|
مجتمع وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري. نفذت إسرائيل هجومها على سيناء ونشبت الحرب.
في يوم الجمعة 2 تشرين الثاني عام 1956 م صدر عن القوات المصرية البلاغ رقم 14 وجاء فيه: «في الساعة الحادية عشرة ونصف صباحاً حدثت غارة جوية على قرية مصرية في أبي زعبل وكذلك على أجهزة إرسال محطة الإذاعة المصرية ما سبّب عطلاً فيها وبعض الخسائر الأخرى التي لم تحدد بعد» لقد قامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتوجيه ضربات جوية على الأهداف المصرية طوال يومي 2 و3 تشرين الأول، ونجحت إحدى الغارات في تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية في منطقة صحراء أبي زعبل شمال القاهرة قبل أن يلقي الرئيس المصري عبد الناصر خطبته من فوق منبر الجامع، فتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال، وهنا كانت المفاجأة الكبرى التي صعقت من أراد إسكات صوت قاهرة المعتز فقد انطلقت إذاعة «دمشق» على الفور بالنداء «هنا القاهرة» في عام 2012 يوم السبت 2- 6 قامت الجامعة العربية ممثلة بمجلس وزاري للجامعة بالطلب من شركتي الاقمار الصناعية العربيتين عربسات ونايلسات وقف بث القنوات الفضائية السورية. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا الحرب على الاعلام السوري الوطني ومحاولة حجبه واسكاته ؟؟ ربما الحرب الاعلامية الافتراضية بالنسبة لأعداء سورية هو احداث حالة الصدمة واثارة تساؤل ولو لحظي حول حقيقة الاحداث على الأرض والعمل اما على تأجيجها أو اخمادها وعقوبات الجامعة العر بية اليوم ليست الا تدخلا سافرا في شؤون سيادية لبلد مقاوم كسورية هذا مايعرفه القاصي والداني والصديق والعدو وكل يعمل لدنياه وفضائه والشارع السوري اليوم بكل الوانه وثقافته يرفض قرارا بوقف البث الفضائي لقنواتنا السورية :
/أعطني اعلاما بلا ضمير اعطيك شعبا بلا وعي/ وهذا ماتعمل عليه اليوم الجامعة العربية التي التي تبنت قرارا ببث صوت الاعلام السوري وايقاء قنوات التحريض والانحياز قيد العمل والفضاء العربي لتخف صوت الحق وتجهر بالباطل هذا ما أكد عليه التربوي سامر عمران في مركز الطفولة المبكرة حيث قال: لقد دخلت وسائل الاعلام ضيفا خجولا في منتصف القرن الماضي لكن ما لبثت ان اصبحت صاحبة سيادة في توجيه حياتنا حيث اخذت دورا اساسيا في توجيه الاجيال من حيث تقديم القيم والآراء واسهمت الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم في نهاية القرن الماضي حيث اصبح العالم قرية صغيرة واصبحت الآلة الاعلامية تواكب الآلة العسكرية في عملها وماتشهده اليوم الساحة السورية خير دليل على ذلك فالمعركة على سورية اعلامية بحتة وقرار الجامعة اليوم ليس الا لتحطيم الروح المعنوية للشعب السوري واسكات صوته الذي كشف المؤامرة على البلد من اوسع «زوم» ولأن الحقيقة مرة وحارقة كالشمس فاعلامنا عراهم وكشف زيفهم ونفاقهم وكيلهم بمكاييل لا تنفع الا لميزانهم الذي صنع في دول استعمارية . ومن باب حقوقي كان الاولى بهم أن يساعدوا الشعب السوري لا ان يفرضوا عليه العقوبات وان يحرموه وهم المتشدقون بحقوق الانسان من ابسط حقوقه في حرية التعبير عن نفسه وارادته .الا انهم كانوا ومازالوا سندا لقنوات أخرى تعمل على مبدأ «استمر بالكذب حتى يصدقك الناس» . حرب إعلامية المحامي كميت حسون قال: إن الضغوط على سورية ومنذ بداية الأزمة وفي جانب كبير منها بل وأحد أهم ذرائعها الاعلام المعادي وتسويق الاكاذيب وفبركة الاحداث وتلفيق التهم الباطلة بحق الشعب والجيش العربي السوري ليتم النيل من هذا الشعب العظيم على مستويين داخلي وخارجي ..فعلى المستوى الداخلي يعتقدون بإمكانية زعزعة الثقة بين الجيش والشعب السوري العظيم من خلال اتهامه بأعمال القتل والانتهاكات لحقوق الانسان لبث الفرقة والشحن والعصبية وصولا لفقدان الثقة والامان , أما على المستوى الخارجي فاظهار السوريين أمام الرأي العام الدولي والمنظمات الأهلية وحقوق الانسان بأنهم مجوعات من القتلة وحتى لو ظهرت الحقائق بعد فترة قصيرة فالمهم في هذه الحرب الآنية وبعدها لايهم حتى وان ظهرت الحقيقة فهذا جزء من حرب نفسية ممنهجة ضد سورية جيشا وشعبا وقيادة . أما لماذا في هذا التوقيت طالبوا حجب فضائنا فالأن اعداء سورية مارسوا كل أساليب الحصار والضغط والتمويل والارهاب ولم يفلحوا ولم يبق الا هذا السهم الاخير في جعبة سهامهم الغادرة بعد ان صدموا من قوة سورية وصمودها. وانهى السيد كميت حسون ان ماحصل قد عرى اعداء سورية امراء البترول المتورطين بدم مايسمى الربيع العربي وماحجب المحطات الفضائية السورية الا وسام فخر لها ودليل انتصار الاعلام الوطني السوري الذي اثبت انه على قدر المسؤولية وانه صوت الحق الذي لايمكن اسكاته وهذا بتقديري من مؤشرات النصر القريب لسورية. فضاؤنا قرار الجامعة العربية في وقف بث القنوات السورية قرار ممنهج وفق خطة عدوانية على سورية بدأت منذ عام ونصف العام بتحريض اعلامي مثير للاشمئزاز من قنوات عربية شاركت بذبح الشعب السوري واستمرار معاناته حتى اليوم ولم يكتفوا ببث التحريض لكنهم امدوا الداخل السوري بالاسلحة والاموال والارهابيين , وارادوا اليوم بفعلتهم تغييب مايحصل على الأرض السورية وقراءة مايجري من احداث تخصنا بكاميرا احادية مغلوب على امرها وموجهة من الخارج . لذلك لم يكن أمامهم الا ان يلجؤوا الى الاساليب الصغيرة والدنيئة ليزيدوا من طينهم الوسخ بلة فسورية التي كانت ومازالت بلد المقاومة والفخار واول المؤسسين للجامعة العربية لايمكن ان تكون اليوم بلدا يجرح من اهله وابناء عمومه الذين اصبحوا بين يوم ومؤامرة دمية مسرح خيطان تحريكها مسيطر عليها صهيونيا وجدول اعمالها ممهورة بحكم قواديها الذين يطمحون لعودة الاستعمار القديم لارضنا وبأسلوب حديث ..لذلك فعلينا اليوم المطالبة بتحرير الجامعة العربية ممن احتلوها وكانوا صورا ممسوخة عن اعدائنا لا اخوتنا الذين شاركوا بسفك الدم السوري ومازالوا , وقرار حجب البث الفضائي اليوم ليس سوى استمرار في مسلسل الضغوطات على سورية والاجدر بهم كجامعة عربية يهمها الشأن السوري ان تقرر وقف بث قنوات التحريض الطائفي ..وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية لا ميدانيا ولا حتى بصورة او مقطع فيديو مفبرك.. قابيل وهابيل السيدعبد الرحمن أحمد استاذ علم اجتماع قال : ان قضية الصراع بين المتناقضات كانت ومازالت ولن تزول , ربما تخفت احيانا لتظهر في وقت آخر بقوة وأهم صراع بينها هو الصراع بين الحق والباطل كأساس يبنى عليه الصراع الحاصل ولو كان بلبوس سياسي او اقتصادي او اعلامي لأن قابيل ومنذ القدم اسكت صوت الحق وقتل اخاه هابيل كما أن اخوة يوسف رموه بالبئر ..والتاريخ مليء بقصص الغدر والطعن من اقرب المقربين ومايفعله بنا اليوم ابناء عمومتنا واجتماعهم على التخلي عن شقيقتهم سورية ليس الا استكمالا لما حدث في التاريخ . فهم يطالبون اليوم بوقف بث الفضاء السوري لأنه صوت حق وهذا يرهقهم ويقض مضجعهم وهم الأداة المشغول عليها من الخارج الاستعماري الجديد الذي وجد في مبادئهم الوسطية والباطلة تربة صالحة لزرع وحصد استثمارات ستعود على الغرب بالربح السياسي والاقتصادي الوفير .. وليس مانشروه في سماء وطننا الا ربيعا فاسدا شاهدنا آثاره على تونس واليمن ومصر , ولن يكون في سورية اليوم الا الربيع السوري المقاوم والاصيل ولا يحق لهم التطاول على سيادة دولة والتدخل في شؤونها الداخلية اسكات صوتها على اقمار فضائية تنشر حقيقة ورؤية ماتراه صحيحا فهذا ابسط حق من حقوقها كدولة لها سيادتها. |
|