تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مباحثات كازاخستان ..هل بات الغرب أكثر واقعية بالتعاطي مع النووي الإيراني ؟

شؤون سياسية
الثلاثاء 5-3-2013
فؤاد الوادي

شرعت مباحثات كازاخستان بين ايران والخمسة زائد واحد الباب مجدداً على جملة من التساؤلات المشروعة والتي تتقاطع بمجملها عن السؤال عن جدية وصدقية الجانب الغربي في هذا الملف بحكم الجولات السابقة من المباحثات

التي لم يكن هدفها إلا إضاعة الوقت وحملها الى أماكن أخرى يسعى الغرب واميركا واسرائيل إلى إيصالها إليها ليبرر بها ما يحاول القيام به في المستقبل سواء من خلال رفع سقف المطالب أم بتوجيه ضربة عسكرية لم تكتمل حتى هذه اللحظة شروطها ومتطلباتها على الأرض .‏

لكن بغض النظر عن الذي يوجد خلف الاكمة وخلف الكواليس على الأقل في هذه المرحلة، وحتى لانفرط كثيراً في التشاؤم فإننا وبحسب الانطباعات والتصريحات التي واكبت وأعقبت مباحثات كازاخستان بين ايران و الخمسة زائد واحد فقد رسمت تلك المحادثات مستقبلاً جديداً لهذا الملف الذي لايزال يشكل عقدة حقيقية للجانب الغربي نتيجة لتلك المقاربات الخاطئة التي لايزال يستند إليها الأخير والمبنية بالمطلق على خلفيات سياسية بحتة بعيدة كل البعد عن أي منطق ولعل السبب الرئيس في تلك المقاربات الخاطئة يكمن في أنها ترتكزفي معظم جوانبها على مصالح إسرائيل ومخاوفها في هذا المجال وهو الجانب الذي يدار خلف الكواليس والذي يشكل الضاغط الأكبر على جوهر المفاوضات التي كما أسلفنا لاتزال تتهم بأنها ليست إلا لإضاعة الوقت بهدف جر هذا الملف إلى أمكنة أخرى تنعدم فيها مساحات التفاهم السياسي وتظهر فيها خيارات أخرى تتولى أطراف أخرى كإسرائيل وأميركا تنفيذها ومعالجتها بالطريقة التي تسعى إليها.‏

التطور الأبرز الذي رشح عن مباحثات كازاخستان هو أن الجانب الأوروبي مع الولايات المتحدة اقترب قليلاً من وجهة النظر الايرانية التي كانت تصطدم في السابق بالتعنت والإصرار غير المبرر على مطالب واقتراحات غير واقعية تلتقي جميعها عند الرفض المطلق لفكرة الاعتراف بأن إيران باتت دولة نووية و لاعودة الى الوراء في هذا الجانب ، ولعل هذا التقدم بالمباحثات عبّر عنه سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عقب انتهاء المحادثات عندما أشار إلى وجود تراجع غير مسبوق في مواقف مجموعة «الخمسة زائد واحد» حيال برنامج بلاده النووي ، مضيفا أن المحادثات كانت إيجابية، ورد مجموعة «خمسة +واحد» على المقترحات الإيرانية كانت أكثر واقعية من السابق وإيران ملتزمة باتفاقية حظر الانتشار النووي في نشاطاتها النووية، وهي تدعو دائماً للحوار على أن يكون ضمن استراتيجيّة صحيحة بعيداً عن سياسة الضغط التي لن تفضي إلى أي نتيجة.‏

تصريحات جليلي تطابقت مع كلام نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي أكد بدوره أن المحادثات كانت مفيدة ،حيث اقترحت المجموعة تخفيف ضغط العقوبات وعدم فرض عقوبات أممية جديدة مقابل «تنازلات» إذا وافق الجانب الإيراني على القيام بخطوات باتجاه وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة وتخفيض معايير تشغيل موقع فوردو.‏

بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إن محادثات كازاخستان كانت مفيدة . ونقل عن كيري قوله في باريس: إنه إذا تواصلت إيران بجدية فيمكن أن يؤدي هذا إلى اتفاق شامل طويل الأجل، مؤكداً استعداد الولايات المتحدة لعقد محادثات ثنائية مع إيران.‏

لكن بالمحصلة فإن الأيام القليلة القادمة ( مباحثات اسطنبول الشهر الجاري ) سوف تتكفل بشرح التفاصيل التي تركزت حولها المباحثات والتي من شأنها أن تكشف صدقية وجدية تعاطي الغرب مع هذا الملف وبالتالي تبديد كل الشكوك والمخاوف حول نوايا الغرب التي لاتزال كامنة وغير مفهومة أو محسومة حيث لاتزال تتسم باللف والدوران والمراوحة بين الايجابية المائعة و السلبية المفرطة في حق ايران امتلاك التكنولوجيا النووية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية