|
سانا - الثورة مشدداً على أنه مع كل انتصار تحققه على الإرهاب يشن بعض أعضاء مجلس الأمن حملات افتراءات لتشويه هذا الانتصار والتشهير والإساءة للدولة السورية. وأوضح الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع في سورية أنه بات نهجاً معتمداً لدى بعض المتحدثين أمام هذا المجلس وعلى غرار ما حدث في 62 اجتماعاً سابقاً ومع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري في مواجهة قطعان الإرهاب العالمي، يجري شن حملات من الافتراءات لتشويه هذا الانتصار والتشهير والإساءة للدولة السورية، لافتا إلى أن هذا البعض روج عند تحرير أحياء حمص لمزاعم استخدام ما سمي حينها (البراميل المتفجرة) وفي القصير والقلمون تم الترويج لأكاذيب التهجير والتغيير الديمغرافي وعند تحرير الأحياء الشرقية لحلب كانت المزاعم تدور حول الحصار والتجويع وعند تحرير الغوطة الشرقية تم اختلاق مزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية واليوم نسمع ادعاءات أخرى حول استهداف منشآت صحية وتعليمية وخدمية في إدلب وريفها وهي مزاعم وادعاءات واهية تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهندسة السياسية للإرهاب المفروض على سورية ظلماً وعدواناً منذ ثمانية أعوام، ومؤكدا أن سلاح الجو السوري والصديق لا يهاجم أهدافاً مدنية بل قواعد ومراكز للإرهابيين حصراً إلا إذا كان البعض يعتبر قواعد ومراكز الإرهابيين أماكن للعناية بالأطفال ونشر القانون الدولي الإنساني. وشدد الجعفري على أن سورية تحلت بالصبر بشأن انتشار التنظيمات الإرهابية في ادلب واختارت الحلول السياسية ومنحتها الوقت اللازم كما تعاملت دوماً بجدية مع جميع مبادرات التهدئة والتزمت بها حرصاً منها على حياة مواطنيها ولقطع دابر المتاجرين بآلامهم ودمائهم على كامل مساحة المشهد السوري إلا أن هذه التنظيمات وداعميها اختاروا الحل العسكري من خلال مواصلة استهدافهم المناطق المأهولة بالمدنيين في حلب وحماة واللاذقية وجنوب إدلب حيث استشهد المئات وأصيب الآلاف من الأبرياء وهو الأمر الذي صمت (حملة القلم الإنساني) عنه ولم يبادروا إلى قول حرف واحد لإدانته داخل هذا المجلس أو خارجه بل إنهم يتحدثون عن بناء الثقة مع الإرهابيين ويتجاهلون أن المجموعات الإرهابية المدعومة غربياً قتلت أعداداً كبيرة من المخطوفين والرهائن الذين احتجزتهم. وبين الجعفري أن الدولة السورية وحرصاً منها على مواطنيها أعلنت قبل أيام عن فتح ممر إنساني في مدينة صوران لتمكين المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار المجموعات الإرهابية في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي إلى مناطق وجود الجيش العربي السوري وسيصار إلى تلبية جميع احتياجات هؤلاء المدنيين من المأوى والغذاء والرعاية الصحية كما وافقت على إرسال مشفى كامل تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مخيم الهول في الحسكة. وأكد الجعفري رفض سورية ما تضمنه تقرير الأمانة العامة للأمم المتحدة من مزاعم تهدف إلى تشويه سمعة الدولة السورية والترويج لاتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة حول استهداف الجيش العربي السوري منشآت مدنية في إدلب.. وقال: لا يخفى على أحد ما أكده التقرير الرابع والعشرون لفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات الصادر مؤخراً بأن إدلب أصبحت وفق خبراء في مكافحة الإرهاب تابعين للأمم المتحدة «تضم حالياً أكبر تركز للعناصر الإرهابية في سورية والعراق حتى إنها باتت تشكل أكبر مكب نفايات للإرهابيين الأجانب في العالم، وأن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي هو المسيطر الوحيد والفعلي على معظم تلك المناطق». وأشار الجعفري إلى أن اتفاق آستنة الخاص بإنشاء مناطق خفض التصعيد لا يشمل التنظيمات الإرهابية التي صنفها مجلس الأمن على أنها كيانات إرهابية وأن الاتفاق نص على جملة التزامات من بينها إلزام المجموعات المسلحة الموقعة على الاتفاق بالعمل على فك ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية ولاسيما (داعش) و(جبهة النصرة) وكل المجموعات المرتبطة بهما، كما أكد اتفاقا آستنة وسوتشي حق الحكومة السورية وحلفائها في مواجهة التنظيمات الإرهابية بغض النظر عن تسمياتها. وشدد الجعفري على أن التنظيمات الموجودة في إدلب مثل (جبهة النصرة) و(داعش) و(حركة تركستان الشرقية) و(حراس الدين) و(جيش المهاجرين والأنصار) وغيرها هي تنظيمات إرهابية ولن تتمكن حكومات الدول الداعمة لها من إعادة تدويرها لتقديمها على أنها (معارضة سورية مسلحة معتدلة) ولن تثني هذه المحاولات سورية عن الاستمرار بدعم من حلفائها في الدفاع عن مواطنيها وفي مكافحة الإرهاب لافتاً إلى أن الوقوف إلى جانب سورية اليوم هو المعيار الحقيقي لإثبات مصداقية الحرب على الإرهاب. وقال الجعفري: «شاركت مطلع الشهر الجاري في الجولة الثالثة عشرة لاجتماعات أستانا التي انعقدت في العاصمة الكازاخية نور سلطان والتي تمخضت عن اعتماد بيان مهم تضمن التأكيد مجدداً على الالتزام القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها واستمرار التعاون حتى القضاء التام على التنظيمات الإرهابية فيها ورفض الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة وسلامة الأراضي السورية وكذلك التمسك بالقرارات الدولية المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 معرباً عن شكر سورية للضامنين الروسي والإيراني وللدولة المستضيفة كازاخستان على مساهمتهم في إنجاح أعمال هذه الجولة وتأكيدها على ضرورة عدم المساس بهذا المسار الذي يحظى بدعم وتوافق واسع وخاصةً من الشعب السوري صاحب السلطة الأساسية في تقرير مصيره وعلى الحيلولة دون تعطيله تحت أي مسمى. وأشار الجعفري إلى أن ما يدعو إلى الاستهجان هو قيام الولايات المتحدة والنظام التركي بالتزامن مع انعقاد الجلسة الختامية لاجتماع أستانا ومباشرة بعد صدور البيان الختامي بخطوةٍ استفزازية أخرى تهدف إلى خلق وقائع جديدة على الأرض في المناطق التي تنتشر فيها قوات هذين البلدين بشكل غير شرعي وتمثلت تلك الخطوة بإعلان الطرفين عن اتفاق حول إقامة ما تسمى (منطقة آمنة) فوق الأراضي السورية وهو الاتفاق الذي أعلنت سورية رفضها القاطع والمطلق له باعتباره يشكل اعتداءً فاضحاً على سيادة ووحدة وسلامة أراضيها التي أكدت عليها كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسورية وانتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة. أميركا وتركيا قوتا احتلال وتدعمان الإرهاب وبين الجعفري أن هذا الاتفاق عرى من جديد الشراكة الأميركية -التركية في العدوان على سورية وكشف بشكل لا لبس فيه حجم التضليل والمراوغة اللذين يحكمان سياسات هذين البلدين، مؤكدا أن هناك واقعا خطيرا يتمثل بقيام دولتين معاديتين تدعمان الإرهاب في سورية بالتفاوض علناً على المساس بأراض عائدة لدولة ثالثة هي سورية في الوقت الذي أكد فيه مجلس الأمن في 20 قراراً على الالتزام القوي بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها ووافق الوفد الأمريكي على هذه القرارات التي تم اعتمادها بالإجماع، وقال: «هل يمكن لكم إطلاعنا على موقف مجلسكم من هذا السلوك العدواني الأميركي-التركي الهادف الى تكريس احتلالهما أجزاء من سورية، وهل من مبررات لصمت مجلسكم عن هذا الانتهاك السافر والعلني للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة في الوقت الذي تبادر فيه بعض الدول الأعضاء المعروفة لإجهاد المجلس بالدعوة الى عقد اجتماعات شبه يومية أحياناً وجلب شهود زور وطرح مشاريع رسائل وبيانات وقرارات لا بل وتشكيل لجان كتلك التي تم إنشاؤها مؤخراً للتحقيق في مزاعم استهداف المشافي والمراكز الصحية بناء على مزاعم توردها (مصادر مفتوحة) مضللة ولا أساس لها من الصحة بهدف كيل الاتهامات للدولة السورية ومحاولة الإساءة لها بدلاً من الاعتماد على المعلومات الموثقة التي توافي بها الأمم المتحدة. وأوضح الجعفري أن المشاركة الإسرائيلية في دعم الإرهاب تمثلت بالاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على أراضي ثلاث دول عربية هي سورية والعراق ولبنان وهي الاعتداءات التي أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن تأييد إدارة بلاده لها في تعبير عن الشراكة الأميركية الإسرائيلية الرامية إلى مواصلة زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بما يحقق المصالح الإسرائيلية، لافتاً إلى أن مجلس الأمن عقد جلسة في العشرين من الشهر الجاري حول التحديات التي تعترض السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وهي الجلسة التي أكد فيها معظم المتحدثين أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية وممارساته العدوانية هي أساس تلك التحديات. وأكد الجعفري استعداد سورية لمواصلة التعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل انجاح مهمته المتمثلة في تيسير حوار سوري سوري بقيادة وملكية سورية ودون أي تدخل خارجي لكن إنجاح جهوده يستلزم إنهاء الوجود الأجنبي غير الشرعي على كامل الأراضي السورية بشكل فوري ومن دون أي شروط والالتزام التام والفعلي بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية ودعم جهود الدولة السورية وحلفائها في مكافحة الإرهاب وتوفير الاحتياجات المعيشية للسوريين وإعادة الإعمار وتيسير عودة المهجرين وذلك من خلال تقديم مساعدات إنسانية حقيقية لا دعائية وتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي لم يتجاوز تمويلها حتى تاريخه الـ 27 بالمئة بالرغم من أننا في الثلث الأخير من العام. الإجراءات الاقتصادية إرهاب اقتصادي وشدد الجعفري على ضرورة رفع الاجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والتي تمثل إرهاباً اقتصادياً مكملاً لإرهاب التنظيمات الإرهابية وعملية ابتزاز رخيصة لن تحقق أهدافها تجلت آخر صورها في إعلان الإدارة الاميركية عزمها على فرض عقوبات على الشركات والأفراد الذين يشاركون في معرض دمشق الدولي. وفي رده على مندوبي الدول الأعضاء قال الجعفري: إن الإرهاب في إدلب أدى إلى استشهاد عشرات آلاف السوريين في أرياف حلب وحماة واللاذقية، وسورية تمارس حقها السيادي في مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي ذكر في تقرير له أن نحو 4300 إرهابي أوروبي يقاتلون في سورية والعراق من بينهم 2838 إرهابيا جاؤوا من بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أي إن أربع دول أوروبية أرسلت نحو ثلاثة آلاف إرهابي، وطبعاً هذه الإحصائيات الأوروبية ليست دقيقة حيث تؤكد إحصائيات الدولة السورية أن عدد هؤلاء الإرهابيين أكبر بكثير من ذلك. ولفت الجعفري الى أن الطريق الوحيد والأكثر فعالية والأقل تكلفة لإنهاء معاناة الشعب السوري يكمن في استعادة الدول الراعية للإرهاب إرهابييها من إدلب ومن معسكر الهول الذي تديره القوات الأميركية الاحتلالية وعندها ستنعم سورية كلها وليس إدلب فقط بالأمن والاستقرار. بوليانسكي: الغرب لن يتمكن من إنقاذ الإرهابيين في سورية من جهته أكد نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي ضرورة القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب، لافتاً إلى أن الغرب لن يتمكن من إنقاذ الإرهابيين في سورية. وأشار بوليانسكي خلال الجلسة إلى أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب يستمر باستهداف المناطق الآمنة والاعتداء على الجيش السوري والقوات الروسية الامر الذي يستلزم القضاء على الإرهاب فيها. وتنتشر في إدلب مجموعات إرهابية تنتمي بمعظمها إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي دخل الآلاف منها عبر الحدود مع تركيا بتسهيل ودعم من نظام أردوغان حيث تعتدي على المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري وقاعدة حميميم. وقال بوليانسكي: مع كل تقدم للجيش السوري في محاربة الإرهاب تبدأ الدول الغربية بتصعيد الدعوات لوقف العمليات القتالية وكأنهم ينسون قراراتنا المشتركة بشأن محاربة الإرهابيين بلا هوادة، مؤكدا أن الغرب لن يتمكن من انقاذ الإرهابيين في سورية. وأعرب بوليانسكي عن قلق بلاده من الأوضاع في مخيم الهول بالحسكة وفي منطقة التنف التي تحتلها قوات امريكية حيث تواصل منع المهجرين في مخيم الركبان من العودة إلى منازلهم. وشدد بوليانسكي على ضرورة ضمان كل الجهود الرامية إلى حل الازمة في سورية ووحدة وسيادة هذا البلد وسلامة أراضيه مجدداً دعم روسيا جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون الذي تحاول بعض الدول الغربية عرقلة جهوده لأنها لا تريد حل الأزمة فيها. |
|