمعالجة الكيميائىة لا يعني أبدا بأنها قد تكون المعالجة النهائية للمرض, وغالبا تأتي المعالجة الكيميائىة كمعالجة وقائية كأمراض الثدي مثلا من النكس, كذلك أورام الخصية وأورام المبيض الخبيثة تشفى بشكل تام اذا عولجت بالوقت المطلوب.‏

وعن سؤال حول شكوى المرضى من سوء معاملة الممرضات لهن قال: يأتي المريض ويحتج بأنه متعب, هل يأتي أحد الى المشفى دون مرض?!.‏

لكن في بعض الأحيان قد يفضل مريض عن آخر لفحصه سريريا وحالته الصحية تفرض ذلك, لكن بعض المرضى لايقدرون هذه الحالات.‏

ويقول متابعا: بالنسبة للممرضات, بصراحة ممرضات هذا القسم يعانون, لأن مريضنا يأتي بحالة نفسية سيئة ويتحدث للممرضة بأسلوب لا يخلو من الخشونة والقساوة,ونحن لدينا 10 ممرضات للحقن النهاري في قسم الرجال ويستقبلون يوميا بحدود 75 حالة مرضية, فهذا الضغط بالاضافة الى الأسلوب الذي يتعامل به أحيانا المريض مع الممرضة قد يدفعها ذلك الى التعامل بذات الأسلوب.‏

فالممرضة أولا وأخيرا انسان, لديها ظروفها ومشكلاتها وحياتها الخاصة فكما نتحمل نحن المرضى والمراجعين, أيضا عليهم تحملنا لتسير آلية العمل بالشكل المطلوب.‏

وبهذه المناسبة نطلب من الجهات المعنية المختصة زيادة عدد الممرضات والسكرتيرات الطبيات لأجل الدراسة السريرية لأن قسمنا يعاني من نقص الممرضات.‏

وعن سؤال عن سبب تزايد أعداد هذا المرض بشكل كبير?‏

تابع حديثه قائلا: يعود سبب تزايد هذا المرض من عام لآخر بالدرجة الأولى للوعي الصحي, فمواطننا سابقا عندما كانت تعترضه كتلة أورام كان يتجاهلها, أما الآن وبسبب زيادة الوعي الصحي والثقافي أصبح مريضنا يراجع طبيبه أو المركز الصحي بمجرد شعوره بالألم, وبرأيي (والرأي للدكتور مروان) من المفروض اجراء مراكز معاينة مستوصفات مجانية وكذلك مراكز للتصوير الشعاعي لتخفيف الازدحام بالمركز.‏

والمحطة الثانية كانت مع الدكتور ايهاب النقري- رئىس قسم الطبابة وطبيب في قسم الجراحة وعن عمله في القسم تحدث قائلا:‏

تستقبل العيادة المريض من خلال مقابلة خاصة تقوم بدراسة حال المريض بدءا من التحاليل والصور والاستشارات, وبمجرد قبوله في قسم الجراحة يتم استقباله في الطابق الرابع حيث توجد لدينا غرفتان للعمليات مجهزتان بكل ما يحتاجه العمل الجراحي, ويجري القسم عمليات بمعدل 10 عمليات اسبوعيا, كما صدرت تعليمات بجلب أجهزة أكثر تطورا والمشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي ضيق المكان.‏

وعن عملك كرئيس قسم الطبابة بماذا تحدثنا?.‏

الادارة وفرت الأدوية للعاملين وقسم الطبابة يستقبل المرضى العاملين وحسب الحالة تقرر الأدوية أو حسب استشاراتهم خارج المركز.‏

بالاضافة للوقاية الشعاعية يتم فحص المرضى العاملين في المركز بشكل دوري, ومعاناتنا كما ذكرت سابقا هي ضيق المكان ونتمنى اقامة مراكز أخرى في المحافظات لتخفيف الضغط الذي يعاني منه الطرفان المرضى والكادر الطبي.‏

مع رئيس المركز‏

أما المحطة الثالثة والأخيرة كانت مع الدكتور محي الدين السعودي رئيس مركز الطب النووي ولتوضيح الأمور قال:‏

أحدث مركز الطب النووي عام 1974 قبل هذا التاريخ كان هناك شعبة لمعالجة الأورام في مشفى المواساة لاقامة المرضى المصابين بالسرطان وكان مركز الطب النووي شعبة من احدى شعب المعالجة في المشفى, لكن بعد احداث مركز الطب النووي واشادة هذا المركز الصحي الكبير المكون من 6 طوابق و2 قبو بمساحة طابقية تعادل 4000 م2 واستيعابه بحدود 400 سرير وعندما افتتح المركز في عام 1974 كان المركز كبيرا على مرضاه, فقد كان عدد المراجعين سنويا لا يتجاوز 300 مريض, في ذلك الحين كانت هناك مشكلة لايجاد مكان لجراحة القلب, وبما أن البناء كان كبيرا جدا أعطي مركز جراحة القلب الطابق الأخير من هذا البناء لافتتاح مركز جراحة القلب المفتوح في جامعة دمشق, ومن ثم توسع مركز جراحة القلب وأعطي طابقا آخر ليصبح مركز جراحة القلب يشمل الطابق السادس والخامس من هذا البناء ومركز الطب النووي يشمل بقية الطوابق.‏

أما اذا أخذنا احصائيات 2004 فقد بلغ عدد مراجعي المركز حتى تاريخ 27/12/2004- 8643 مريضا جديدا.‏

وعن أسباب هذه الزيادة قال:‏

إن هذه الزيادة في عدد المراجعين تعود الى عدة عوامل منها الزيادة السكانية, فسورية في السبعين كان عدد سكانها بحدود 4 ملايين أما الآن أصبح عدد سكانها 17 مليون نسمة بالاضافة الى الوعي الطبي وانشاء المشافي الوطنية في كافة المحافظات, وهناك أسباب التلوث البيئي وكذلك عوامل التغذية واستعمال الهرمونات والعلف المركز في تسمين الدجاج والعجول, كذلك قد يكون للمنكهات والمصبغات المستخدمة في الأغذية المباعة في السوق لها الدور الأكبر.‏

ولما سألناه عن حالات الوفاة?‏

أكد د. محي الدين السعودي بأن نسبة وفيات المرض في سورية حتى الآن هي أقل النسب العالمية فنسبة الحدوث في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية 2.7% بينما في سورية هي 1%.‏

وبالرغم من كل المعالجات المتاحة للسرطان سواء أكانت جراحية أم شعاعية أم كيميائىة فإن الشفاء يحصل في ثلث الحالات والثلث بعد شفائه ينكس أو ينتقل الى أحشاء أخرى والثلث الأخير تحصل فيه الوفاة.‏

وعن الكادر الطبي الموجود في المركز يقول الدكتور السعودي:‏

إن عدد الأطباء الاختصاصيين العاملين في مركز الطب النووي مع الأساتذة المندوبين للعمل في المركز جزئيا أو كليا بلغ 40 طبيبا اختصاصيا.‏

هؤلاء الأطباء الغالبية العظمى منهم أجروا دراسة معمقة في معالجة السرطان سواء جراحيا أو اشعاعيا أو كيميائيا خارج سورية في دول أوروبية مختلفة.‏

وهم يقومون بالعمل تحت ضغط كبير من عدد المراجعين, فالطبيب في عيادته في المركز يستقبل بحدود 30-100 مريض يوميا وأحيانا أكثر, مع العلم أننا أحدثنا في المركز بحدود 12 عيادة تخصصية للتخفيف من الضغط الواقع على الطرفين- الأطباء من جهة والمرضى من جهة أخرى.‏

حيث يراجع المركز يوميا بما يقارب 1500 مواطن ولقد بلغ عدد المراجعين للمركز لأمر طبي أو لآخر في عام 2004/ 847.588 مراجعا.‏

وعن تأهيل هذا الكادر يؤكد أن:‏

المركز يتبع لوزارة التعليم العالي وهناك اتصال دائم مع وزير التعليم العالي ورئىس مجلس ادارة الطب النووي لتأمين الكوادر المؤهلة إما محليا أو الموفدة الى الدول الأوروبية. وبالمناسبة أنوه بأن لدينا اتفاقية تعاون علمي مع معهد كوري في باريس, هذا المعهد الذي يعد من أعرق مراكز معالجة الأورام في العالم, تربطنا به اتفاقية تعاون مستمرة منذ أكثر من خمس وعشرين عاما, وهذا المعهد يوافق دوما على تدريب كوادرنا المختلفة سواء أكانت أطباء أم فنيين أم فيزيائيين, والكثير من الكوادر الفنية العاملة في المركز قد تلقت تدريبها في المعهد.‏

أما الأطباء الاختصاصيين فالفرص كثيرة لمشاركتهم بالمؤتمرات العلمية المحلية أو الاقليمية أو العالمية ومعظمهم يشارك في مؤتمرات علمية عالمية سنويا مرة أو مرتين.‏

ليس كل مراجع مريض‏

يستقبل المركز كافة أنماط الأورام ومن أهم التوضعات الورمية التي تراجع المركز بالدرجة الأولى حالات الثدي عند المرأة, هذا التوضع من أكثر الحالات المرضية في المركز, بعدها تأتي أورام الرأس والعنق أي الحنجرة وجوف الفم, بعد ذلك يأتي ورم الرئة بالنسبة للرجال, وعنق الرحم بالنسبة للنساء, وهناك توضعات تسمى (اللمفاوات) وهي اصابة سرطانية في العقد اللمفاوية, بالاضافة الى أورام الجملة العصبية الدماغ خاصة وأورام الأنسجة الرخوة والعظام كلها من الحالات التي تصادف المركز.‏

رأي د. محي الدين السعودي حول الملاحظات التالية:‏

د. السـعودي : تلقينا وعودا بإحداث مراكز متخصصة‏

في المحافظات والمشكلات يسببها ضغط العمل.‏

الازدحام في المركز..!‏

ناتج عن صغر حجم المركز حاليا, وعدم وجود القاعات الكبيرة لاستقبال المرضى بالشكل اللائق.‏

ونحن قد تمنينا من الجهات المختصة احداث مركز يسمى المركز الجامعي للأورام لأن تسميته الحالية مركز الطب النووي تسبب لنا إرباكا كبيرا في استيراد الأجهزة وقطع الغيار فإذا ما ترجم اسمه الى اللغات اللاتينية فقد ينظر له بأنه مركزا للمفاعلات الذرية ويستخدم للأغراض النووية.‏

وكنا قد طلبنا من السيد وزير التعليم العالي اعداد اقتراح أو مرسوم لتغيير اسم هذا المركز وتسميته بمشفى الأورام الجامعي فهو الأفضل.‏

كما تمنينا ايضا من الجهات صاحبة الشأن ومن السيد وزير التعليم العالي الموافقة على انشاء مركز جامعي أو مشفى الأورام الجامعي في أطراف مدينة دمشق وأوائل محافظة ريف دمشق, وقد أقرت الجهات المسؤولة هذه الفكرة ورصد لنا مبلغ بقيمة خمسة ملايين ل.س للدراسات الهندسية علما أننا وعدنا بأن نسلم أرضا مناسبة لانشاء هذا المبنى وتمنينا أن تكون هذه القطعة في مكان لائق يظهر ما تقدمه الجهات المعنية للبلد.‏

وأن يكون في مكان مغمور وغير مرئي بالنسبة للزائرين لسورية, فوزير التعليم العالي في حينه لم يسلم لنا الموقع المناسب لانشاء هذا المشفى, ومن ثم دخلت افكار أخرى حول امكانية استغلال المشفى المركزي العمالي وتحويله الى المشفى الجامعي للأورام, وحتى الآن السيد وزير التعليم العالي يتابع هذا الموضوع مع السيد رئىس مجلس الوزراء والوزارات المختصة لأجل امكانية استغلال المشفى المركزي العمالي وتحويله لمصلحة وزارة التعليم العالي ومن ثم تسميته بمشفى الأورام الجامعي, هذا المشفى المنشأ على محور اوتتستراد حلب في منطقة حرستا.‏

وسألنا الدكتور رئيس المركز:‏

وفي حال منح لكم المشفى العمالي هل هناك حاجة لانشاء مركز جديد? فقال: في حال منحنا المشفى العمالي ليس هناك حاجة لصرف مليارات الليرات السورية لانشاء مركز جديد للأورام,بل يمكننا استغلال هذا المشفى الذي يحتوي حوالي 540 سريرا.‏

علما أن الجهات المعنية تفكر حاليا بتخفيف النفقات وأجور النقل والاقامة في دمشق بالنسبة لمرضى المحافظات بانشاء مراكز أخرى لمعالجة الأورام في سورية, فهناك مشروع حاليا قيد الانشاء في محافظة حلب, ومشاريع أخرى في محافظات اللاذقية وحمص والحسكة, كما إننا قمنا منذ سنوات بإنشاء نويات لمعالجة الأورام في مشافي المحافظات أي المعالجة الكيميائىة حصرا بالأدوية الكيميائىة, وهذه المعالجة لا تحتاج الى المشفى أو تجهيزات بل يمكن أن تعطى في أي مشفى, أنشأنا هذه النويات في كل من حمص وحلب واللاذقية ودير الزور وبهذه الحال لا داع لقدوم المريض الى دمشق إلا لوضع خطة المعالجة بالتشاور مع الزملاء في المحافظات.‏

وحول موضوع النظافة قال رئيس المركز:‏

أجرى المركز عقدا للتنظيف مع متعهد وهو يقوم بالتنظيف على مدار 24 ساعة لكن المواطن نفسه يجب أن يكون واعيا, وليس كل من يستخدم الحمامات واعيا لنظافتها, والمركز مزود بالعديد من الحمامات في مناطق تواجد المرضى, أما في غرف المرضى ففي كل غرفة هناك حمام خاص بها لكن للأسف بعض المرضى غير مكترثين بالنظافة الشخصية واستخدام المرافق العامة.‏

وسألناه عن نقص الأدوية في المركز فقال:‏

نقص الأدوية واستيرادها مشكلة عويصة, فقد حظي مركز الطب النووي ومعالجة الأورام في سورية بالدعم المادي والمعنوي, إن ميزانية مركز الطب النووي لشراء الدواء السرطاني كانت لعام 2001-175 مليون ليرة بينما بلغت العام الماضي 6.15 ملايين ليرة.‏

أما الدواء فنحن نستجره من شركة فارمكس سابقا المناط بها استيراد الدواء من الدول المختلفة, وحاليا شركة التجارة الخارجية, فنحن نقدم لها قوائم بالأدوية وكمياتها الضرورية لمركز الطب النووي ولاستهلاك سورية عموما, وهذه الشركة هي المناط بها تأمين استيراد هذه الأدوية, وإدخالها الى الأراضي السورية أحيانا يكون هناك تأخير في استيرادها من قبل الشركة نفسها, وأحيانا قد يكون القطع الأجنبي اللازم لتأمين هذه الأدوية غير كاف بالشكل المطلوب فهناك بعض المشكلات التي تعترضنا لكنها تكون خارجة عن ارادتنا ونحن حاليا نشتري عموم الأدوية الحديثة, فهناك أدوية رخيصة الثمن بحدود 5000 ل.س والمريض على الأقل يجب أن يتلقى 6 جرعات لكن هناك بعض التوضعات الورمية تحتاج الى جرعات شهرية ثمن الجرعة الواحدة 128 ألف ل.س.‏

فالمريض تنفق عليه الدولة السورية بحدود 2 مليون ل.س, وفي حين أكد العديد من المرضى وذويهم أن القبول في المركز يتم عن طريق الواسطات وغيرها, قال الدكتور السعودي:‏

مريضنا له الحق في الحصول على كافة المعالجات الجراحية والشعاعية والكيميائىة دون أن يقدم لنا أي واسطة, فالدواء اذا كان متوفرا في صيدلية المركز يصرف للمريض دون الرجوع لمن يتوسط له, لكن في حال عدم توفر الدواء فنحن كإدارة وضعنا لجنة علمية تجتمع أسبوعيا عدة مرات لدراسة الدواء الموصوف من قبل الزميل الاختصاصي في المركز, ومهمة هذه اللجنة تدقيق صحة البروتوكول العلاجي الذي يصفه الاختصاصي للمريض, فإذا كان وصفه بالشكل المناسب يقرر صرفه للمواطنين دون أي مشكلة.‏

لكن اذا كان هناك تجاوز من قبل الطبيب الاختصاصي عن البروتوكول المعتمد في المركز يرفض صرف الدواء للمريض ويحول الى دواء آخر فبهذه العملية قد يشعر أو يفسر المريض حيال هذا التصرف بأن هناك واسطة في الموضوع.‏

إهمال المرضى من قبل الممرضات والأطباء?.‏

¯ ¯ لدينا في المركز /150/ممرضة وللأسف أنا لا أستطيع أن أدخل بتربية كل ممرضة وأن أحثها على العمل, طبعاً وظيفة الإدارة محاسبة المسيىء ومكافأة الجيد لكن ضغط العمل له الدور الكبير, فعندما يكون عند الممرضة عدد كبير من المرضى قد يصدر منها بعض التصرفات غير المناسبة, كذلك الأمر بالنسبة للطبيب الاختصاصي المتواجد في عيادته في المركز يعاين يومياً من (50-100) مريض.‏

فكيف لي أن أضبط سلوكه في حالات الضغط النفسي التي يتعرض لها الطبيب, للأسف هناك العديد من عادات النظام, لحد الآن مريضنا لم يعتاد عليها, فرغم وجود قاعة للانتظار وكل مريض يحمل بطاقة باسمه ويذاع اسمه أثناء المعاينة, لكن إذا نزلنا الآن إلى العيادات نراهم مكدسين فوق بعضم البعض كما الحال في بعض المشاهد التي نراها على أبواب المؤسسات الاستهلاكية أحياناً وأنا لا أرى سبباً لذلك إلا عدم معرفتنا بالنظام والتقيد به.‏

وقد يكون مريضنا يعيش بنعمة وهو لا يعلم ويكفي لمعرفة ذلك أن ينظر إلى الدول المجاورة في لبنان مثلاً المعالجة الشعاعية للمريض تكلف /3000/دولار, والجرعة الكيميائية تكلف المريض /2000/ دولار أما مريضنا فتعطى له مجاناً ورغم ذلك لا نحصل منه إلا الشكوى والتذمر..!‏

وأخيراً‏

بما أن هذا المركز هو المركز الوحيد في القطر ويستقطب أعداداً هائلة ومن كل الأعمار ومن كل أنواع الإصابات ويقدم خدمات لا بأس بها هل ستحقق الوعود بإحداث مراكز جديدة في أكثر من محافظة كما علمنا? لتخفيف الضغط المترتب على المرضى من جهة وعلى المركز من جهة أخرى, وإذا كانت النوايا جادة في هذه الخطوة.. فكم سيحتاج ذلك من الزمن وكم سيطول تحقيق هذه المطالب..‏

أم ستبقى هذه المفردات - الواسطات - نقص الأدوية - سوء معاملة المريض - انعدام النظافة سيدة الموقف?!.‏

د. بشـور : المطلوب مراكز للتصويرالشعاعي لتخفيف الازدحام‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية