|
البقعة الساخنة فكيري الواصل الحديث الى مقود الدبلوماسية الاميركية والمعتق في كواليس سياسة واشنطن انحرف مجددا بعد ان سجل انعطافة لافتة و حادة في السلوك الاميركي المعلن حيال الأزمة في سورية داخلا بذلك لعبة (الزكزاك) ومتاهات التصريحات التي مارسها وتمرس بها كل من سبقه خارجيا الى الشأن السوري بدءا من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وليس انتهاء بالاخضر الابراهيمي ودبلوماسيي كل من فرنسا وبريطانيا. تتلاءم تصريحات كيري الاخيرة واجواء البلدان التي حامت طائرته وحطت في عواصمها مؤخرا ويتلون خطاب زعيم الدبلوماسية الاميركية الجديد بما يناسب المنبر الذي يلقى عليه فيطول ويقصر على مقاس وبساط دور كل من المتآمرين على سورية, والفاعلين في الأزمة فما لتركيا من تورط كبير بدماء السوريين لقن كيري جديده لأردوغان في زيارته الاخيرة لانقرة في حين قدرت الادارة الاميركية ان ما لمصرو فوضاها ومن يعتقلها من العصابة الاخوانية لايحتمل الكثير في الازمة السورية ولا يتسع في ظل ما تمر به القاهرة الا لتوجيه خاطف للجامعة العربية يبقي امينها العام في مشهده الاخير مراوحاً في المكان .أما ما لموسكو فهو ليس في جعبة كيري ولا في يده ايضا مع تضخم الدور الروسي عالميا وقد يكون هذا ما دفع باتصال هاتفي من البيت الابيض للكرملين في محاولة من اوباما لابقاء الخط مفتوحا مع نظيره بوتين. كان لافتا ما رافق كيري من زخم اعلامي هائل مهد زيارته الى المنطقة وكان لافتا ايضا تزامن توقيت هذة الزيارة مع فضح الدور الاميركي بتدريب المسلحين ودعم المتطرفين باقلام الصحافة الغربية وعلى لسان السفير الاميركي روبرت فورد ما يؤكد عزم واشنطن على استعراض اباحي جديد لعري نياتها في الازمة السورية على مسرح (الربيع العربي) محاولة جني ارباح ومكاسب في ربع الساعة الاخيرة قبل اطفاء اضواء البطولة المطلقة لواشنطن في القرار العالمي. تبدو السياسة الأميركية متغيراً يدور حول الثابت السياسي السوري لكن ذلك المتغير بما صدر عنه من فائض بالسلبيات وشح بالايجابيات في طرحه المعلن دخل فلكا اجباريا ثابتاً في التعامل مع الملف السوري فرضه اداء الدبلوماسية السورية في حفاظها الدائم على مساحة واحدة من كل مايصدر وفرضه انتظام القيادة السورية في تكرار الاعلان عن المواقف والحلول حسب الميدان والتوقيت السوريين، فجولات المبعوثيين الامميين وجولاتهم ومبادراتهم وكل الضجيج الدبلوماسي الذي رافق ولادة متعثرة دوليا لحل الازمة في سورية انتهى بإعلان ميلاد للحوار الوطني وحل سياسي سوري طرح في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد ويبدو ان جولة كيري بين انقرة والقاهرة لن تجد صداها سوريا حتى في حديث دمشق الى الصنداي تايمز. |
|