تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فرحة العيد لدى أبناء و بنات أنبل من في الدنيا

مجتمع
الاربعاء 19/1/ 2005م
فؤاد مسعد

في أماكن عديدة من العالم لايزال يوم العيد بالنسبة للأطفال هو يوم عادي شأنه شأن أي يوم آخر فالشعور تبلد تحت وطأة الجوع والفرحة وئِدت تحت سندان الفقر والعوز ,

‏‏

وضمن هذه الأجواء يأتي عيد الطفل من جديد والكثير من الأطفال يعانون البؤس والتشرد والألم لا بل إن قائمة الحقوق التي ينبغي أن يتمتعوا بها لا تزال في العديد من أصقاع العالم مجرد حبر على ورق ولا أدل على ذلك من أطفال يرزحون تحت وطأة الاحتلال باتوا هدفاً لرصاص الجنود الإسرائيليين في فلسطين وللصواريخ والقنابل في العراق . ولكن على الرغم من كل ذلك يبقى للعيد موقعه في القلوب فهو خيط أمل لغدٍ أفضل .. ويبقى عيد الطفل العالمي صرخة في وجه كل شكل من أشكال القهر أو المعاناة التي يمكن لطفل أن يتعرض لها . ما يدفعنا للتمسك به لعل رقعة الاحتفال به. تتسع يوماً بعد آخر قولاً وفعلاً في كل مكان .‏‏

ويبقى هذا العيد مناسبة للبهجة , ولكن هل لأحد أن يشعر بالبهجة حقاً بمعزل عن أصحاب العيد الحقيقيين , ضمن هذا الإطار توجهنا إلى هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء فهناك للأعياد بشكل عام طعم خاص لأن الكل يسعى لإسعاد الكل ويتم تجنيد جميع المستلزمات وإجراء التدريبات للأطفال تمهيداً لقدوم العيد كي لا يمر كأنه أي يوم عادي آخر وإنما له بهجته فيترك ذكرى ما في وجدان الطفل ويحفر في ذاكرته عميقاً , وعادة الاحتفال في الأعياد يكون قبل يوم العيد لأنه في اليوم ذاته سيكون الأطفال عند أهاليهم وذويهم . ولكن كيف يحتفل الأطفال هناك بالأعياد ? وكيف يعبر ابن الشهيد عن فرحة العيد ? وكيف يفكر بالأطفال الآخرين اخوته في العراق وفلسطين في يوم عيدهم (عيد الطفل)?..‏‏

‏‏

(الثورة) رصدت ما يعتلج في صدور أبناء وبنات الشهداء من مشاعر وأمنيات إضافة إلى إلقاء الضوء عما يعيشونه من أجواء العيد , ومما أجمع عليه أبناء الشهداء أنهم يعيشون فرحة العيد ويمارسون خلاله هواياتهم ويلعبون مع أصدقائهم ويتوجون هذه الفرحة بلقاء أهاليهم , إنهم يحبون العيد لأنه يزرع الفرح في القلوب , وفي هذه المناسبة توجهوا إلى أطفال العالم بالقول) اعملوا بجد ونشاط لتحقيق طموحاتكم في بناء مستقبلكم لأنكم رجال المستقبل .. نتمنى أن تتحرر الأرض وتعود البسمة التي اغتالها الغاصبون إلى وجوه الأطفال هناك من جديد.‏‏

رعاية يتمناها أي طفل‏‏

تقول لبنى مسعود (الصف الخامس): نتلقى في المدرسة رعاية يتمناها أي طفل آخر , وفي العيد الماضي (رأس السنة) قامت ماما شهيرة فلوح والرفيقات والمدرسات بتزيين المسرح استعداداً لقدوم العيد حيث أتى بابا نويل ولعبنا معه , كما أتت فرقة الفريدوم فغنت وزرعت في قلوبنا السعادة, ولكن بشكل عام نحتفل في مختلف الأعياد ونقيم أعياد عيد ميلاد لأصدقائنا في المدرسة ونبتهج في عيدهم ونشعرهم بمقدار محبتنا الحقيقية لهم . وتضيف لبنى : أتمنى لأطفال فلسطين أن تتحرر أرضهم كي يشعروا بالسعادة ويذوقوا طعم العيد وأرضهم محررة ويأتي بابا نويل إليهم كما فعل معنا, وكم أتمنى أن يذهبوا للمدرسة ويتعلموا مثلنا .‏‏

فاطمة الآغا (الصف السابع): في المدرسة يفعلون كل ما بوسعهم لنفرح ويغمروننا بالحنان والعطف ليعوضونا حنان الأم فينظمون لنا رحلات ,فمن لا يذهب إلى أهله في اليوم المخصص تأخذوه المدرسة في جولة أو رحلة قريبة, ونحن هنا كأننا أسرة واحدة.‏‏

أما عهد أسبر (الصف الثالث) فيقول : أتمنى أن تعود فلسطين لكي ينعم الأطفال فيها بما ننعم به نحن حتى يعيدوا في الأعياد ويعرفوا معنى الطفولة التي حرموا منها ويشعروا بالفرح الذي انقلب إلى غصة بسبب الاحتلال . فالطفل له معنى كبير في الحياة وينبغي أن يدرس ويلعب وأن يجد من يهتم به ويحيا بشكل صحي ولكن للأسف لا يستطيع الأطفال كلهم أن يعيشوا معنى العيد .‏‏

دعوة لتذكر الأطفال المحرومين‏‏

بيان تلو (صف خامس) قالت : أدعو كل الأطفال في مناسبة عيد الطفل لأن يتذكروا أن هناك أطفالاً محرومين فقراء ومرضى ومشلولين أو عاجزين ينبغي أن نمد لهم يد المساعدة ونحبهم .. أما فيما أقوم به فترة الأعياد فإنني أزور منزل جدي ولكن قبل ذهابنا إلى بيوت أهلنا نحتفل بالعيد في المدرسة ونتدرب على مجموعة من الفقرات والأغاني والرقصات لنقدمها على المسرح ومما قدمناه في العيد الماضي أغنية (يا عصفورة) .‏‏

وتقول مها بركات (الصف السابع): نحن الأطفال نبني المجتمع ولكل منا طموحات وأحلام نسعى لتحقيقها ونعمل لتجسيد ذلك على أرض الواقع , وفي المدرسة هنا يسعون بكل جهد ليزرعوا في قلوبنا السعادة لنحس بفرحة العيد كما نمارس هواياتنا التي نرغب وهناك أنشطة لتقوية الذهن والجسم معاً , ولا بد لي في مناسبة عيد الطفل وقدوم عيد الأضحى القول بينما نشعر نحن بفرحة العيد هناك أطفال أخوة لنا في العراق وفلسطين محرومون من كل حقوقهم وليس من العيد فقط لا بل إنهم يعيدون على أصوات المدافع ومناظر الدماء .. علينا أن نفكر بهم وندعو الله أن تتغير الحال بالنسبة لهم في الأعياد القادمة .‏‏

الطفولة عيد للبراءة‏‏

باسل أمين بركات (الصف السادس) قال: أجمل ما في العيد فرحة الأم عندما ترى ابنها وهو سعيد وأجمل ما في عيد الطفل أنه عيد للبراءة .. هذه البراءة التي بات العالم يفتقدها ويحول الابتسامة إلى دمعة في عيون كل أم طفل أرضه محتلة .‏‏

أما عبد القادر اسماعيل ومحمود فضل وعدنان محمود زين الدين (الصف الرابع): نتمنى أن تتحرر الأرض المحتلة لأن العيد لا يكتمل إلا إن عيّده الأطفال كلهم بفرح والفرح سيكون مفقوداً في ظل الاحتلال . بينما رأى عبادة معتوق (الصف السادس) أن الأطفال ينبغي أن يشعروا بالسعادة في عيد الطفل فهو عيد المحبة والوئام .‏‏

وعبرت كل من رهام إبراهيم (الصف الثاني) وبتول إبراهيم (الصف الأول) عن فرحتهما بالعيد وتذكرتا كيف يتم الاحتفال عادة وأن بابا نويل قد أتى إليهما وأعطاهما الهدايا والثياب الجديدة في عيد رأس السنة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية