تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل شاهدتم الصورة ؟

معاً على الطريق
الاثنين 4-3-2013
أنيسة عبود

هل شاهدتم الصورة؟ مسلحون يضربون نساء نحيلات بالعصي والسواطير ..أصواتهن تستجير بالله ..ومع ذلك باسم الله يضربن ويغتصبن ويطعن بالسكاكين ثم يرمين أشلاء في البراري هل شاهدتم النساء السوريات في المخيمات الأردنية والتركية؟

نساء للبيع ..نساء للمتعة .. نساء للضرب والتعذيب ..نساء بمئة دولار ..أما في المخيمات اللبنانية ..فالحال ليس بأفضل من غيره ..جوع واغتصاب وتهديد .هل كنا في سوريا نتعامل مع ضيوفنا من البلدان الشقيقة هكذا ؟ هل تسولنا على جراح العراقيات ؟ أو الفلسطينيات أو اللبنانيات ؟ للأسف .الدول التي تضم اللاجئين السوريين – وهذه كلمة جارحة لي ولكل سوري أبي النفس – تتسول على عرينا وألمنا وتتاجر بدمائنا وتمد اليد للدول الخبيثة التي هي السبب في تهجير أهلنا و سفك دمنا ..وكم كنا نتمنى ( نحن نساء سوريا) ألا تلجأ المرأة السورية إلى تلك الدول المجاورة , لأن القتل والقتلة تسربوا منها ..ولأنها جزأ لا يتجزأ من المؤامرة على سوريا ومن غير المعقول أن يكون (حراميها حاميها ) في سوريا - كانت ومازالت - المرأة مدللة , محترمة ,,تعيش في بيت محترم يحفظ لها كرامتها الإنسانية والأخلاقية .. لكن الظروف أجبرت البعض على أن تعيش في خيام اللئام و تصير مادة للصحافة الغربية والعربية , .يتفرجون على دموعها ودمها ويحولونها إلى مادة للبيع والشراء ..مع أن الحري بتلك المرأة السورية أن تعود إلى بلدها وأن تأكل التراب ولا تهاجر أولا تلجأ إلى بلدان تبيع ألمها وشرفها من اجل لقمة العيش أو لغرض سياسي ..يبدو أن المرأة السورية أخطأت في الحساب ..وظنت أن هذه البلدان هي بلدان شقيقة فعلا" وستتعامل معها مثلما تعاملت سوريا مع ضيوفها العرب أيام أزماتهم . إن حال المرأة السورية الآن في مخيمات اللاجئين أسوأ من حال المرأة الفلسطينية سابقا" ولاحقا" ..وكلنا نسمع ونشاهد الصور والأفلام التي تحكي معاناة أخواتنا وأمهاتنا في المخيمات وخاصة التركية العثمانية الأردوغانية ..لقد ضحكوا على شعبنا البسيط وغرروا به ..حتى أن البعض هاجر ظنا" منه أن أبواب اسطنبول ستفتح له ..وأن أبواب الخليج ستتلقفه ..وربما الشيخة موزة بذات نفسها ستجلب النساء النازحات إلى قصرها .لكن كل الحسابات كانت خاطئة ..فالمرأة السورية في المخيم تعاني المر وربما تريد العودة إلى وطنها ولكن تجار الأزمة السورية يمنعونهن ويحيطونهن بأخبار كاذبة ويغلقون عليهن المخيم فلا يعرفن ماذا يجري في الوطن الحبيب ..هذا لا يعني أن المرأة السورية في قلب الوطن لا تعيش معاناة شديدة , فهي الأكثر تضررا" في هذه الأزمة إذ تتعرض لفقدان أولادها أو زوجها ..وتتعرض للتهديد والوعيد والذبح ..ولكنها على أرض وطنها .ولا تسمح لجراحها أن تنزف أمام النخاسين والقتلة .المرأة في سوريا قدمت الشهداء والأبطال ويحق لها أن تفخر بلقب أم الشهداء لأن الكثير من نساء سوريا اللواتي تمسكن بالوطن وتراب الوطن قدمن أكثر من شهيد ..ومن تقدر أن تقدم الشهيد تقدر أن تصبر على الجوع وعلى العتمة ..وتقدر أن تقاوم إلى آخر نقطة دم من دمها. لأن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها ..وأنا أقول الحرة تموت ولا تبيع وطنها ..وكما يدافع الجندي الشريف عن بلده تدافع المرأة ..لكن بما أنه لدينا رجال سوريون شرفاء أشداء لا يهابون الذبح من أجل الوطن ..فلا بأس أن تتحمل المرأة وتقف إلى جانب الرجل وتقدم التضحيات .لتعيش كريمة في خيام وطنها وليس أن تعيش ذليلة تمدّ يدها لأعداء سورية وتنتظر من وحوش ضارية أن تحميها وتغطيها ببطانيات عقاب صقر الهزيل الذي لن نسمح له أن يلفظ اسم النساء السوريات الأبيات ويتاجر بقهرهن .. ولن نسمح لسماسرة الناتو أن يرسلوا لنا سمّهم عبر خبز الشفقة. هكذا..تجرحني الصورة ..وهكذا تجرح كل السوريين ..صعب علينا منظر أخواتنا في مخيمات مرمية على الحدود ..صعب علينا أن نقبل صدقة المنافقين ..لكن تبا"لهؤلاء الذين جعلوا من المرأة السورية الأبية العزيزة لاجئة على أبواب اللئام ..وتبا" لزمن صار فيه الوطن منفى والغرباء أهلاً والخيمة وطناً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية