تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث... من آستنة إلى سوتشي وجوكوفسكي ..أردوغان يُسارع لالتقاط أنفاسه

صفحة اولى
الجمعة 30-8-2019
كتب حسين صقر

في جوكوفسكي الروسية حاول رئيس النظام التركي الخروج من عنق الزجاجة والتقاط أنفاسه، و طار بخياله محلقاً في سماء معرض «ماكس» الدولي للصناعات العسكرية،

والذي خطف عقله وقلبه، في وقت أراد فيه طرق أبواب دبلوماسية موسكو، التي فتحها له الرئيس فلاديمير بوتين أكثر من مرة، أملاً بأن يعيده إلى جادة الصواب، ويحمله على التخلي عن إرهابييه الذين باتوا خطراً كبيراً ليس على سورية وروسيا وغيرهما فحسب، بل على دول المنطقة والعالم قاطبة.‏

فأردوغان أراد لإدلب أن تكون خزاناً لمرتزقته الذين جاء بهم من أصقاع الأرض، كي يسبحوا في بحر أحقاده، والبقاء في أعماقها، دون الخروج إلى شاطئ المصالحة والتسويات والسلام، وعزز وجودهم بمظلات ونقاط المراقبة ليسهر على راحتهم كي لا يخسرهم، لكونهم المخلب الذي يوخز فيه الخاصرة السورية، لكن في لحظة ودون أن يدري، اختنق أولئك لعدم إتقانهم العوم في محيط معارك الجيش العربي السوري المتلاطم، وتسارعت انهياراتهم كما سبق وحصل معهم في مناطق أخرى.‏

أميركا أرادت لمسرحيتها أن تُعرض بكامل أحداثها وحبكتها وشخصياتها، وأرادت متابعين ومتفرجين على مزاجها، دون أي نقد أو أي ردود فعل، وهذا لن يرضي الأطراف الفاعلة بحل الأزمة، ولاسيما أن لهؤلاء وزنهم وثقلهم وتاريخهم وفاعليتهم في أي حدث، سواء كان بسيطاً أم مركباً، ولهذا لم يقبلوا بسياسة وأسلوب واشنطن المفضوح باستحضار أدوات لا تضر العلاقات الدولية وحسب، بل تنسف ماضيها والقوانين التي تحكمها، وهو ما يدفع الرئيس الأميركي الذي يماطل شريكه بإقامة ما يسمى المنطقة الآمنة دائماً للبحث عن مسرح عمليات جديد، يأوي إليه مرتزقته وقواته التي سيأتي عليها أيام تموت خلالها في جوف الصحراء.‏

في خضم المشهد وتفاعلاته وتجاذباته السياسية والعسكرية، يستمر باب الدبلوماسية الروسية بالانفتاح على مصراعيه لاحتواء حماقة أردوغان ومن يعمل تحت ذات المظلة ممن ساهم بإشعال الحرب في سورية، في وقت باتت فيه عودة الأطراف الفاعلة بحل الأزمة إلى آستنة وشيكة، لوضع بعض النقاط التي تم الاتفاق عليها سابقاً على الحروف، وقد يسبقها لقاء في أنقرة، لقطع الطريق على النظام التركي الذي يوقع على أقواله مساء، وينكرها في الصباح، عملاً بالنهج الذي يسير عليه في نكث الوعود ونقض العهود.‏

بالمقابل إن عجز اللص أردوغان عن تنفيذ اتفاق سوتشي، أو بالأحرى عدم رغبته في ذلك، فتح الباب أيضاً لاستكمال العمليات العسكرية التي بدأت رداً على اعتداءات إرهابييه، وسوف تنتهي بالقضاء نهائياً عليهم، ولو أدرك النظام التركي أن تلك العصابات سوف تؤذي أنقرة قبل غيرها، بعد أن تجد نفسها محاصرة بالنيران السورية، لعرف أهمية مواجهتها، لكنه حتى اليوم كمن يلعب بالنار الذي تقترب منه، غير مدرك لمخاطرها، ويجهل أنها سوف تحرقه عاجلاً أم آجلاً إذا لم يعمل على إخمادها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية