|
سينما
الفيلم الذي كتب نصه المخرج باسل الخطيب وأخوه تليد يتناول حقبة تاريخية من حياة سورية تمتد منذ نهاية العهد العثماني في بدايات القرن العشرين وحتى يومنا الحاضر ، دون أن يقدم قصة تاريخية بالمعنى المتعارف عليه وإنما يروي بشكل انتقائي قصص ثلاث نساء أسماؤهن مريم ، عاشت كل منهن في زمن مختلف عن الآخر في محاولة لطرح فكرة أن التاريخ يعيد نفسه ، مريم الأولى عاشت أواخر أيام الاحتلال العثماني للمنطقة العربية ، أما قصة مريم الثانية فتقفز بنا عبر الزمن ما يقارب الخمسين عاماً لنصل إلى سيدة جولانية مات زوجها في الحرب وفقدت حماتها تحت القصف الإسرائيلي عام 1967 ، بينما تعيش مريم الثالثة في زمننا المعاصر . الفوز مفتاح لجوائز أخرى هناك أفلام سورية ثلاثة من إنتاج المؤسسة العامة للسينما (العاشق ، صديقي الأخير ، مريم) سبق واستبعدت من مهرجان دبي كما استبعد فيلم (العاشق) من مهرجان القاهرة ، ولكن اليوم نال أحد تلك الأفلام جائزة كبرى .. حول الجائزة التي نالها فيلم (مريم) ، يقول الناقد محمد الأحمد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما في تصريح لجريدة الثورة :يوم تم استبعاد أفلامنا الثلاثة (مريم) لباسل الخطيب ، (العاشق) لعبد اللطيف عبد الحميد ، (صديقي الأخير) لجود سعيد ، من مهرجاني القاهرة ودبي ، وذلك بعد أن أتتنا عشرات الفاكسات التي تطالب بها ، قلت : أنني لست حزيناً من كلا المهرجانين ، لكني حزين لأنهما خسرا تقديم ثلاثة أفلام ممتازة وعرض أول ، وأكدت أن مسيرة هذه الأفلام لن تتوقف هنا ، وإنما ستأتي مهرجانات ومناسبات لاحقة تأخذ فيها حظها من العرض والتقدير والدراسة . وهنا أود الإشارة قبل الحديث عن فيلم (مريم) ، أن الكلام الذي قاله أعضاء لجنة المشاهدة في مهرجان القاهرة عن فيلم (العاشق) ترجم إلى عشرات المقالات السينمائية التي من الممكن وضعها في مؤلف حول الفيلم قبل أن يعرض ، وهذا بحد ذاته انجاز . أما فيلم (مريم) فمنذ أن تقدم المخرج بموجز عن السيناريو قلت : إن هذا المشروع سيكون فيلماً كبيراً وقد كان ، وعندما أخبرني المخرج الخطيب أن فيلمه فاز وسط أفلام كبيرة من الوطن العربي ومنها أفلام حازت على جوائز في مهرجاني القاهرة ودبي لم أستغرب لأني كنت أعتبر (مريم) أحد أهم أفضل الأفلام العربية ، واليوم يفوز في المغرب وسط أفلام شاهدت بعضها والبعض الآخر لم أشاهده وهي من أجمل الأفلام العربية التي انتجت في العام الماضي ، وبالتالي فوزه يعني أن السينما الحقيقية لا أحد يستطيع ايقافها ، فالفيلم السينمائي الكبير يأخذ حقه ، وسيكون لفيلم (مريم) حضور في مهرجانات أخرى ، كما أن كلاً من (العاشق) و (صديقي الأخير) سيأخذان حقهما في المهرجانات ، فقد بدأ يتصل بي بعض الأصدقاء من مهرجانات أوروبية وعربية .. وأقول إنه لولا الحصار لكان لهذه الأفلام فرص كبيرة لأنها حققت نقلة نوعية في السينما السورية . وفوز فيلم (مريم) مفتاح لمجموعة جوائز ستنالها الأفلام التي قمنا بإنتاجها في العام الماضي . لقد أتم المخرج باسل الخطيب فيلماً يمثل السينما السورية في أحسن ومضاتها ، يحتفل بالمرأة وبنبل الأحاسيس ويختتم فيلمه بتحية للوطن هي من أجمل التحيات التي يمكن تقديمها ، وهنا لا بد من الإشارة إلا أن العرض الجماهيري للفيلم سيكون خلال الشهر الحالي إهداء للشعب السوري على منصة التتويج في المهرجان وبعد تسلمه الجائزة من المخرجة المغربية فريدة بليزيد ، تحدث المخرج باسل الخطيب عن الظروف الصعبة التي أحاطت تصوير فيلمه الذي صوره وسط الأحداث التي تشهدها سورية مؤكداً أن الجميع كان لديهم إيمان شديد في هذه التجربة وعملوا بروح متفانية ، وتابع كلامه بالقول أنه على مدى عمله كان هناك سؤال يطرح نفسه ومفاده (ما الهدف من انجاز عمل فني ؟) وكانت هناك الكثير من الإجابات ولكن في هذا الفيلم وجد الإجابة الأقرب إلى الحقيقة ، فإنجاز عمل فني يعتبر مؤشراً على الحياة وتأكيداً على قيمتنا الانسانية وأننا شعب متمسك بالحياة رغم حالة الحرب التي نعيشها . ثم قام المخرج الخطيب بإهداء الجائزة إلى الشعب السوري الذي يواجه حرباً شرسة متمنياً أن تعود سورية بلداً للأمان . وفي تصريح خاص لجريدة الثورة بعد عودته من المغرب ، تحدث المخرج باسل الخطيب عن كيفية استقبال الجمهور ولجنة التحكيم للفيلم ، قال : (حقق الفيلم اجماعاً في اللجنة وأنه ليس له منافس فكان الفيلم رقم واحد ، حتى أنه رشح أيضاً لجائزة أفضل ممثلة على أن تذهب مناصفة لبطلاته الثلاث ، ولكنها ذهبت للفيلم جزائري ، كما تفاعل الجمهور مع الفيلم بشكل ممتاز وظهر ذلك بشكل واضح أثناء العرض) . وحول مشاركات الفيلم القادمة قال : (بعد أسبوع سيشارك الفيلم ضمن تظاهرة حول أفلام وقضايا المرأة المعاصرة في مدينة لاهاي الهولندي وسأحضر العرض مع الفنانين أسعد فضة وميسون أبو أسعد وسنشارك هناك بندوة خاصة عن الفيلم ، كما أن هناك أكثر من مشاركة في مهرجانات قادمة) . |
|