تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«قطـــــرات» .. صــــراع الألــــم والأمـــــــل

ثقافة
الثلاثاء 8-10-2019
قضايا مُغرقة في إنسانيتها يتناولها الفيلم القصير (قطرات) محاولاً الولوج إلى المعاناة الداخلية لدى شريحة من النساء ، الفيلم حالياً في مرحلة العمليات الفنية ، سيناريو وإخراج أيهم عرسان ،

وتمثيل كل من الفنانين : شكران مرتجى ، جلال شموط ، روبين عيسى ، الفنان الكبير بسام لطفي ، إنانا راشد ، منيب أربيل ، نور خلف ، عبد الزامل ، والطفلان مرمر عرسان وحسن الكردي ، ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما .‏

في حديثه لصحيفة الثورة يشير المخرج أيهم عرسان إلى أن المحور الأساسي لفيلمه هو الألم ، يقول : (هو الألم الذي يتعايش ويتصادق معه الإنسان أحياناً فتصبح انكسارات الحياة والصدمات وكأنها أمر عادي ضمن ما هو متوقع ومنتظر، والسؤال الرئيسي هل سيستمر هذا التعايش؟) ، وحول الدلالة التي يحملها العنوان ، يقول : القطرات هي شخصيات الفيلم، إنها جزء من نهر الحياة الذي افترضه، مجرى النهر هو مسار الحياة وما نحن إلا قطرات صغيرة في النهر الهادر، تسير القطرات في المجرى بالغة منتهاها وهي تتعرض الى الكثير من المطبات والعثرات والصعوبات، والتشبيه المجازي هنا هو ما دعاني الى تسمية الفيلم بهذا الاسم، وأتناول فيه جزءاً من حياة بضع قطرات .‏

يؤكد المخرج أن الحياة والخبرة التي تقدمها هي المنهل الأساسي لأي تجلٍ أدبي أو فني ، وقولبة الحكاية وصوغها في إطار فني هو التحدي دائماً ، توضع الحكاية ضمن شكل سيناريو أدبي ومن ثم الانتقال الى تجسيدها كمادة بصرية من خلال تعميقها وتكثيفها ، وحول الغوص في الوجع ضمن حالة إنسانية البطولة فيها نسائية وكيفية تلمسه تفاصيلها وعوالمها لتقديمها بعمقها ، يقول : اخترت في الفيلم تناول شخصيات نسائية لأنني أرى أن عالم المرأة يحمل الكثير من الألم الخفي او المخبأ، كثيرات منهن تظهرن نوعاً من التماسك والقوة كغلاف خارجي بينما في الحقيقة هن هشات جدا، بالإضافة الى تحملهن مسؤوليات الأمومة وهموم الخوف من الإدانة الاجتماعية وهن من قررن الانتفاض على عذاباتهن .‏

هناك حالة من الأمل (الانبعاث الجديد) يبثها المخرج في الفيلم ، فهل ينتصر إليها في النهاية ؟ وما منبعها ؟.. يجيب : (الانبعاث من جديد هو أمل يبقى مسيطراً على أي شخص معذب في حياته، وشخصياتي في الفيلم تحلم بطريقة تجعلها تنبعث من جديد وتخلق مساراً أو مجرى جديداً تكمل به حياتها بعيداً عن العذاب الذي يبدو وكأنه يحصر المرء في نفق مسدود، بعضها يتمكن من ذلك بفضل مساعدة طارئة تبدو خفية في بعض الأحيان، والبعض الاخر تحكمه حتميات الحياة وتجعله يتحامل على نفسه ويكمل سيره رغم الأحمال النفسية التي ينوء تحتها، هو صراع بين الألم والامل، إلا ان الامل يبقى هو الاقوى) . وعن صلة القربى بين هذا الفيلم وما سبقه من أفلام قصيرة للمخرج نفسه ، يقول : المنتج الأدبي أو الفني وإن تعدد فهو يشبه من انتجه، وبالتالي هناك صلة قربى بين هذا الفيلم وما سبقه من أفلام قصيرة، فهناك موضوع رئيسي اهتم به دائماً هو الإنسان بشجونه وآلمه وحالات الصعود والهبوط التي تضعه امامها تحديات الحياة، تتعدد الحكايات والشخصيات والأجواء لكن هذا الرابط يبقى جامعاً لها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية