تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فخامة..الخداع

معاً على الطريق
الأربعاء 21/11/2007
غسان الشامي

على أي ذقون يضحكون?!

هل من داعٍ للبدء من أول حبل الكذب الذي يجرجر منذ مجيء حكومة الصادق السنيوري, أم من انتخابات المجلس النيابي وانبطاح وليد جنبلاط وسعد الحريري أمام جحافل أصوات حزب الله, أم من كذب من نقل البارودة من الوزراء الطراطير مقابل 30 من الفضة,أم من خداع المحكمة الدولية والشراكة والمواطنة والسيادة والاستقلال, أم من أكاذيب دعم المقاومة واقتراف العروبة ..أم من سياسات السفرجل الذي ذاقته المعارضة طوعاً و(صحتين),حتى لا تنفجر التفاحة اللبنانية,طيلة الفترة المنصرمة?.‏

ما فات ما مات, لكن وصلنا إلى الحائط, فنحن أمام وقت داهم يجب أن يؤتى فيه برئيس, وكفى كبرياء مرضياً في لبننة الاسترئاس والترؤس, فلم يبق من اللبننة إلاّ لبنة الماعز, وليس نيّال من له مرقد عنزة في جبل لبنان, لأن الكثيرين يفضلون كأس عرق في كندا.‏

ما فات لم يمت, والمؤمن لا يلدغ من جحر الخداع عشر مرات,إلاّ بإرادته, لذلك أمام أي رئيس للبنان سنكون ?رئيس على مقاييس ديفيد ولش وأحمد فتفت أم رئيس على مقاس الوطنية اللبنانية وتحصين المقاومة, ومن هنا لا أوهام ولا دخان تعمية يمكنه حجب الحقيقة, إما لبنان سيد حقيقي أو لبنان ذيل مطرّز.‏

وعندما وصلت عقارب الساعة لمطرقة الانتخاب تم رمي الكرة الفولاذية في حضن البطريرك الثمانيني, الذي كان ريقه تاريخياً في صحن أقل أبناء رعيته شأناً, وتم حشره ليختار قائمة أو مرشحاً تحت تهويل الثبور فارتأى اختيار ستة غير متساوين في التمثيل الوطني والشعبي والبرلماني بشكل كاريكاتوري, ثلاثة منهم استبعدوا قبل تسليم اللائحة وهم ميشال عون, رغم كونه رئيس واحدة من أكبر الكتل البرلمانية,لمجرد وجود وثيقة تفاهم بينه وبين حزب الله مع أن الأمر يجب أن يكون العكس لأنه الوحيد لم يمارس سياسة الخداع مع المقاومة ويمكنه محاورتها, والاثنان الآخران نسيب لحود وهو خاسر للانتخابات في منطقته ومرشح معلن ل 14 آذار , بعد أن كان ثورجياً في منظمة الصاعقة (يالله دستور), والثالث المسترئس التاريخي بطرس حرب الذي يعاند بشَعره أحوال السنين وتقلباتها.‏

أما الثلاثة الباقون فهم ميشال الخوري الذي جيء به من استراحة الرابعة والثمانين على كرسي هزاز في بيت الحريري, لأنه أكبر من أب الاستقلال الأول, والده الشيخ بشارة الخوري ومن الاستقلال نفسه, بعدما انتحل فؤاد السنيورة (الاستقلال الثاني), والآخر روبير غانم الذي انكفأ تكتيكياً منذ أشهر عن 14 شباط لتلميعه وفاقياً وطرح اسمه سعد الحريري في واشنطن كمرشح وفاقي فقضى عليه مع أنه لم يكن فيما مضى يتأخر أسبوعاً واحداَ عن خطف رجله إلى عنجر, والعودة إلى بيته في البقاع الغربي..وسبحان مغير الأحوال?!!!, أما الأخير فهو ميشال إده الذي يغالب ثمانينه أيضاً ويفهم في الشأن الصهيوني وربما لذلك وضع عليه الفيتو الثنائي(ج . ج), وهو في مطلق الأحوال معني بالصحافة وبناء وترميم الكنائس .‏

أعاد البطريرك الكرة إلى الرئيس بري وسعد الحريري,أثقل مما حمّله إياها سيرْك كوشنير وفيلتمان,لأنه لا يمكن لبطريرك أن يكون مجلس نواب ولا العكس, وفي مقاربة ما بين أيدينا وخلال ساعات القهر القادمة نجد أن لعبة الخداع لم تعد ممكنة,لأن الجميع يعلم أنهم يريدون استمرارية السنيورة أو من يشبهه في اللعب داخل الحديقة الخلفية للدمقرطة الأمريكية,وهو قد أثبت جدارة في حراسة مرمى الخداع طيلة حكمه الأفلاطوني المطعّم ببسماركية عتيقة ونابوليونية مستحدثة وغاندية متأصلة ودموع مدرارة على أطلال العروبة!!!.‏

لكن ما فات لن يموت, ولن تمشي لعبة الكذب هذي ليصبح للخداع (فخامة) في لبنان, فما لم تحصل أمريكا وإسرائيل, ومن بحكم جيرانهما من اللبنانيين, بالقنابل الغبية, لن يأخذوه بالسياسة في أوطى صورها...‏

وتصبحون على رئيسهم...‏

كاتب لبناني‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية