تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تواصل الترحيب الروسي بزيارة الرئيس الأسد: حدث نوعي ينطوي على أهمية دولية.. وعلاقاتنا تستند إلى أساس متين... لا سلام في المنطقة ما دام الجولان محتلاً والعدوان الإسرائيلي مستمراً

دمشق
سانا - الثورة
صفحة أولى
الاربعاء 19/1/ 2005م
واصلت الأوساط الروسية التعبير عن ترحيبها بزيارة الدولة التي سيقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى روسيا مؤكدة أنها تمثل حدثاً نوعياً ينطوي على أهمية دولية, ومشيرة إلى أن العلاقات الروسية - السورية تستند إلى أساس متين ورغبة مشتركة في تطويرها وتعزيزها في جميع المجالات.

وأكدت هذه الأوساط أنه لا يمكن تجاهل دور سورية المحوري في المنطقة وأنه لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل فيها ما دام الجولان السوري محتلاً وطالما استمر العدوان الإسرائيلي.‏

كما عبرت الأوساط الروسية عن استيائها من ازدواجية المعايير وسياسة الضغوطات التي تمارس ضد سورية في محاولة يائسة لحملها على التراجع عن مواقفها القومية والوطنية المتمسكة بالأرض والحقوق.‏

فقد رحب السيد غينادي زوغانوف رئيس الحزب الشيوعي الروسي ورئيس كتلة النواب الشيوعيين في مجلس الدوما بزيارة الدولة التي سيقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى روسيا وقال إنه استقبل بمشاعر السرور والارتياح نبأ هذه الزيارة مؤكداً أنها تشكل حدثاً مهماً ليس في العلاقات السورية - الروسية فحسب بل وتنطوي على أهمية دولية كبيرة في الظروف الراهنة.‏

وقال زوغانوف في حديث للوكالة العربية السورية للأنباء /سانا/ أمس إن علاقات الصداقة التي تربط بين شعبي روسيا وسورية تستند إلى أساس متين مؤكداً أنه توجد لدى البلدين قدرات كامنة كبيرة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما مشيراً إلى استعداد الكثير من المؤسسات والشركات الروسية في المركز والأقاليم لأوسع تعاون مع الشركاء السوريين بالاعتماد على الخبرة الغنية المتراكمة خلال العقود الماضية.‏

وأضاف رئيس الحزب الشيوعي الروسي أن للسياسة السورية مصداقية في البعدين الاقليمي والدولي وهي تنتهج سياسة خارجية مستقلة وثابتة وتعمل على تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة.‏

وقال زوغانوف إنه من الواضح للجميع أن السلام لا يمكن أن يعم الشرق الأوسط ما دام الجولان السوري يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي كما لا يمكن التكلم عن عملية سلمية طالما بقي خطر العدوان الإسرائيلي مخيماً على جنوب لبنان في أي لحظة ولا يمكن أيضاً تحقيق سلام شامل في المنطقة بدون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.‏

وقال زوغانوف إن روسيا تملك كل ما يلزم كي تسهم بقسط وافر في قضية إحراز سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط ينص بطبيعة الحال على إعادة الجولان إلى سورية.‏

وفيما يتعلق بالوضع في العراق أشار رئيس الحزب الشيوعي الروسي إلى أن مجريات الأحداث المرتبطة به تدل على أن الولايات المتحدة لم تفلح في إحراز الأهداف التي كانت تتوخاها من وراء احتلال العراق.‏

وقال إن الضغوطات ضد سورية تثير الاستياء والامتعاض وهي ناجمة عن تمسك سورية بعدالة قضاياها ومواقفها المبدئية من عملية السلام في الشرق الأوسط ومن القضية الفلسطينية.‏

وأكد زوغانوف أن الشعب الروسي يرحب بجميع الخطوات الرامية إلى إشاعة الاستقرار في أي منطقة من مناطق العالم وعلى الأخص في الشرق الأوسط مشيراً إلى وجوب تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية التي لا وجود لها لدى أي دولة عربية وفي الوقت ذاته لا يعتبر سراً على أحد أن إسرائيل تملك أسلحة نووية لا تتستر عليها وفي هذه الحالة نجد أمامنا مظهراً جلياً لازدواجية المعايير.‏

وبالتالي ينبغي على جميع المدافعين الفعليين عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط من حكومات وبرلمانات وأحزاب سياسية ومنظمات وحركات اجتماعية جماهيرية في العالم أن يدعموا سعي البلدان العربية ورغبتها الفعلية في السلام وأن يرغموا حكام إسرائيل للانصياع للإرادة الدولية.‏

ومن جهته وصف فلاديمير دانتسوف رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية زيارة الرئيس الأسد إلى روسيا الاتحادية بانها حدث نوعي في تطور العلاقات بين روسيا الاتحادية وسورية.‏

وأضاف دانتسوف في مقابلة مماثلة أن زيارة الرئيس الأسد ستسهم في تعميق الحوار إلى حد كبير بين موسكو ودمشق ومناقشة الخطوات المشتركة الهادفة إلى تفعيل الجهود لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي واستئناف عملية السلام على المسار السوري - اللبناني وتابع دانتسوف بأن موسكو متمسكة بموقفها الثابت الذي أكدته مراراً على أعلى المستويات والذي يتلخص في أنه لا يمكن إحلال السلام في الشرق الأوسط إلا بشرط انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.‏

وقال إن السلام لن يكون وطيداً إلا إذا كان عادلاً وشاملاً وأنه مستحيل إذا جرى تجاهل دور سورية واستعادة الجولان المحتل.‏

واعتبر الباحث الروسي أنه ينبغي التوصل إلى السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وإنهاء احتلال العراق وسحب القوات الأجنبية منه ووقف التدخل الأجنبي السافر في شؤون بلدان المنطقة وأنه بدون ذلك لا يمكن أن تخرج إلى حيز التطبيق العملي أفكار تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية وضمان استقرار وازدهار شعوبه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية