تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ربما...أبعد من راهنيتها..!

رؤية
الأثنين 4-6-2012
سعاد زاهر

هل تعيش الحالة الثقافية مغتربة عن واقعها في بحيرة راكدة...؟ ألا تحتاج باعتبارها جزءاً من منظومة متغيرة الى تجديد يقاس بمدى تأثيرها في الناس،لابمدى قناعة أصحاب المشاريع الثقافية ..ولابمدى ثقتهم بما أنجزوه...!

وهل تمكنت من طرح تساؤلات جديدة انطلقت من الآن ؟أم إنها بقيت تدورفي نظريات تنتظر من يقترب منها دون جدوى غالبا...؟‏

أليست بحاجة الى أسئلة عصرية تقفز فوق الراهن باحثة بحيوية وتجدد...؟خاصة مع انقلاب الواقع رأسا على عقب... وبعد أن أثبتت معطياتها التقليدية لاجدواها...وعدم تمكنها من اختراق الناس والانتقال بهم من وعي الى آخر..‏

لاشك أنه بات ضروريا البحث عن أشكال جديدة تضمن لنا وصول تلك الاسئلة والافكار التي نحتاجها فعلاً وربما معرفة نسب تأثيرها ..عبر قياس رجع صداها...،من خلال أدوات التكنولوجيا التي تضمن تفاعلاً سريعا ، يمكنه اعطاء فرصة للمفكر لمعرفة أثر منتوجه الفكري، وربما إعادة صياغته بما يتوافق مع ما ينتظره الناس.‏

ابتعاد الثقافة و انحسار تأثيرها لدى شرائح واسعة من الناس تركهم لاحتمالات مفتوحة تصدى لها الإعلام المرئي...الذي قام بدوره بتفريغ ممنهج...بات من الصعب بعده استساغة كل جدية الثقافة دفعة واحدة...الامر الذي –ربما- يضع ثقافتنا ومثقفينا أمام تحد كبير ...مع ترك جيل بأكمله للتكنولوجيا بتعدديتها لتصيغه كيفما شاءت وهانحن نرى كيف استلب أمامها...!‏

نحتاج لأسئلة تفتح الأبواب على أجوبة لا تجعلنا نتجاوز الراهن فقط..بل تعييننا على القفز فوق كارثية اللحظة التي تخنقنا وتشل قدراتنا...وتحدد فهمنا وتقلص فرص حوارنا وتقبلنا للآخر...!‏

نحتاج لهذا التجاوز ما دمنا على قيد الحياة...ومن غير الفكرة المبدعة يمكنها أن تفتح آفاقا قد لانتلمسها حالاً والازمة تحيط بنا ..لكننا سنشعر بها في وقت ما ...في لحظة مناسبة لتخرجنا من قوقعة تكلست... ولتبدد هذا الظلام الخانق ...‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية