|
رؤية دار الحديث حول تعدد الأصوات الإبداعية عند بعض الكتّاب , كأن يكتب أحدهم في القصة والرواية والمسرح , وأحياناً في الشعر والنقد أيضاً , وكان محاوري لايرى بأساً من أن يكتب المبدع ما يشاء من أنواع الأدب , طالما أنه يجد فيما يكتبه قيمة يمكن تقديمها للقارىء . من جهتي رأيت الأمر خلاف ذلك , فالأسماء التي نجحت في هذا التنوع الإبداعي , يجب النظر إليها من خلال شرطها التاريخي , والتقلبات التي شهدتها الحركة الثقافية في سورية, والأهم من ذلك الفهم الذي انطلقت منه . ولهذا فقد حاولت اقناع محاوري ,بأن متطلبات الواقع الابداعي حالياً , وفي ظل الدعوات نحو التخصص والمعمول بها في مناحي الحياة كافة , تدفعنا إلى التأكيد بأن التخصص في الأدب يتوافق مع هذا الواقع , بل هو جزء لايتجزأ من وعيه وآلياته , لأن ذلك يساعد المبدع في تقديم نماذج فنية استثنائية تسعى إلى التآلف مع ما حولها من نصوص , إن لم نقل تجاوزها . فمن المعروف أن القاص يسعى عادة إلى قراءة ما أمكنه من النتاج القصصي محلياً وعربياً وعالمياً , وكذلك الأمر عند الروائي والمسرحي والشاعر و الناقد , ولكن من الصعب أن يستطيع أيّ كاتب متابعة كل هذه الأنواع الإبداعية بما يكفي للاطلاع علي آخر ما توصلت إليه المخيلة , وبالتالي معرفة قيمة ما يكتبه , وما قد استطاع إضافته أو تجاوزه , وهو أمر في غاية الصعوبة , وليس بمقدور أحد تحقيقه . |
|