|
ثقافة يذكرأن جورج بهجوري من الاقلية المبدعة التي اعطت الصحافة المصرية ومنذ عقود انطلاقة رائدة ومميزة من خلال رسوماته الكاريكاتورية الزاخرة بالاحساس والعطاء المتجدد وهو من مواليد العام 1935 درس الفن في مصر وتابع تخصصه الفني في باريس عاصمة عواصم الفن الحديث وفي هذا الاطار يقول:(ولدت مرتين مرة في مصر ومرة في باريس). وتتميز لوحاته المعروضة بنفحة تعبيرية وتكعيبية وايقونية مستمدة في الاساس من النحت المصري القديم ويشار في هذا السياق ان اطروحته في السوربون حملت عنوان (الرسوم المصرية في لوحات بيكاسو)وهويتهم ومنذ سنوات طويلة في أعماله التصويرية والنحتية برسم الايقونة الحديثة ويحتوي المعرض على بعض روائعه في هذا المجال. وعلى الرغم من انه يكرر الموضوع الواحد (موضوع العازفين على سبيل المثال) فهو يمتلك القدرة على ادخال التأليف الفني المتجدد والمبني في بعض الاحيان على هيكلية الهندسة الفراغية. هكذا يبدو متعاطفاً مع الاتجاه التكعيبي في الرسم الايقوني الحديث رغم انه في لوحات اخرى يترك البناء التكعيبي الهندسي تدريجياً ليرتبط بمناخ فني عفوي أكثر اقتراباً من الاجواء التعبيرية والرمزية ويتضمن المعرض بعض اعماله في مجال رسم الوجوه المبسطة والمختزلة ضمن نزعة صوفية وروحانية وقريبة ايضاً من الاجواء الكنسية والايقونية. وعلى هذا يريد البهجوري التعبير عن احساسه الروحاني باضفاء المزيد من الحس الايقوني على اعماله التشكيلية ونلمس في لوحاته المختلفة خلاصة بحثه الجمالي والتقني الذي يستخدم فيه طريقة الالصاق او ما يعرف (بالكولاج). فهو يقدم لوحات فنية مميزة تعرف كيف تستفيد من الاطلاع على تجارب الفنون العالمية في خطوات دمج السطوح والتكاوين الهندسية واللمسات العفوية والخطوط التلقائية القوية التي تحرك الاشكال وتحورها وتفككها وتعيد تركيبها لصالح مقاصد فنية وتعبيرية لها ارتباطاتها احيانا بالحس الكاريكاتوري الساخر,وبالقلق الانساني المتصاعد في ازمنة الحروب والمجازر والويلات المتواصلة دون نهاية. كل ما قلناه ينطبق على لوحات المعرض المشغولة بالزيت والاكريليك والالصاق واللوحات المنفذة بالخيوط الملونة والتي يستعين في تنفيذها ببعض الحرفيين المختصصين لا تخرج عن خطة الاسلوبي وان اختلفت من الناحية التقنية فاللوحة المرسومة بوسائل تقليدية وحديثة تشكل في تجربته مجالاً اوسع للبحث والاختبار واثبات الحضور الذاتي وهي الاكثر تعبيراً عن الدفق التعبيري الذاتي المقروء في لمسات اللون العفوي وفي انسيابية الخطوط وانكساراتها بزوايا هندسية حادة وقائمة ومنفرجة لكن ما هو الواضح ان هذه الكثافة التشكيلية الهندسية سرعان ما تتراجع حين ننتقل الى لوحاته المرسومة على سطوح خاصة بعيدة عن الاستواء المألوف في اللوحات التقليدية. |
|