|
سانا - الثورة حيث استشهدوا لمجرد أنهم صمموا على حمل المسؤولية الوطنية فرشحوا لانتخابات مجلس الشعب ولم يتمكنوا من أن يشاركونا هذا اليوم التاريخي.
وأضاف الرئيس الأسد.. لارواحهم وأرواح كل الشهداء الابرياء المدنيين والشهداء العسكريين الذين سقطوا منذ الايام الاولى لهذه الاحداث نقف اجلالا واكبارا ونرسل لاهاليهم أولا تحية ومحبة ونقول لهم.. دماؤهم لن تذهب هدرا ليس انطلاقا من الحقد وانما انطلاقا من الحق فالحق لا يسقط إلا عندما يتنازل عنه صاحبه. وقال الرئيس الأسد.. عزاؤنا الوحيد وأنا لا أتحدث هنا عن عائلاتهم وانما أتحدث عن العائلة السورية الكبيرة.. عزاؤنا الوحيد جميعا أن يعود وطننا سليما معافى وأن ينعم أبناء هذا الوطن بالامن والسلام والطمأنينة والاستقرار.
الجرأة والشعور بالمسؤولية دليل على الاستعداد للبذل والتضحية وأضاف الرئيس الأسد.. السيد رئيس مجلس الشعب.. السيدات والسادة أعضاء المجلس يسعدني أن أهنئكم اليوم بنيلكم ثقة الشعب وأن يكون بيننا الاعضاء الجدد الذين انضموا إلى هذه المؤسسة الوطنية ليعبروا عن الدماء الجديدة والأفكار الخلاقة التي تضخ في قلب المؤسسة ليتجدد بها الوطن وتحيا عبرها آمال المواطنين بغد مشرق مليء بالامان والازدهار. وقال الرئيس الأسد.. أعبر عن تقديري العميق لتصميمكم على خوض الانتخابات في هذه الظروف الدقيقة التي تقتضي منا المزيد من الجرأة والصلابة والشعور بالمسؤولية والذي يبرهن على مدى استعدادكم للبذل والتضحية في وقت ينوء البعض بأعباء المسؤولية الوطنية ولا يتصدى لها سوى المؤمنين بقدسية العمل الوطني ولا يتحمل أعباءها سوى من نذر نفسه لخدمة شعبه والدفاع عنه. وأوضح الرئيس الأسد أن مجلس الشعب هو مجلس كل الشعب فهو مجلس المزارع الحالم بمحصول أفضل وبغد أبهى وهو مجلس الفلاح الماسح عرق الجبين ليطعم أبناءه وأهله ومجلس الموظف الكادح الممسك بيد ابنه يرافقه إلى المدرسة ليكون مستقبل أولاده اكثر أمناً واستقراراً ورفاهية وهو مجلس الجندي الناذر حياته للدفاع عن الوطن وهو أيضا مجلس المثقف والمتعلم والطبيب والمهندس والمحامي والصحفي والعامل وهو مجلس المرأة التي ما برحت في مجتمعنا السوري تتقدم وتتطور وهو مجلس للشعب منه يستلهم وبه يحيا ولاجله يشرع ويراقب السلطة التنفيذية.
التواصل مع المواطن يجعل الخطط والبرامج أقرب إلى الواقع وقال الرئيس الأسد ان قيام أعضاء مجلس الشعب بمهامهم التشريعية والرقابية لا يمكن أن يتم على الشكل الأمثل دون امتلاك رؤيا تطويرية واضحة وانضاج هذه الرؤيا بحاجة لعاملين.. الاول هو الحوار البناء تحت قبة هذا المجلس بين أعضائه والثاني هو التواصل مع المواطنين سواء لمعرفة التحديات والصعوبات التي يواجهونها أو للاستماع منهم لحلول ومقترحات تغني ما لدى أعضاء المجلس من برامج وخطط وتجعلها أقرب إلى الواقع وأقدر على ملامسة هموم المواطنين. ولفت الرئيس الأسد إلى أن التواصل بين المسؤول سواء كان في السلطة التشريعية أو في السلطة التنفيذية هو حاجة للمواطن كي ينقل همومه ولكن هو حاجة أكبر للمسؤول لان نجاح المسؤول في أي سلطة سواء كانت تشريعية أم تنفيذية مرتبط بشكل مباشر وله صلة وثيقة بعلاقته مع المواطن وقدرته على التفاعل مع هذه العلاقة وقدرته على استخلاص الافكار والخطط والرؤى المنبثقة من طموحات وطروحات المواطن وحاجته لحياة أفضل. وقال الرئيس الأسد.. اذا كان المواطن هو الهدف بالنسبة لنا فلابد أن يكون هو المنطلق واذا كنا نعمل من أجله وكانت الغاية هي مصلحة المواطن فلابد أن يكون رأي المواطن هو البوصلة التي نسترشد بها. تحويل المجلس إلى خلية نحل من العمل والحوار وأوضح الرئيس الأسد أن التركيز على الدور الرقابي للمجلس لا يجوز أن يغفل دوره التشاركي مع السلطة التنفيذية فمن يراقب ويسائل عليه أيضا أن يكون قادراً على طرح الحلول وهذا يتطلب تحويل هذه المؤسسة إلى خلية نحل من العمل والحوار لكي تكون مولد الطاقة والمحرك لمجمل عملية التطوير في سورية. وأضاف الرئيس الأسد.. كثيرا ما توصف العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية سواء كانت الحكومة أو المؤسسات الاخرى بأنها جيدة أو سيئة وأعتقد أن هذا الوصف غير صحيح لان العلاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية ليست علاقة مجاملة أو منافسة بل هي علاقة تكامل وعلاقة التكامل يجب أن توصف بأنها منهجية أو غير منهجية وعندما نقول انها يجب أن تكون منهجية فنحن بحاجة لاليات وهذا هو أهم شيء تبدأ به أي مؤسسة عملها في بداية مرحلة معينة. وتابع الرئيس الأسد.. عندما نتحدث عن الدور الرقابي للمجلس.. وهو أهم دور يقوم به على السلطة التنفيذية فالرقابة لا تبدأ مع التقصير الذي يقوم به المسؤول التنفيذي بل هي تبدأ بالتخطيط وتكتمل عندما يكون هناك تقصير أو خلل ما وعندما تبدأ السلطة التنفيذية بالتخطيط لابد أن يكون هناك حوار مباشر بينها وبين السلطة التشريعية ويناقش المجلس مع هذه الجهات ويبدأ مع الحكومة عندما تقدم البيان الوزاري ولاحقا يطلب من كل وزير خطته وما هي رؤيته لهذا القطاع المسؤول عنه ثم يأتي بعد ذلك دور المجلس في المتابعة والرقابة ولاحقا عندما يكون هناك تقصير يكون دور المجلس هو المحاسبة وهنا يتحمل المجلس أمام الناخب وأمام المواطن مسؤولية النقاش ويجب أن يكون عضو المجلس قادراً على النقاش والموافقة على خطة يتحمل مسؤوليتها مع السلطة التنفيذية وطبعا هو لا يتحمل مسؤولية التنفيذ وهذا يتطلب من كل عضو الا يتحول إلى مجرد قناة بين المواطن ومؤسسات الدولة بل هو حالة تفاعلية قادرة على طرح الافكار والخطط ومناقشتها أيضا مع السلطة التنفيذية لنرى اذا كانت هذه الخطة ممكنة وقابلة للتنفيذ أم لا. وقال الرئيس الأسد.. تخيلوا عندما يكون لدينا بدلا من عشرات الوزراء يفكرون ويخططون في مؤسسة.. مئات من الاعضاء مع العشرات يخططون ويفكرون وينفذون.. بكل تأكيد عملية التطوير ستكون اكثر انجازا وأكثر فاعلية. وتوجه الرئيس الأسد إلى أعضاء مجلس الشعب بالقول.. اليوم تبدؤون دوركم التشريعي في مرحلة مفصلية تتجاوز خطورتها ما واجهته سورية منذ جلاء المستعمر الفرنسي.. وهذا يتطلب منكم دورا استثنائيا للتعامل مع قوتين متعاكستين.. الاولى تدفع للوراء بما تحمله من محاولات لاضعاف سورية وانتهاك سيادتها ومن قتل وتخريب وجهل وتخلف وارتهان البعض للخارج.. والثانية تدفع باتجاه الامام بما تحمله من تصميم على الاصلاح تجلى بحزمة القوانين والدستور الجديد التي وسعت المشاركة الشعبية في ادارة شؤون الوطن. الوقوف بوجه الهجمة الإقليمية والعالمية ليس بالمهمة السهلة وأضاف الرئيس الأسد.. اذا كان الوقوف في وجه الهجمة الاقليمية والعالمية على بلدنا ليس بالمهمة السهلة فان التأقلم مع الاصلاحات وتعزيزها ليس بالعملية السهلة أيضا.. بهذه الاصلاحات نصد جزءا كبيرا من الهجمة علينا ونبني سدا منيعا في وجه الاطماع الاقليمية والدولية ونجاحنا في ذلك يعتمد على استيعابنا لمتطلبات الاصلاح على المستويين الرسمي والشعبي.. والشعب الذي تمكن من استيعاب حجم وأبعاد المخطط الذي رسم لسورية وللمنطقة وواجهه بتصميم ووعي وطني كبيرين هو نفسه القادر على استيعاب متطلبات الاصلاح.. ومن حق هذا الشعب علينا وهو الذي أثبت قدراته باختبارات وطنية فائقة الصعوبة ونجح فيها أن نرتقي بأدائنا إلى مستوى وعيه وصلابته لكي يحق لنا أن نفخر بتمثيله ونتشرف بالعمل لاجله. وتابع الرئيس الأسد.. لقد قمنا منذ الايام الاولى للازمة بالاعلان عن خطوات سياسية واضحة نعزز بها عملية التطوير من خلال توسيع المشاركة الشعبية ونقطع بها الطريق على كل من حاول الاختباء تحت عناوين الاصلاح واستغلال الاحداث لاهداف غير شريفة وغير وطنية.. وقد تم انجاز هذه الخطوات ضمن الجدول الزمني المعلن بعكس توقعات الخصوم والاعداء الذين شككوا بصدق نوايانا.. ورغم انكار ما تم تحقيقه في المجال السياسي من قبل القوى الخارجية والداخلية التي راهنت على الازمة ورغم المحاولات المستمرة لافشال العملية السياسية لم نتوقف عن القيام بما أعلناه وبدأنا به فكان صدور القوانين واجراء انتخابات الادارة المحلية ومن بعدها الاستفتاء على الدستور ردا على تلك المحاولات. وأكد الرئيس الأسد أن اجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها رغما عن القتل والتهديد والإرهاب كان الرد الحاسم من قبل الشعب على القتلة المجرمين وعلى أسيادهم ومموليهم.. وجاءت هذه الخطوة الدستورية والديمقراطية لتوجه صفعة لهؤلاء الذين أرادوا لسورية أن تنغلق على ذاتها وتغرق بدماء أبنائها وتعود عقودا إلى الوراء.. وها هي سورية تخرج بحلة نيابية جديدة تستكمل مسيرة ما وعدنا به قبل الازمة وخلالها وتسير نحو المستقبل بكثير من الامل والتصميم والتحدي. الأحداث أدمت الوطن واستهلكت الكثير من رصيده وقال الرئيس الأسد.. لقد أدمت هذه الاحداث الوطن واستهلكت الكثير من رصيده ماديا ومعنويا وأخلاقيا.. وفي خطابي الاول تحت قبة هذا المجلس وفيما كانت الازمة في أسابيعها الاولى تحدثت عن العامل الخارجي فيها دون التركيز عليه على اعتبار أن المسؤولية الاكبر عن الخلل الذي يصيب المنزل تقع على عاتق مالكيه وساكنيه قبل أن تقع على عاتق الغرباء ولكن البعض ذهب في ذلك الوقت إلى حد انكار العامل الخارجي كليا واعتبار هذا الطرح تهربا من استحقاقات داخلية وان مجمل المشكلة هو خلاف صرف بين أطراف سورية وأن ما يجري على الارض هو حراك سلمي خالص وأن أي عنف يقع فمصدره الدولة وقد طرح البعض هذا الطرح بخبث وسوء نية.. والبعض الاخر بسذاجة وعدم معرفة وتأثر بالتزوير الاعلامي. وأضاف الرئيس الأسد.. اليوم وبعد سنة ونيف تتضح الامور وتنزع الاقنعة.. فالدور الدولي فيما يحصل معرى أساسا منذ عقود بل قرون مضت ولم يتغير ولا أراه متغيرا في المدى المنظور.. الاستعمار يبقى استعمارا وتتغير الاساليب والهجوم.. والدور الاقليمي فضح نفسه بنفسه عندما انتقل من فشل إلى اخر فيما خطط له فاضطر إلى اعلان حقيقة موقفه ونياته على لسان مسؤوليه أنفسهم.. أما بعض القوى والشخصيات المحلية والتي نصبت نفسها وكيلا عن الشعب فرأت الشعب يعبر عن نفسه في الشارع من دون حاجة لوصي أو وكيل ينتهز الفرصة ليركب موجة عارضة ويبني لنفسه أمجادا على حساب دماء الشعب. ولفت الرئيس الأسد إلى أن الشعب احتقر ونبذ إلى غير رجعة من وضع جسده في الداخل وقلبه وعقله في الخارج وبالمقابل كان هناك من يسعى إلى طرح الافكار بهدف الوصول إلى حل منذ البدايات وقد ارتكز البعض منها على انفعال عاطفي في أزمة خطط لها بالعقل في حين استند البعض الاخر إلى معلومات متداولة من دون تدقيق في أزمة أسس لها على قاعدة متينة من التزوير مشيرا إلى أننا نقدر النوايا الطيبة لكن ما يحصل أكثر تعقيدا وأشد خطورة من أن نتعامل معه بتبسيط في التحليل أو بعاطفة انفعالية أو بطروحات طوباوية فبعد كل هذه الحقائق الصارخة في وضوحها وبعد كل تلك الدماء الزكية التي سفكت والارواح البريئة التي أزهقت فنحن بحاجة للكثير الكثير من العقل. وأضاف الرئيس الأسد.. نحن بحاجة لنتعلم من الشعب الذي ننتمي اليه والذي تمكن من فك رموز المؤامرة في بداياتها وحل شيفرة التزوير على تعقيدها مستندا إلى حس شعبي لا يخطئ وذاكرة وطنية تنهل من تراث مليء بالتجارب الغنية وتراكم أخلاقي شكل حصنا حمى مجتمعنا من الانحراف وتقاليدنا وهويتنا من الاندثار. وقال الرئيس الأسد.. ان ما تعلمناه من الشعب هو مبدأ بسيط قديم ولكنه عميق.. اذا أردنا حل مشكلة ما فعلينا أن نواجه هذه المشكلة لا أن نهرب منها ومعظم ما طرح من حلول كان يعبر عن حالة لا شعورية من الهروب إلى الامام وقد تكون مواجهة المشكلة مؤلمة في كثير من الاحيان لكنها بالمحصلة شافية أما الهروب منها فهو كالمدمن الذي يشعر بالنشوة الكاذبة ولكنه في حقيقة الامر يسير نحو الموت. وأضاف الرئيس الأسد.. ان الكثير قيل حول الحل السياسي منذ بداية الازمة وهناك من يتحدث عن حل سياسي وغيره من النقاط أو التفاصيل المرتبطة به ولكن أحدا من هؤلاء لم يطرح حتى الان ما هي العلاقة بين الحل السياسي والارهاب الذي طغي وتزايد منذ بداية الازمة حتى الآن.. فهل يمنع الحوار والحل السياسي الذي نتحدث عنه الارهابي من أن يقوم بما قام به حتى اليوم.. وهل هذا الارهابي قام بقطع الرؤوس والتفجير والاغتيال وبكل أنواع الإرهاب البشع لان هناك طرفين سوريين اختلفا سياسيا مع بعضهما البعض.. وهل هذا يعني عندما نتحاور ونتفق على حل سياسي ما.. سيأتي هذا الارهابي ويقول زالت الاسباب وأنا سأتراجع عن الارهاب.. ان هذا الكلام غير منطقي. وأكد الرئيس الأسد أن الإرهاب ضرب كل الأطراف من دون استثناء ولم يضرب فئة دون أخرى ولم يكن جزءاً من خلاف سياسي ولم يقف مع طرف ضد طرف ويقرر لنفسه أن يكون موجودا على الساحة كجزء من هذه المشكلة السياسية. وأشار الرئيس الأسد إلى أن العملية السياسية تسير للامام ولكن الإرهاب أيضا يتصاعد من دون توقف ولم يتراجع ولم تؤثر القوانين التي ظهرت والتي صدرت منذ بداية الازمة عليه وجعلته يتراجع. الإرهابي لا تعنيه الإصلاحات ولا الحوار وتابع الرئيس الأسد.. قالوا في البداية ان المشكلة هي عدم وجود أحزاب فصدرت قوانين الاحزاب وان المشكلة في المادة الثامنة فتغيرت وذهب الدستور وتغير غيرها من الحجج والمبررات والعناوين التي وضعت ولكن الواقع لم يتغير بالنسبة للاعمال الارهابية.. وهذا هو الجواب الواقعي فنحن لا نحلل ولا نبتكر بل الواقع هو الذي يعطي الجواب الواضح. وشدد الرئيس الأسد على ان الإرهابي لا يعنيه الاصلاح ولا الحوار بل هو مجرم كلف بمهمة وهو لا يهتم بالادانة ولا بالاستنكار ولا يتأثر ببكاء الارامل والثكالى والايتام وهو لن يتوقف حتى ينجز هذه المهمة بغض النظر عن أي شيء ولن يتوقف الا اذا قمنا نحن بايقافه. وأكد الرئيس الأسد أن عدم الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية هو خطأ كبير يرتكبه البعض ويعطي الشرعية للإرهاب التي بحث عنها الإرهابيون وأسيادهم منذ اليوم الاول للاحداث مشيرا إلى أن الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية أساسي كي نفهم ونعرف كيف نتحرك باتجاه تحسين الظروف التي نعيش بها. وقال الرئيس الأسد.. ان علينا بداية أن نعرف المشكلة ونشرحها ونحدد القوى المؤثرة فيها كي لا تبقي طروحاتنا تدور في حالة من الفراغ وبالتالي نطرح فقط الحلول القاصرة أو الوهمية أو الخاطئة ونخسر الزمن والدماء والوطن ويجب أن نعرف أولا أننا لا نواجه مشكلة سياسية لاننا لو كنا نواجه مشكلة سياسية فلابد من وجود طرف يطرح برنامجا سياسيا أو اقتصاديا ثم نواجه هذا الطرف ببرنامج سياسي أو اقتصادي وهذا ما فعلناه بالرغم من معرفتنا منذ اليوم الاول أن المشكلة ليست مشكلة سياسية. ما نواجهه مشروع فتنة وتدمير للوطن وتابع الرئيس الأسد.. ان ما نواجهه هو مشروع فتنة وتدمير للوطن وأداة هذه الفتنة هي الإرهاب فكيف يمكن أن نربط بين العمل السياسي والإرهاب.. وبالتالي فان هذا الفصل ضروري جدا ومع ذلك نحن منذ الايام الاولى لم نترك طريقة سياسية الا وجربناها وأنا أقول هذا الكلام لان البعض ربما يتوقع من الرئيس في كل خطاب أن يأتي بحل معجزة مثل العصا السحرية التي أتحدث عنها دائما. وأضاف الرئيس الأسد.. لا يوجد لدينا عصا سحرية ونحن جربنا كل الطرق السياسية من القوانين وتغيير الدستور والعفو عمن تورط وما زلنا مستمرين بهذا الموضوع.. وحتى الحوار الوطني قلنا لا يوجد مشكلة فيه كمبدأ ولكن هذا الحوار بحاجة إلى تهيئة والى أطراف معروفة تتفق وعندها نستطيع أن نصل إلى الحوار الوطني. وقال الرئيس الأسد.. ان كل الطروحات السياسية وافقنا عليها وكنا مرنين جدا ولكن هناك فرقاً بين أن نقوم بعملية سياسية ونعتقد أنها ستنتج ونصاب بالاحباط ويكون الإرهاب قد قطع مراحل للامام وبين أن نعرف أن هذه العملية السياسية نحن نحتاجها بغض النظر عن موضوع الارهاب. وأضاف الرئيس الأسد.. عندما نقول ان القضية قضية ارهاب فنحن لم نعد في الاطار الداخلي السياسي بل نحن نواجه الان حربا حقيقية من الخارج والتعامل مع حرب يختلف عن التعامل مع خلاف داخلي أو مع أطراف سورية وهذه النقطة يجب أن تكون واضحة. وقال الرئيس الأسد.. ان الكثير قيل حول الحوار والبعض ممن لا يحب الشعارات ويقول انها شعارات جوفاء.. حول الحوار من دون أن يشعر إلى شعار أجوف.. فأين هي الخطط وما هي التصورات لهذا الحوار ومن هي الاطراف المعنية بالحوار ومن يحاور من وحول ماذا تتحاور هذه الاطراف وما هي هذه الاطراف وما هي علاقتها بالاحداث وهل هي أطراف مؤثرة فعلا في الاحداث التي تجري يوميا أم هي عبارة عن أطراف تركب موجة معينة لكي تحقق مكاسب شخصية وهل يجب أن تكون هذه الاطراف ممثلة شعبيا لكي تشارك بالحوار أم لا.. فاذا كان الجواب لا يهم فما قيمة حوار لا يعني الشعب أو أن الشعب غير معني به وأعتقد الجواب واضحا.. واذا كان الجواب نعم فكيف نحدد أن هذه الاطراف تمثل حالة شعبية أو جزءا أو فئة من الشعب. وأضاف الرئيس الأسد.. مبدئيا ان الاساس الوحيد الموجود هو الانتخابات فهل شاركت هذه القوى التي ستحاور في الانتخابات أم أنها تنطحت للدفاع عن الشعب أو للتحدث باسم كل الشعب وعندما أتي الاستحقاق الانتخابي هربت لكي لا نرى الحجم الحقيقي لهذه القوى. عندما نقاطع الانتخابات لا نقاطع الدولة والحكومة بل نقاطع الشعب وقال الرئيس الأسد.. ان هذه القوى هربت من الانتخابات تحت عنوان المقاطعة وعندما نقاطع الانتخابات فنحن لا نقاطع الدولة والحكومة والحزب الحاكم بل نقاطع الشعب لان الانتخابات حق للشعب ولان الناخب هو المواطن وليس الدولة ولا الحزب وبالتالي كيف يمكن لشخص أن يقف أمام الناس ويقول أنا أمثل الشعب وأنا أقاطع الشعب فهذا تناقض غير ممكن واذا أردنا أن نضعه في فيلم خيال لما تمكنا. وأكد الرئيس الأسد أن أي عملية سياسية لا ترتكز على الحالة الشعبية هي عملية ليس لها قيمة من الناحية الفعلية.. والحالة الشعبية عبرت عن نفسها حيث نزل الملايين من الناس إلى الشوارع.. رجالاً ونساء وشباباً وشابات وأطفالا وشيوخا وعبروا بشكل واضح عن رفضهم للتدخل الاجنبي وللارتهان للخارج ورفضهم للمساس بوحدة الوطن ووحدة أراضيه ونسيجه الاجتماعي.. كما عبرت عن نفسها بالمشاركة في الانتخابات في هذه الظروف الصعبة وقبلها في انتخابات الادارة المحلية وفي المشاركة الواسعة بالاستفتاء على الدستور رغم التهديد والارهاب. العمل السياسي يجب أن يرتكز على الأسس التي حددتها الجماهير وقال الرئيس الأسد.. ان أي عمل سياسي نقوم به يجب أن يرتكز على الاسس التي حددتها الجماهير ومنها الحوار الوطني الذي نتحدث عنه.. والحوار الوطني المقبل يجب أن يرتكز على هذه الأسس لكي لا يبقى حوارا شكليا لا يحقق أي نتائج للمواطنين وللوطن.. ولذلك أقول.. عملية سياسية ولا أقول حلاً سياسياً.. فعندما نقول حلاً سياسياً فان هذا يعني أن ما نقوم به الان سيؤدي إلى تحسن الظروف ونحن قلنا ان الإرهاب منفصل عن العمل السياسي.. ولذلك أنا أقول هو مسار سياسي. وأضاف الرئيس الأسد.. عندما يقول المواطن.. أنتم أعطيتموني حلا ولم ينجح.. الم تكونوا تعرفون... لا.. كلنا نعرف منذ اليوم الأول أن هذا الحل الذي نطرحه أو هذا المسار السياسي لن يؤدي لحل لكننا قمنا بهذا المسار السياسي أو بدأنا به لاننا تحدثنا عنه وأقررناه في العام 2005 ولان المجتمع السوري يحتاج لهذا المسار السياسي بغض النظر عن الازمة. واشار الرئيس الأسد إلى أن هذا المسار بدأ بالقوانين التي صدرت وبالاحزاب التي شكلت وبالتعددية السياسية التي أقرها الدستور والتي طبقت.. واستمر بانتخابات الادارة المحلية والاستفتاء على الدستور وبانتخابات مجلس الشعب الاخيرة موضحا أن الحوار المقبل كيفما كان شكله ومهما كانت النتائج الصادرة عنه يجب بالمحصلة أن تخضع للمصادقة الشعبية التي تكون بإحدى طريقتين.. اما عن طريق ممثلي الشعب أي مجلس الشعب أو عن طريق الاستفتاء المباشر من قبل المواطنين كما حصل في الاستفتاء على الدستور.. وطبعا يعتمد على ما هو نوع الطرح الموجود في الحوار الوطني. للمجلس دور مهم في الحوار مع الشعب وقال الرئيس الأسد.. بما أننا نتحدث عن حوار الشعب مع ممثليه فلابد أن يكون لمجلس الشعب دور في هذا الحوار.. وقد يكون السؤال.. أين وصل الحوار... في الخطاب الماضي بالشهر الأول تحدثت عن الحوار.. والحقيقة أننا أعلنا ودائما نقول.. نحن مستعدون للحوار وأبوابنا مفتوحة للحوار وهناك قوى معارضة مختلفة أقصد متنوعة.. والبعض منها أعلن عن رغبته واستعداده للحوار والبعض الاخر لم يعلن.. جزء من قوى المعارضة الوطنية شارك بالانتخابات وعبر عن رغبته فعلا واستعداده للحوار وهو موجود معنا في هذه القاعة وأتى إلى مجلس الشعب من خلال القاعدة الشعبية التي يمثلها. وأضاف الرئيس الأسد.. ولكن هناك جزءاً اخر من المعارضة حتى الان ما زال ينتظر التوازنات في الخارج.. ونحن نتحدث بكل صراحة بعيدا عن الدبلوماسية فهو ينتظر توازنات في الخارج والبعض ينتظر الاشارات من الخارج.. ومع ذلك نحن نقول.. الأبواب ما زالت مفتوحة ونحن على استعداد دائما للبدء بالحوار من دون شروط باستثناء القوى التي تتعامل مع الخارج ومرتهنة له.. والقوى التي طالبت بالتدخل الخارجي أو التي انغمست مباشرة بدعم الإرهاب. وأكد الرئيس الأسد أن المسار السياسي يكتمل طبعا بموضوع الحكومة ولكنني تحدثت في الخطاب الماضي عن الحكومة.. فالدستور الحالي يقر باستقالة الحكومة بعد انتخابات مجلس الشعب.. وقريبا سنكون أمام حكومة جديدة تأخذ بالاعتبار القوى السياسية الجديدة وبشكل خاص تأخذ بالاعتبار طبعا التوازن الجديد في مجلس الشعب. قلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة وجدد الرئيس الأسد التأكيد على أن أبواب سورية مفتوحة لكل من يريد اصلاحا حقيقيا وحوارا صادقا وأن قلوبنا مفتوحة لإشراك كل سوري صادق في مسيرة النهوض بالدولة.. ولا رجعة عن كل ما قمنا به من اصلاحات وانفتاح.. وسورية التي تسير نحو المستقبل رغم الجراح هي سورية الحاضنة لكل ابنائها مهما اختلفت الاراء اذا ما بقي الاختلاف سلميا وديمقراطيا ولاجل الوطن وليس عليه. وقال الرئيس الأسد.. أما الإرهاب فلا يرتبط بالعملية السياسية وهو يستهدف الوطن كل الوطن بشعبه ومؤسساته وأحزابه وهو حالة منفصلة وعلاجه مختلف لا يخضع لاي من المعايير التي سبق ذكرها وعلينا اذاً أن نكافح الإرهاب لكي يشفى الوطن.. ولا تساهل بالتالي ولا مهادنة معه ولا مع من يدعمه.. ولا تسامح الا مع من تخلى عنه.. وسنستمر بالحزم في مواجهته بالتوازي مع فتح الباب لكل من يريد العودة عنه في حال لم تتلوث يداه بالدماء وقد استجاب الالاف من المتورطين بحمل السلاح وتسامحت معهم الدولة. وأضاف الرئيس الأسد.. ان هذا يؤكد صحة النهج الذي تبنته الدولة في هذا الاطار ويؤكد مصداقية الدولة فيما تقوله بالرغم من محاولات التشكيك وهناك اشخاص كثر ترددوا في القيام بهذه الخطوة بسبب التشكيك الذي يأتيهم من اشخاص اخرين لكي يبقوا متورطين.. وأنا الان أشجع هؤلاء الاشخاص الذين كانوا مترددين أن يقوموا بهذه الخطوة وأؤكد مرة أخرى على أن الدولة لا تنتقم بحسب ما يقولونه لهم ان الدولة ستنتقم.. وان لم تنتقم الان فلاحقا بعد انتهاء الازمة.. وأنا أؤكد أننا لن ننتقم عاجلاً ولا أجلاً ونحن في الماضي وفي مفاصل مختلفة تسامحنا مع أشخاص من غير السوريين اساؤوا لسورية كثيرا فكيف لا نتسامح مع ابن الوطن. وأكد الرئيس الأسد أن الامن الوطني خط أحمر وقد يكون الثمن غاليا وهو حتى الان ثمن غال دفعته سورية والوطن ولكن مهما كان الثمن غاليا فلابد من أن نكون مستعدين لدفعه حفاظا على وحدة النسيج والمجتمع السوري وعلى قوة سورية. الحل السياسي هو شيء أشمل من مجرد قوانين ودستور وقال الرئيس الأسد.. انه وبعد الحديث عن المسار السياسي فما هو الحل السياسي.. فالمسار لا يحل الازمة الحالية ولا يخفف الارهاب.. ولكن الحل السياسي هو شيء أشمل من مجرد قوانين ودستور وهو مرتبط بكل الاسباب التي أدت إلى هذه الازمة والتي سمحت للاجانب.. اذا افترضنا أن البعض من المستعربين أجانب.. بالتدخل في الامور الداخلية السورية.. وهذه الازمة خلقت اشكالات وثغرات سنعاني منها في المستقبل.. لذا نحن بحاجة إلى حل سياسي لكل هذه الاشياء وما قمنا به من تشريعات يساعد ولكن إلى حد معين.. والحل السياسي لا يبدأ بالقوانين ولا يبدأ بالدستور ولا بكل هذه الاجراءات وانما يبدأ بالمفاهيم والثغرات التي ظهرت لدينا في هذه الازمة.. هذه الثغرات في المفاهيم التي لم نكن نراها حقيقة ولابد من التعامل معها وخاصة في هذه المرحلة. وأضاف الرئيس الأسد.. ان الحل السياسي يبدأ عندما نفرق بين الاختلاف بالرأي الذي يعني الغنى والاختلاف حول الوطن الذي يعني التدمير.. فالتعددية لا تعني الصراع ولا التصادم بل التكامل دون التماثل.. والتعددية هي حالة فكرية قبل أن تكون حزبية عندما نقبل الافكار المخالفة لافكارنا من دون أن تخالف أي منها مصلحة وسلامة الوطن.. والحل يبدأ عندما نعرف أن الامم العريقة تذوب اختلافاتها في الازمات والملمات لصالح الوطن وتصبح القضية مع الوطن أو ضد الوطن لا مع الدولة والحكم او ضدهم وعندما تبنى الاولويات على مصلحة الوطن وليس على المشاعر والانفعالات الشخصية وعندما نرتقي في نقاشاتنا لنفرق بين الرأي والحقائق.. بين الطموح والواقع.. ونفهم العلاقة بين العقائد والمصالح.. نعرف ان التكتيك دون استراتيجية تقوده وتوجهه هو فشل محتوم. وأشار الرئيس الأسد إلى أن البعض يخلط بين أن يكون ضد سياسة دولة أو ضد اداء مسؤول وبين أن يكون ضد الوطن.. وهذا ما يحصل في كثير من الحالات وهناك اشخاص فرقوا بين الحالتين وهناك اشخاص نزلوا إلى المسيرات المؤيدة التي رأيناها بكثافة وهم لا يتفقون مع سياسة الدولة ويعارضون الكثير من المسؤولين في ادائهم ولكنهم أشخاص وطنيون عرفوا كيف يفرقون بين الحالة الأولى والثانية ونزلوا إلى الشارع تأييدا للوطن وخوفا عليه. لا مبرر لأحد من أجل الانتقام من أي مؤسسة أمنية أو غيرها وقال الرئيس الأسد.. هناك من أساء لهم موظف او عنصر في مؤسسة ما قد يكون عنصرا في مؤسسة أمنية أو غيرها وهذ ليس مبررا لكي يتحول هذا الشخص إلى الانتقام من مؤسسات الدولة أو الوطن.. وهناك مثل اجنبي يقول.. قطع أنفه نكاية في وجهه ولا يمكن أن نطبق هذا المثل على الوطن.. وهناك بالمقابل اشخاص كأهل الشهداء الذين التقيت بهم وابنائهم أو اخوتهم ممن استشهدوا ولم يكونوا في معركة لا من الجيش أو الامن أو الشرطة وسقطوا بالخطأ في مكان ما وقالوا لي شخصيا أو قالوا لاخرين.. ان حال الوطن هي أولوية وقضية الوطن أهم من قضيتنا الشخصية ونتحدث بقضيتنا الشخصية عندما نتجاوز هذه الازمة وهؤلاء هم الاشخاص الوطنيون واغلب الشعب السوري هو كهؤلاء.. ولذلك يجب أن نعمم هذه الحالة لكي لا نخلط بين الخطأ الصغير والتحدي الكبير. وأضاف الرئيس الأسد.. في الازمات لابد من الترفع عن الصغائر.. ولابد ان نكون كبارا بحجم التحدي وقد نطرح شيئا قد يكون صحيحا في وقت اخر ولكنه في هذا الوقت بالذات طرح خاطئ وعندما نفهم هذه المفاهيم ونتبع هذا المنهج عندها نستطيع أن ننقذ الوطن فلا يكفي أن نحب الوطن لكي نجعله قويا بل يجب ان نعرف كيف نحبه.. فكم من اب وام خرجوا للمجتمع أبناء فاشلين بتربية لا تخلو من المحبة ولكنها تخلو من المعرفة والعقلانية ولا يكفي ان نكره الدماء لكي لا تسيل ويجب ان نعرف كيف نمنعها من السيلان وهناك البعض يبني مواقفه السياسية على كلمتين.. يكره العنف ويكره الدماء.. وانا أقول.. من هو الانسان العاقل الذي يحب الدماء... هذا الكلام من البديهيات ولكن عندما يدخل الطبيب الجراح إلى غرفة العمليات ويفتح الجرح وينزف الجرح ويقطع ويستأصل ويبتر.. ماذا نقول له تبت يداك هي ملوثة بالدماء أم نقول له سلمت يداك لانك أنقذت المريض. العدو أصبح في الداخل ولم يعد على الحدود وأضاف الرئيس الأسد.. عندما تحمل المقاومة سلاحا هل تحمله حبا بالدماء... هل قام الرسول صلى الله عليه وسلم بحروبه حبا بالدماء أم دفاعا عن الرسالة... وكذلك الامر بالنسبة لحروب الخلفاء الراشدين.. ونحن اليوم ندافع عن قضية وندافع عن وطن.. نحن لا نقوم بهذه الاعمال حبا بالدماء وقد فرضت علينا معركة فكانت النتيجة هذه الدماء التي نزفت.. وقد يقول البعض كنا نتمنى أن تكون هذه الدماء على الحدود وعلى الجبهة.. هذا الكلام صحيح ولكن العدو اصبح في الداخل ولم يعد على الحدود.. غير التكتيك وغير الاسلوب. وتابع الرئيس الأسد.. رغم أن العدو أصبح في الداخل ما زلنا كلنا نكره الدماء ولكن نحن نتعامل مع الواقع وأتمنى أن نبني أفكارنا على الواقع وليس على المشاعر عندئذ لا نخشى مجرما أو مأجورا أو مخططا يقوده مستعمر مسعور ويموله حاكم موتور عندئذ لا نخشى تشوش وتشويش البعض الذي أراد أن يقولب الازمة لكي تناسب ما في عقله بدلا من أن يعيد صياغة أفكاره ومنطقه لكي يتماشى مع الحقائق التي تحيط بنا. وقال الرئيس الأسد.. أنا لا أتحدث عن عميل في الداخل أو متآمر في الخارج فهذا هو موقعهم الطبيعي أن يقوموا بكل ما فيه ضرر لهذا الوطن.. وانا بهذا الخطاب لن أتحدث عن الوضع الدولي ولا الاقليمي.. لن أضيع وقتكم بهذا الكلام أنا اعتقد دائما بأن المشكلة تبدأ من هنا وسأركز في كل الكلمة على الوضع الداخلي.. أنا لا أتحدث عن عميل في الداخل أو متآمر في الخارج بل أعاتب سورياً أحب بلده لكنه لم يعرف كيف يحميه ولم يفهم ما الذي يحيط به فانجرف مع الموجة وغرق في الشعارات الخلابة وساهم من حيث لا يدري في ضرب وطنه سواء بسبب الشخصانية التي تسيطر عليه أو الاحقاد التي تتحكم فيه أو لقصر نظر ومحدودية رؤيته. وأضاف الرئيس الأسد.. البعض من هؤلاء يفترض بانه الاكثر معرفة في مجتمعنا وأقول لهؤلاء.. تعلموا من الشعب بدلا من أن تعلموه.. فهو الاكثر ثقافة ومعرفة وهو الاصوب رؤية.. سيروا خلفه لكي لا تضلوا طريق الوطنية تعلموا منه كيف نبني الوطن وكيف نحميه.. تعلموا من احساسه الفطري كيف توضع الاولويات.. وكيف لا تحل الهوامش محل الاساسيات تعلموا منه رؤية الوطن بالحجم الحقيقي لا بالمقياس الجغرافي لكي تعرفوا خطوط التماس السياسية الحقيقية بيننا وبين خصومنا وأعدائنا وتكونوا أهلا لخوض المعارك الوطنية الكبرى. وأكد الرئيس الأسد أن الشعب السوري ذكي لان المنطقة معقدة وطبعا كل شعب ذكي في منطقته لكن هذه المنطقة معقدة منذ الاف السنين وتتشابك فيها المصالح.. والشعب الذي يمتلك حضارة كالشعب السوري لا يقلد عادة بشكل ببغائي كل ما يأتيه من الخارج وخاصة عندما تأتي الرسائل والافكار عبر الاقنية التي تعبر عن دول لا أريد أن أقول انها حديثة الحضارة.. أنا أقول انها لم تدخل عصر الحضارة بعد وما تزال تعيش على هامش التاريخ. وقال الرئيس الأسد.. عندما نقول للبعض ممن يقع بخطأ سماع لهذه الابواق.. لان البوق ليس مجرد قناة قد يكون شيئا اخر.. لماذا اتخذت هذا الموقف... يقول لانني ضد الاخطاء التي تحصل. وتساءل الرئيس الأسد هل الملايين من السوريين التي نزلت إلى الشوارع نزلت دعما للاخطاء... أم نزلت لانها ضد الحرية... أم نزلت لانها تدعم الفساد والرشوة... مضيفا.. ان هذه الملايين هي أكثر من يعاني من هذه الاخطاء وأكثر من يقف ضدها ولكنها ميزت الزمن وعرفت أن هذا الوقت هو ليس وقت الحديث عن هذه الامور وعرفت أن الهدف هو استبدال هذه الاخطاء بكوارث كبرى هذا ما فهمته هذه الملايين التي نزلت إلى الشارع.. اليوم وبعد 14 شهرا ثبتت رؤية الغالبية العظمى من المواطنين. وتابع الرئيس الأسد.. هنا نسال أولئك الاشخاص هل تمكنتم من اصلاح هذه الاخطاء... هل الوضع اليوم أفضل مما كان عليه قبل بداية الازمة.. الجواب أيضا يأتي من خلال الواقع لكن خطأ هؤلاء أنهم أعطوا المبرر لكل من يريد أن يتدخل ولو بالكلام من الخارج وطبعا لم يتوقف التدخل على الكلام كما تعلمون. المشكلة أنه لدينا أشخاص لا يتعلمون إلا على خلفية من الدماء والأشلاء وأضاف الرئيس الأسد.. ان المشكلة أنه لدينا أشخاص وهم قلة لحسن الحظ لا يتعلمون الا على خلفية من الدماء والاشلاء والمشكلة أن البعض لا يرى الامور الا وهي مدبرة لا يراها وهي مقبلة أي لا يتمكن من رؤية المستقبل حتى ولو كان شديد الوضوح. وقال الرئيس الأسد.. لم يفهموا بأن القضية أكبر بكثير من قضية خلاف بين أطراف سياسية.. لم يفهموا أن القضية ليست حول الاصلاح والديمقراطية كما طرح في البداية بل هي حول دور سورية المقاوم ودعمها للمقاومة وتمسكها بحقوقها والمطلوب الان أن يضرب هذا الدور وأن يسحق أو أن يقسم هذا الوطن أو كلا الامرين معا. وأضاف الرئيس الأسد.. الغريب أن هناك أمورا واضحة كانت منذ البداية حيث بدأت الازمة مع الابواق الطائفية فكيف لم يفهموا ماذا تعني الطائفية.. تعني تقسيم وتفتيت وتفجير المجتمع فكيف لم يروا هذه الامور على وضوحها. وقال الرئيس الأسد.. أنا أسال سؤالا لماذا لم يضرب هذا الإرهاب الذي نراه اليوم بشدة قبل الازمة مع أن سورية مطوقة بدول فيها هذه الحالات الارهابية منذ أكثر من 10 سنوات.. والجواب لان الفوضى هي البيئة الطبيعية التي تحتضن الإرهاب ولان من سوق للفوضى هو من طبل لعهد جديد من الحرية والازدهار وهو لا يعرف عماذا يتكلم فاحتضن الاول الفوضى والفوضى احتضنت الإرهاب فأصبح هؤلاء الاشخاص من دون أن يدروا مساهمين بشكل أو باخر في موضوع الارهاب. الحرية التي هتفوا لها هي عبارة عن أشلاء أبنائنا وأضاف الرئيس الأسد.. اليوم نرى نتيجة قصر النظر أن هذه الحرية التي هتفوا لها هي عبارة عن أشلاء أبنائنا وهذه الديمقراطية التي تحدثوا عنها غارقة اليوم بدمائنا. وتابع الرئيس الأسد.. ان الثمن الذي دفعناه الان غال ولكن أنا أتوقع أن الثمن الذي سندفعه بعد الخروج من الازمة قد يكون أغلى ليس من الناحية الامنية وانما من الناحية الاخلاقية فأنتم تعرفون ما هي المفاهيم الجديدة التي دخلت لدى قسم كبير من الجيل الشاب في سورية مفاهيم.. الارهاب.. العنف.. اللصوصية والمرتزقة. وأضاف الرئيس الأسد.. البعض عاطل عن العمل يأخذ أموالا ليخرج للمظاهرات.. كلنا نعرف هذه الحقيقة لكن البعض لديه عمل تركه لانه رأى العمل الاخر أسهل حيث يخرج لمدة ساعة أو نصف ساعة فيأخذ الاموال وهناك شباب في سن المراهقة 14-15 تقريبا أعطوا نحو 2000 ليرة سورية لقتل كل شخص فما هو الثمن والوقت والجهد المطلوب منا كي ننظف ما علق في عقول وقلوب أولئك الشباب... وكيف يمكن أن نعيد تربية هؤلاء كي يعرفوا بأن الفوضى لا تجلب سوى الفوضى وأن المجتمع لا يمكن أن يبنى إلا على الأخلاق الحميدة وأعتقد بأن التحدي أمامنا كبير جدا في هذا الاطار. وقال الرئيس الأسد.. على كل الاحوال كما تلاحظون أنا تحدثت كثيرا عن الوضع الداخلي وعاتبت بشكل مكثف الاشخاص الذين أخطؤوا لان الكل تحدث عن التدخل الخارجي والمؤامرة الخارجية والكل تحدث عن الارهابيين في الداخل طبعا كتحميل مسؤولية ولكن لم نتحدث عن مسؤولية الاشخاص الوطنيين الذين يحبون وطنهم وكما قلت لم يعرفوا كيف يحبونه.. هذه مشكلة كبيرة لا تقل خطورة عن الطرف الاول والثاني لذلك أنا توسعت في هذا الموضوع اليوم. وتابع الرئيس الأسد.. هذه العناصر الثلاثة واضحة منذ بداية الازمة لكنني تحدثت عن هذا الان لعدة أسباب.. السبب الاول أن الزمن الذي استغرقته الازمة حتى الان طويل بما فيه الكفاية لكي يتعلم أي شخص ومن لم يتعلم الحقائق ولم يفهم ما هي حقيقة الازمة التي مر بها حتى اليوم فهو برأيي غير قابل للتعلم ولو طالت الازمة سنوات والسبب الثاني أن الثمن الذي دفعناه غال جداً وهو أغلى بكثير من الدروس المستفادة من هذه الازمة أو الفوائد التي يمكن أن نجنيها في حال افترضنا أن هناك فوائد يمكن أن نجنيها من هذه الازمة والسبب الثالث أن هذا الخطاب هو الخطاب الاول بعد تبديل الدستور وانجاز حزمة الاصلاحات. الرمادية الوطنية لم تعد مقبولة وقال الرئيس الأسد.. كما تعلمون كل ما كان يطرح أو ما كنا نطرحه قبل تلك المرحلة كان يعتبر من قبل بعض القوى محاولة للتبرير وللتهرب من عملية الاصلاح.. اليوم نحن أحرار فالدستور صدر والحزمة التشريعية صدرت ومصداقيتنا في رغبتنا بالاصلاح ثبتناها كدولة وأصبحنا قادرين على أن نقول بشكل واضح ونخرج من جو النفاق الذي فرض في سورية في بداية الازمة عندما كان كل شخص بغض النظر عن اتجاهه يسمى وطنيا يعني كل الوطنيين حتى لو كانوا مرتهنين للخارج وهذا الكلام لم يعد مقبولا الان فنقول الوطني وطني ونقول لغير الوطني انت غير وطني. وأضاف الرئيس الأسد.. الرمادية الوطنية لم تعد مقبولة لماذا أقول رمادية وطنية ففي خطابي السابق أمام مدرج الجامعة تحدثت عن الرمادية بأنها لم تعد مقبولة ففهم البعض بأنني أنا أقوم بالغاء أطياف سياسية يعني يا أبيض يا أسود والحقيقة أن هؤلاء لم يفرقوا بين الرمادية السياسية والرمادية الوطنية وعندما يكون هناك أحزاب داخلية أو تيارات سياسية أو أشخاص سوريون في حالة خلاف أو تنافس أو تناقض أستطيع أن أقف في المنطقة الرمادية لا مع الاول ولا مع الثاني ولا مع الثالث أو الرابع أما عندما تكون القضية وطنية وتكون المشكلة بين وطني وأوطان أخرى فأنا حتما مع وطني والا أكون خائنا فالرمادية الوطنية غير مقبولة وأنا لا أتحدث عن رمادية سياسية.. البعض يقف في موقف الرمادية الوطنية ويقول هذه رمادية سياسية وهذا ما أقصده بالرمادية الوطنية. الرئيس هو من يقف تحت سقف الوطن والدستور والقانون وقال الرئيس الأسد.. ان البعض يطرح في نفس هذا الاطار ومن بداية الازمة أن الرئيس يجب أن يكون لكل الشعب وأنا أقول كي أكون دقيقا ان الرئيس هو لكل من يقف تحت سقف الوطن والدستور والقانون والا ساويت بين العميل والوطني وبين الضحية والجلاد وبين الفاسد والشريف وبين من يخرب ومن يبني وبالتالي في هذه الرمادية الوطنية مخالفة للدستور ونكث بالقسم وضرر بالمصلحة العامة وخيانة للامانة الوطنية. وأضاف الرئيس الأسد.. أما لمن يبحث