تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خداع إسرائيلي جديد

حدث وتعليق
الأربعاء 21/11/2007
محرز العلي

إعلان الحكومة الإسرائيلية الموافقة على تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والذي يعتبره رئيس هذه الحكومة إيهود أولمرت مبادرة حسن نية يأتي في إطار سياسة الخداع الإسرائيلية المتوارثة والمعهودة خاصة وأن أركان حكومة أولمرت يرفضون رفضاً قاطعاً معالجة قضايا الفلسطينيين المحورية في إطار المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أثناء وبعد اجتماع أنابوليس الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش .

هذه الخطوة الإسرائيلية التي تبدو لغير العارفين ببواطن الأمور وسياسة التضليل والتنصل الإسرائيلية بأنها كبيرة هي في الواقع ليست إلا طرحاً مجانياً ودعاية مكشوفة وعملية لذر الرماد في العيون خاصة وأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قد تعهدت أكثر من مرة بتجميد الاستيطان إلا أنه لم ينفذ أي من هذه التعهدات على أرض الواقع وتنصلت من التزاماتها تحت مسميات وحجج واهية .‏

كما أن هذه الخطوة جاءت بعد سلسلة مواقف وتصريحات لمسؤولي الكيان الإسرائيلي تؤكد عدم جديتهم بالسعي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد الأرض والحقوق إلى أصحابها الشرعيين وما تصويت الكنيست الإسرائيلي مؤخراًعلى مشروع قانون تقدم به أحد أعضاء الليكود لتعطيل أية محادثات مستقبلية حول القدس إلا دليل على عدم جدية إسرائيل ومحاولاتها التنصل من متطلبات السلام العادل والشامل والسعي إلى تكريس الاحتلال .‏

سياسة الخداع والمماطلة الإسرائيلية وتعهد أولمرت المخادع الذي جاء في ظل حراك دولي تحضيراًلاجتماع أنا بوليس والذي لا يحمل في طياته إلا التسويف والتضليل خاصة وأنه لا يكلف الحكومة الإسرائيلية سوى إصدار بيان لن يجد طريقه إلى التنفيذ كل ذلك يتطلب من العرب المزيد من التنسيق واتخاذ موقف موحد لمواجهة التحد يات والمخططات الإسرائيلية التي تريد من اجتماع أنا بوليس التطبيع المجاني والاعتراف بدولة يهودية تميداً لطرد فلسطينيي ال 48 من ديارهم وأراضيهم وإلغاء حق العودة وبالتالي إنكار وشطب الحقوق المشروعة والتاريخية للشعب الفلسطيني.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية