|
سينما
تبدأ قصة فيلم (حياة باي- Life of PI) في كندا حيث يلتقي كاتب (ريف سبول) بباي (عرفان خان) بحثاً عن قصة ، فحياة الأخير كانت تحمل من الغنى ما يجعلها مادة لرواية جديدة . فقد ولد باي في بوندشيري الهندية وعاش طفولته وسط حديقة الحيوانات التي كان يعمل بها أبوه. و بينما كانت أمه تروي له قصص الآلهة الهندوسية، كان أبوه يحثه دائما على التفكير و اتباع المنطق . فنشأ داخل الطفل اضطراب كبير سببه بحثه المستمر عن معنى لحياته و ايمانه أن ذلك لن يكون الا بالعثور على الله الذي كان يراه في كل شيء و في كل مكان، حتى في عيني النمر (ريتشارد باركر) الذي كان السبب في أقسى درس لقنه اياه أبوه (عادل حسين) حين حاول اطعامه بيده مؤمنا بأنه رأى في عينيه الروح، فكان أن اجبره الأب على رؤية النمر و هو يأكل عجلا صغيرا ليخبره أن النمر لا يمكن أن يكون صديقاً . مع بلوغ باي السابعة عشرة، عانت عائلته من أزمة مالية فقرر الأب السفر الى كندا على متن سفينة و معها اصطحبت حيوانات الحديقة. و في الليل كان صوت العاصفة الرعدية القوي سبباً لصعود الفتى باي الى ظهر السفينة مرحبا بعاصفة الرب مبتهجا بها و لم يكن يدري أنها العاصفة التي ستدمر السفينة و تغرق من فيها و يبقى وحيدا وسط مياه المحيط مع ريتشارد باركر النمر. ولم ينب س باي كلمات أبيه بأن النمر لا يكون صديقا، و قريبا من مركب الانقاذ صنع مركبه الصغير الخاص به ليبقيه بعيدا عن أنياب النمر. غير أنه قرر تعلم التواصل مع عدوه الذي أضحى أنيسه في وحدته وسط المياه، و كان اهتمام باي بتأمين الطعام للنمر هو ما منح حياته معنى و هدفا. (حياة باي) مقتبس عن قصة رواية للكاتب الكندي يان مارتيل حملت العنوان نفسه، و حصد الفيلم أربع جوائز اوسكار بينها واحدة لمخرجه آنغ لي... انه فيلم لا يغادرك بسهولة ابدا ، و يرميك في بحار من التفكير و التأمل و يتركك أمام احتمالات كثيرة، و لابد انك في النهاية ستختار منها ما يشبهك و يشبه روحك. |
|