عن رئيس من دون لون أو طعم أو رائحة لبلد هو الأغنى بالألوان والأكثر استساغة للعيش فيه والازكى رائحة بعبق تاريخه فأقول لهم.. ان لوني من لون هذا الشعب الذي فيه من أطياف السيادة والمقاومة والكرامة والمحبة وأما كل طيف اخر من أطياف الإرهاب والطائفية والاشياء الاخرى التي رأيناها مؤخرا فهي أطياف غريبة لا تنتمي الينا ومصيرها سيكون الاضمحلال والزوال. وتابع الرئيس الأسد.. في قلب هذه الاحداث كانت قواتنا المسلحة الباسلة في مركز الهجوم الذي استهدف سمعتها ودورها وصورتها التي رسمت عبر عقود من التضحيات ولم يكن من الممكن لمؤسسة أن تقدم ما قدمته قواتنا المسلحة من تضحيات لولا وجود عقيدة توجه أبناءها بالاتجاه الصحيح فكان المستهدف هو العقيدة التي تعبر عن انتماء الشعب فاستهدفت هوية الشعب عبر استهداف المؤسسة التي يفخر بها. الجيش قدم تضحيات كبيرة وأكد الرئيس الأسد أن هذه المؤسسة قدمت تضحيات كبيرة جدا وأظهر أبناؤها شجاعة نادرة في مواجهة القتل والارهاب كي يشعر كل واحد فينا بالامان وعبروا ببسالتهم عن بسالة هذا الشعب الذي ينتمون اليه وحموه بأرواحهم ودمائهم على مدار الساعة وأقل ما نقدمه لهم هو احتضان الشعب وحمايته لهم وهي موجودة وملموسة ولولاها لما كان ممكنا أن يعبروا عن وحدتنا الوطنية بصمودهم وبتماسكهم وهذا ما سيدفع الاعداء للتركيز أكثر على تشويه تاريخ قواتنا المسلحة معتمدين على بساطة البعض ممن يتشربون المعلومة دون أي تدقيق. ولفت الرئيس الأسد إلى أنه لم يكن خافيا على أحد عمليات التزوير التي تمت لالصاق الكثير من الأعمال الإرهابية الشنيعة بهذه المؤسسة الوطنية كما تم استغلال الاخطاء التي تحصل من وقت لاخر من قبل بعض الافراد لتضخيمها واظهارها كنهج تتبناه الدولة ومؤسساتها بشكل عام وهنا علينا أن نفرق بين الاخطاء الفردية التي يرتكبها أي شخص ينتمي لاي مؤسسة في الدولة وأخطاء المؤسسة نفسها فلا يجوز أن نعمم خطأ شخص أو مجموعة أشخاص على كل زملائهم والخطأ يتحمله الشخص الذي ارتكبه حصراً لانه يعبر عن نفسه لا عن غيره ولا عن تعليمات رؤسائه ولا عن سياسات مؤسسته. قواتنا المسلحة بناء عريق شامخ بنى الوطن ودافع عنه وقال الرئيس الأسد ان قواتنا المسلحة بناء عريق شامخ بنى الوطن ودافع عنه وحمى استقلاله وما يزال ولا يجوز المساس برمز يعبر عن وطنيتنا ووحدتنا وشرفنا.. فباسمكم جميعا أوجه كل معاني الاحترام والتقدير إلى الجند الميامين الذين نذروا أنفسهم فداء للوطن وأقسموا على الذود عنه فكانوا خير أمناء على قسمهم. وأضاف الرئيس الأسد.. في الاسبوع الماضي وبعد مجزرة الحولة الشنيعة قاموا باتهام القوات المسلحة وقالوا في البداية انها بسبب قصف مدفعي ودبابات ولكنهم تراجعوا عن هذا الطرح فوراً لانهم شعروا بالاحتضان الشعبي وشعروا أن اتهام القوات المسلحة بالجريمة هو اتهام لكل مواطن سوري دون استثناء بأنه مجرم وارهابي فانتقلوا باتجاه الحديث عن ميليشيات موالية للدولة كما أطلقوا عليها التسمية. وقال الرئيس الأسد.. ان ما حصل في الحولة والقزاز والميدان ودير الزور وحلب وأماكن أخرى كثيرة في سورية وصفناه بالمجازر البشعة والشنيعة والوحشية وفي الحقيقة حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه وخاصة في مجزرة الحولة وأعتقد أن اللغة العربية وربما اللغة البشرية بشكل عام غير قادرة على وصف ما رأيناه ونحن كسوريين عايشنا هذه المرحلة وسنبقى نشعر بالخجل كلما تذكرناها طالما أننا أحياء ونتمنى ألا تبقى في ذاكرة الأبناء والاحفاد بل أن تبقى الدروس من هذه الأزمة دون أن تبقى الصور والمشاعر موجودة في مجتمعنا. وتابع الرئيس الأسد.. لو لم نشعر بالألم الذي يعتصر القلب وبالغضب الذي يصل حتى درجة الانفجار كما حصل معي ومع كل واحد منكم للمشاهد القاسية التي شاهدناها على التلفزيون وخاصة مشاهد الاطفال فنحن لسنا ببشر وهذا هو الشعور الطبيعي الانساني والوطني أيضا.. واذا أردنا أن نعزي فلا نريد أن نعزي الأهالي والأقرباء فالعائلات ذهبت بأكملها بل نعزي أنفسنا بالمستوى الذي وصل اليه بعض السوريين ونعزي أنفسنا بالضحايا ولكن نعزي أنفسنا أكثر بمستوى الاجرام الذي وصلنا اليه والذي هو مؤلم كألم الجريمة بحد ذاتها. لا نريد أن ننقاد بغرائزنا ولا بأقنية ولا بأبواق تطرح علينا الامور من الخارج وقال الرئيس الأسد.. هل تدفعنا هذه المشاعر أم نقودها نحن وهل تحركنا أم نحن نحدد إلى أين نتحرك والمشكلة أن البعض يدفعه الغضب باتجاه تدمير الوطن وهذا الشيء رأيناه في الايام الاولى باليوم الاول أو الثاني.. لدينا فئة من الناس مع كل أسف ومرة أخرى أقول.. ان هذه الفئة محدودة جداً ولكن هذه الفئة منذ بداية الازمة تسقط في كل مرة بنفس الفخ.. ففي كل مرة تسمع أكذوبة أو اشاعة ظهرت في قناة اعلامية أو على الانترنت أو غيرها وتبني مواقفها عليها وتدفعنا باتجاه تدمير الوطن.. فهل نريد أن نستخدم هذه المشاعر لحقن المزيد من الدماء وحماية المزيد من الأطفال.. وخاصة أن المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة وغيرها هم ليسوا مجرمين لساعة وليسوا مجرمين ليوم.. هم مجرمون بشكل مستمر.. هم يخططون بكل تأكيد لجرائم أخرى عندما تسنح لهم الفرصة.. فهل نحمي أطفالنا وأبناءنا ودماءنا من المزيد من الجرائم أم نحضر أنفسنا للمزيد منها.. هنا يظهر الفرق بين الوعي الوطني وغياب الوعي الوطني.. لا نريد أن ننقاد بغرائزنا ولا بأقنية ولا بأبواق تطرح علينا الامور من الخارج. وأضاف الرئيس الأسد.. هذا ما حصل معنا في الثمانينيات.. وحاولوا أن يكرروه الان والبعض عاصر تلك المرحلة وربما هناك جيل لا يذكر هذه المرحلة مشيرا إلى حادثة وقعت إما في عام 1980 أو 1979 عندما قتل شيخان من طائفتين في مدينة واحدة وكادت تندلع الفتنة لولا وعي معظم الاهالي وهذا ما يحاولونه الآن. وقال الرئيس الأسد.. السؤال البديهي الذي نسأله في مثل هذه الحالة من هو المستفيد وهل قامت الدولة أو موالون للدولة بهذا العمل قبل زيارة كوفي عنان كي تفشل خطة عنان.. ونحن نعرف من يريد أن يفشل خطة وزيارة عنان.. هل قامت الدولة أو الموالون للدولة بهذا العمل كي تستجلب المزيد من العداء في مجلس الامن الذي يطغى عليه اللون المعادي بكل الاحوال.. هذا الكلام غير منطقي. وتابع الرئيس الأسد.. القضية بسيطة وبديهية.. بدؤوا بمراحل في هذه الازمة.. بدؤوا بحالة الثورة الشعبية التي توقعوا أن تندلع خلال أسابيع وفشلوا فيها حتى رمضان.. وبعد رمضان بدؤوا بالعمل المسلح وأرادوا منه مواجهة الجيش والامن والشرطة وفشلوا.. انتقلوا بعدها لمرحلة الاغتيالات والتفجيرات وارهاب المواطنين بشكل مباشر وكان الشعب صامدا وفشلوا فكان لابد من العمل على خلق فتنة طائفية.. أنا أعتقد أن هذه الحالة وهذا الكرت هو الكرت الأخير بالنسبة لهم وهو يدل على الافلاس داعيا أولئك الاشخاص الذين يأخذهم الانفعال إلى الحد الاقصي في مثل هذه الحالات إلى أن يفكروا ويتفكروا بشكل عميق بكل ما حصل وبكل الاحداث التي مرت منذ بداية الأزمة حتى اليوم. الأزمات تظهر المعدن الحقيقي للشعوب والأمم الحضارية وقال الرئيس الأسد.. نحن نعيش في جو تزوير وقد يكون الانسان صاحب قلب طيب.. يقول ان كل ما يطرح صحيح حتى يثبت العكس وهل من المعقول بهذه الظروف ان كل ما يحيط بنا هو عبارة عن تزوير فقط.. يجب أن نقول ان كل هذه الامور تزوير حتى يثبت العكس.. ولذلك أنا أدعو أولئك الاشخاص الذين يأخذهم الانفعال إلى الحد الاقصى كي يغيروا طريقة تفكيرهم وأؤكد على نقطة هامة جدا في هذه الازمة.. الازمات تظهر المعدن الحقيقي للشعوب والامم الحضارية فاذا كنا حضاريين فأول ميزة للامم الحضارية عندما يكون هناك ملمة أو أزمة حادة فيتوحد الشعب وليس العكس.. الامم غير الحضارية تظهر ثغراتها ومشاكلها وانقساماتها في الازمات.. فأنا أتمنى فعلا أن نثبت كما نقول دائما بأننا شعب حضاري ننتمي لواحدة أو لعدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض. وأضاف الرئيس الأسد.. المطلوب اليوم أن نقف صفا واحدا مع الوطن ويجب أن يشعر كل واحد منا بأنه مسؤول عن القيام بواجبه لانقاذ الوطن لانه خفير وشرطي وجندي فالاعتماد على الدولة وحدها لا يكفي فالازمة ليست أزمة داخلية بل هي حرب خارجية بأدوات داخلية وكل مواطن معني بالدفاع عن وطنه واذا تشابكت أيدينا اليوم فأنا أؤكد أن انتهاء هذا الوضع قريب بغض النظر عن التآمر الخارجي ولن نسمح للقادمين من خارج التاريخ أن يكتبوا شيئا لم يكتبه التاريخ من قبل وهو أن السوريين يوما دمروا وطنهم بأيديهم.. لقد انتصرنا عبر التاريخ على كل الحاقدين وها نحن اليوم نرسم سوياً بسواعد الشرفاء وبمؤسساتنا الوطنية وببسالة جنودنا خطوط النصر الآتي لا محالة باذن الله. وقال الرئيس الأسد.. ان شعبنا الصامد تعرض لمحاولات التجويع والحصار والتلاعب بقوته اليومي.. فكونوا على ثقة بأن كل هذا زائل عندما نعمل معا على تحقيق ما يحتاجه المواطن من عدالة اجتماعية تتجلى بتوزيع منصف للثروة وتكافؤ للفرص والحصول على الخدمات الاساسية ولابد من انماء متوازن بين الريف والمدينة وتعميم شبكات الدعم الاجتماعي بهدف تعزيز وتوسيع الطبقة الوسطى في المجتمع. وأكد الرئيس الأسد أن كل ذلك بحاجة لاصلاح اداري يقضي على الهدر والفساد والمحسوبيات والتسيب وضعف الشعور بالمسؤولية وعلينا أن نحاسب كل من يحاول استغلال هذه الازمة من أجل التلاعب بقوت الشعب كما أن علينا دعم الزراعة كقطاع استراتيجي وكدعامة من دعائم استقرار المجتمع واستقلالية القرار الوطني مع ضرورة الاستمرار في تعزيز وتحديث الصناعة اضافة إلى دعم الحرف والصناعات الصغيرة والمتوسطة كأحد عوامل التوازن الاجتماعي ورافد مهم للناتج الوطني والتي يجب أن تشكل القاعدة الاوسع لاقتصادنا دون أن يغيب عن ذهننا الطاقات التي استنزفتها الظروف الراهنة وأعاقت مسار التطوير بشكل جدي فعطلت مشاريع حيوية وأدت لاختناقات في توفير بعض المواد نتيجة الحصار الاقتصادي الخارجي اضافة إلى تخريب البنية التحتية من قبل الارهابيين ما أدى لتراجع مستوى عدد من الخدمات الاساسية التي يحتاجها المواطنون. وأضاف الرئيس الأسد.. علينا العمل بشكل يومي للبحث عن موارد بديلة وترشيد الانفاق واعادة ترتيب الاولويات واصلاح ما تخرب من البنية التحتية ولكن هذه الظروف لن تفت في عزيمتنا بل ستكون حافزا للمزيد من العمل ولا يجوز أن تتحول إلى ذريعة للمقصرين لالقاء تبعات تقصيرهم عليها بدلا من القيام بواجباتهم. وشدد الرئيس الأسد على أن الشباب هم عماد الوطن وأساسه فقد بدأنا بتفعيل دورهم في كثير من المفاصل الاجتماعية والاقتصادية وحتى التشريعية وأعتقد أن أصغر الاعضاء سنا في هذا المجلس لم يتجاوز الثلاثين من العمر ولولا سواعد هؤلاء الشباب وعقولهم المتطورة لما كان لهذه الهجمة الحاقدة علينا أن تصد وكما شمروا عن سواعدهم ونزلوا إلى الشوارع متحدين واثقين بوطنهم يجب أن يشمروا عن سواعدهم لبناء الوطن وتحديثه. بإرادتنا ووحدتنا سنقهر الأعداء ونتجاوز الأزمة وقال الرئيس الأسد.. ان المهام تتجاوز الحدود واذا كان البعض قد أرسل لشعبنا الموت والدمار فنحن نريد أن نقدم لشعبه نموذجا حضاريا يقتدى به لينال حريته وليصبح شريكا في وطنه بدلا من أن يكون الحاكم مالكاً للارض وللشعب وللوطن وعندها ستصلنا رسائل الانسانية من اخوة في بلدان الحرية بدلا من نصائح الديمقراطية التي تأتينا من بلدان العبودية. وأضاف الرئيس الأسد.. بارادتنا سنتجاوز المحنة وبوحدتنا سنقهر الاعداء ولن يتمكن الصخب من تغييب صوت الحق ولا التضليل الحاقد من التعمية على الحقيقة التي تنطق بها الوقائع صادقة معبرة ولن يتمكن الإرهاب الاثم من كسر ارادة شعبنا وستبقى سورية الابية عرين العروبة وقلعة الصمود وستسترد عافيتها وترد كيد الحاقدين وستشهد من جديد هزيمتهم المخزية. وتوجه الرئيس الأسد إلى أعضاء مجلس الشعب بالقول ان المواطن الذي انتخبكم انما يريدكم قريبين منه لا متعالين عليه شاعرين بالامه ومحققين لطموحاته لا طامحين لجاه خاص أو لمنفعة شخصية فلنضع اليد باليد والكتف بجانب الكتف ولننهض بالوطن ولنجعل الدور التشريعي الاول انطلاقة للورشة الكبيرة التي أردناها لسورية المستقبل. وختم الرئيس الأسد.. كونوا على قلب رجل واحد أمام مصلحة الوطن والمواطن حتى لو اختلفت رؤاكم فالمسؤول الحقيقي هو الذي ينبض قلبه على وقع نبض شعبه والبوصلة دائما لنا جميعا هي سيادة سورية واستقلال قرارها وسلامة ترابها وكرامة أبنائها وتذكروا أن الفرد زائل والشعب باق وأن المناصب متغيرة والوطن ثابت وأتمنى لكم كل التوفيق فى مهامكم فى هذا الدور التشريعى الأول. |
|